معنى الرحمن الرحيم / كتبه غالب الغول
إذا كان الشاعر مكلفاً بأن يكون عالماً في الفقه والشريعة بشكل عام , فلا يمكن أن يجرؤ شاعر على ذكر الله في شعره , ولا إلى أسماء الله الحسنى , خوفاً وتحاشياً لهفوات سطحية لا تمس بالعقيدة بشيء , وإذا كان لا بد من أن يبحث عن الحقيقة من قول العلماء , فلا بد أن يستغرق أشهراً طوالا وهو بين تفاسير العلماء المختلفة , كل حسب رأيه .
لقد كتب أحدنا قصيدة يقول فيها :
بأن الرحمن تعم الناس في الدنيا .. , ولم يذكر كلمة الآخرة لأن الوزن لا يتحمل أكثر من الموجود , وأما الرحيم : فهي للمؤمنين خاصة في الآخرة .
فاعترض الناقد على هذا القول مبيناً أن ( الرحمن الرحيم ) هي رحمة الله في الدنيا والآخرة معاً .
لكن الشاعر اقتنع من تفسير العلماء برأي ( أن الرحمن يرحم مخلوقاته كلهم في الدنيا , وأن الرحيم يشمل رحمته المؤمنين في الآخرة ) ووزن البيت لا يستحمل كلمة (في الدنيا والآخرة ) لإظهار التعميم . وبخاصة أن الجنة للمؤمنين , وأن النار للكافرين , فهل للكافر رحمة في الآخرة أم أن له العذاب الشديد ؟ وهل مثل هذا التفسير يستوجب تغيير البيت الشعري ويعتبر كلام الشاعر خطأ يحاسب عليه ؟
من هنا أورد لكم ما قاله العلماء في هذا المجال , لكي نتعلم من بعض , بالرغم من أنني حذفت البيت كله تحاشياً للنقد .
يقول في هذا الرابط:
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=11b8d8c99c69bdfb
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن
الرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله تعالى، فالرحمن دال على المبالغة، حيث يدل على شمول رحمة الله تعالى لجميع خلقه، أما
الرحــــيم، فهو يدل على خصوصية الرحمة بالمؤمنين.
قال ابن كثير في تفسيره: قال أبو علي الفارسي
الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة، يختص به الله تعالى، والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين، قال تعالى: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً [الأحزاب: 43]. إلى أن قال: فدل على أن الرحمن أشد مبالغة في الرحمة، لعمومها في الدارين لجميع خلقه، والرحيم خاص بالمؤمنين