الغراب و الوطن
لمح الغراب العطشان جَرَة
في قعرها قليلٌ من الماء
لم يستطع الغراب الوصول للماء
اشتغل عقل الغراب في صنع حيلة
نقل الغراب حصا بمنقاره
ورماها في الجرة
كرر الغراب محاولاته
ارتفع الماء
فشرب الغراب
لمح الوطن في قعر الجب ماء الحياة
حاول تقليد الغراب
لم يهن عليه رمي الحصا
فرمى جماجم أبنائه
جمجمة وراء جمجمة
توقف عن الرمي قبل الوصول للماء
اشتكت الثكلى قسوة الوطن
كره الناس وطنهم
فهاجر منهم كثير
لم يكن الوطن قاسياً
بل كان حكيماً
ومجرباً
عمل الدفء والرطوبة
في الجماجم .. عمل الحاضنة
فأنبتت الجماجم بادرات
كان النمو بطيئاً
فرياح السموم تعيق النمو
حتى كاد الناس ينسوا الجماجم
خرج من كل بادرة عزيز
فخر له من تخلف ساجداً
ليصبح الوطن تحت حكم عادلين
شرب الأعزاء الدموع
واعتذر الجميع من الوطن
ابتسم الوطن