الصندوق الاسود حماة 82..
تناول برنامج الصندوق الاسود مجزرة حماة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء الابرياء ، هو الصندوق المرعب لما تخلله من مشاهد دامية ومذابح مروعة وروايات تشيب لها الولدان ، لم تكن تمة قنوات فضائية ولا مواقع التواصل الاجتماعية ولا الجزيرة ، لتطلعنا على فظائع نظام الغاشم في حق أهالي حماة ، فنفذ المستبد مجزرته في تكتم مريب ورغم التعتيم الاعلامي والحصار ، بلغتِ الاصداء ، وبلغت استغاثات الثكالى والايتام والحرائر خلف القضبان ، وما تعرضت له المدينة من انتهاكات ومجازر يندى لها جبين الانسانية ،بعد المحنة بسنوات يروي من نجى من العدوان ألوان العذاب وصنوف الانتهاكات التي تعرضوا لها ، تعذيب بشع ومحنة طالت كل الابرياء ، نظام غاشم مارس في حق شعبه المكلوم كل ألوان القهر والاجرام والتنكيل ..
والملفت للنظر أن بعد مرور ثلاث عقود على المجزرة ، لازال الشهود الذين تحدثت لهم الجزيرة لاجراء لقاءات معهم ، ليرووا تفاصيل المجزرة يرفضون اجراء اللقاء أو التعرض لتلك الاحداث المريعة ، هل لهول الفظائع أو خوف من أن تطالهم آيادي الاثمة للنظام الغاشم ، فهو نفسه من ينكل بالشعب اليوم في سوريا ، وبعد جهد شهيد ومع محاولات عدة يقبلون لاهمية الشهادة ، هو ملف اجرامي أريد له أن يُطوى لان من ساهم فيه لازال بعضهم حيّ ويتخوف أن يعرض للمحاكمة على ما اقترفته يداه ، وقد تجر الاحداث العديد من الاسماء ، وهاهو الابن يكمل نهج أبيه في استباحة كل سوريا كما استباح الاب من قبل حماة حتى أضحت أشباحا وسوى مناطق عدة فيها بالارض ، الكثير من الابرياء قضوا تحت الانقاض ..
يحكي الصندوق الاسود عن حصار حماة وكيف قامت عصابات النظام بسحق المدينة ، بعد تطويقها وقتل من فيها ، أخضعها النظام للتعتيم الاعلامي وبعد المجزرة تحولت المدينة لانقاض ، امتلأت الطرقات بالجثت وفاحت رائحة الموت في مكان ، تتحدث إحدى الشاهدات كانت تعمل في المستشفى الوطني في حماة عن مشاهد تقشعر منها الابدان ، يدخلون على المرأة التي انجبت حديثا فيفصلوا ابنها شقين ، بقر بطون الحوامل وقتل الاجنة ، حرب غير متكافئة قوة غاشمة في مقابل شعب يذود عن حماه بما تسير له من عدة وعتاد ، وضع صعب كانت تعيشة حماة مع حصار خانق ، معارك طاحنة خاضتها وقد دافع الاهالي عن المدينة بما توفر لهم من سلاح لكن ميزان القوة كان مختلا ..
وجاء في التقرير أن الاحياء التي استعصت على النظام دمرها بالدبابات والطائرات دمر أحياءا عدة ، دك حماة على رؤوس أهلها بكل وحشية ، وحسب شهادة الكادر الطبي يقومون بأعمال بشعة ومروعة ويبقون على حياة واحد أو اثنين ليحكوا للآخرين تفاصيل المجزرة ، كما اليوم يصورون مشاهد مرعبة ليبثوا الخوف في نفوس الشعب والثوار ، حتى من ذهب ليجري حوارمعهم أعدموه بطريقة بشعة وكما علق أحدهم عن المجزرة بقوله : دمر اقتل لك كل الحصانة !!
قمع النظام انتفاضة شعب لاخضاعه لهيمنته ولسيطرته ، يسطحون الشباب على الارض ومن تمة تدوس عليهم الدبابة ، نكأت جراح سوريا اليوم جراح حماة وأعادت للاذهان تفاصيل المحنة التي عاشتها حماة ، امتلأت السجون بالمعتقلين بل وقتلوا الاسرى في السجون بعد التنكيل بهم وتعذيبهم ، واليوم ومع الصورة الحيّة انكشف للعالم حجم المآساة والمعاناة واجرام النظام الغاشم في حق الشعب ، وكلما طلبت الجزيرة مقابلة رفعت الاسد لتجري معه لقاء فهو عاصر تلك الفترة، رفض وتلكأ وتتحدث المسؤولة في مكتبه أنه يقول أن الوقت غير مناسب لفتح هكذاملف ، وأنه الآن يسعى لوقف النزيف السوري !!! وعندما تكررت المحاولات لاجراء اللقاء هدد بمقاضاتهم !! وفي تصريح له اعتمدت عليه الجزيرة في مؤتمر باريس يبرر مجازر النظام الغاشم وقتها !!
هل حقا يعمل على وقف النزيف أم يخشى أن يفتح الملف ويقاضيه ذوي الضحايا على جرائمه التي اعتقد أنها طواها الزمن وطالها النسيان ، لم يكن النظام الغاشم يحتاج لمبرر لاستباحة حماة فقد هدد بضربها من قبل ، النية كانت مبيتة ، كما اليوم المشاهد تتكرر وهو من يخلف المبررات لتدمير سوريا وهذا كله لم يكن يجري بعيدا عن أعين المجتمع الدولي ، بل كان على علم بما يجري وبالتفاصيل ولاذ بالصمت ، حتى يغتال النظام أية انتفاضة قد تزيحه ، ما أشبه اليوم بالبارحة ، تدمير وقتل واغتصاب وتشريد وو..على مرآى ومسمع من المجتمع الدولي ولا يحرك هذا الاخير ساكنا ، لأن مجريات الأحداث تصب في مصلحته..