الاعلام العربي و الحياد المستحيل
هل يمكن لأي انسان وخاصة العرب أن يكونوا محايدين و موضوعيين أمام آلةالقتل و التهجير و الاعتقال و المعاملة الوحشية التي يتعرضون لها فيفلسطين و العراق على أيدي الصهاينة و الأمريكان المحتلين للعراق فهل يكونمن الحياد أن نساوي بين الضحية و الجلاد الذي لا يتورع عن اقتراف أفظعالجرائم التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ وهل يمكن الاعتراف بهذا الواقعالمؤلم و السكوت عنه و القبول باطروحات المعتدين وعدم رفع الصوت تألمالما يجري أم أن الاعلام العربي اليوم أصبح خاضعا في معظمه لأدوات الحكمفي الوطن العربي و خاصة الأنظمة المعروفة بارتمائها في أحضان الغرب والتي لا يرجى منها أي خير لأنها خائفة و غير قادرة على مواجهة التحدياتالتي تتعرض لها الأمة و ذلك اما أنها تلوذ بالصمت في أحسن أحوالها أوتتآمر خفية أو علنا في مواجهة أي حركة مقاومة و صمود و تصدي لأي عدوانعلى الأمة و بطبيعة الحال فالاعلام يتبع الأنظمة صمتا أو تآمرا كالذي حصلأثناء الحرب العدوانية الأخيرة على غزة و محاصرتها من العرب الرسميين قبلالصهاينة .وكذلك المقاومة العراقية محاصرة رسميا و اعلاميا ويسوق الاعلامالمعادي حيث تنطلق أقلام فاشلة و مأجورة للتعبير عن عبثية هذه المقاومةأو تلك و فشلها و أنها مغامرة و مقامرة و لا قبل لها بمواجهة أمريكا واسرائيل و ينطق بلفظ اسرائيل على أساس الواقع الذي يعني الاعتراف بها والقبول بوجودها و التنظير لذلك والأصل أن نقول فلسطين المحتلة و مااسرائيل في الواقع الا قطعان من المجرمين احتلوا فلسطين بالقوة الغاشمةوارتكبوا جرائم يندى لها جبين البشرية و بناء عليه فلا بد من محاصرة هذاالكيان المعادي و عزله و مقاطعته لا أن نجري الحوارات مع قياداته الفاشيةو العنصرية المجرمة بدعوى الرأي الآخر .ومن ناحية أخرى تظهر دعوات للهزيمة و الاستسلام لهذا العدو مغلفة بدعاوىالسلام و الواقعية و البرغماتية و...كما يعتبر كثير من الاعلاميين العرب المقاومين مجرد مسلحين أو متمردين انلم يقل ارهابيين كما أن البعض منهم يتبنى وجهة النظر المعادية بأخذهالمعلومات عن الجهات الرسمية أي القوى المعادية للأمة في حين أن قوىالمقاومة ليست رسمية و ان أخذ عنها فيقال تلك العبارة المشهورة ولميتسنى لنا الأخذ عن مصادر مستقلة .كما أن هؤلاء للأسف يتبنون وجهة النظر المعادية كلمة كلمة و حرفا حرفادون أي تغيير فالمجرمون من جيوش العدو يشار اليهم بالجيش الأمريكي فقطدون اضافة صفة الاجرام الوحشي والجيش الصهيوني الغاصب و المحتل و المجرميشار اليه بجيش الدفاع الاسرائيلي و اذا كانت عملية بطولية استشهاديةتذكر على أنها انتحارية ثم يذكر ان هذه القوات طوقت المنطقة و ألقت القبضعلى مشبوهين في حين أن الحقيقة أن هذه القوات المجرمة لما فشلت في مواجهةقوى المقاومة طوقت المنطقة و صبت جام غضبها على المدنيين فأوسعت فيهمقتلا و جرحا و اعتقالا لمجرد التواجد بالمنطقة لا غيروبناء عليه فالمطلوب من الاعلام العربي أن يكون نزيها و محايدا و مهنيا وعلى درجة عالية ليس بالوقوف موضوعيا في صف الأعداء وانما لا بد منالاسهام بدور فاعل و مؤثر و التفاعل الايجابي مع القوى الحية للأمة والتي تقف بأرواحها و دمائها و حرياتها و لقمة عيشها من أجل أن تعيش هذه الأمة بكرامةوعلينا تذكر ما قام به الاعلامي البطل منتظر الزيدي من عمل بطولي سوفيسجل له بأحرف من نور و ياليت كل اعلاميينا على تلك الشاكلة و لكن كل منموقعه و حسب قدراته و امكانياته في الدفاع عن قضايا الأمة و التحديات التيتواجها وذلك أننا أمة مستهدفة بقوة في كل شيىء .
--الناصر خشيني نابل تونس