لعبة تركس

[محمد سيد حسن]

لعبة تركس
لم يترك لي مجالا للتملص والهرب من المهمة التي كلفني بها صديقي المحب
أبو غضب بإيصاله مع لفيف من الشباب إلى المدينة المجاورة
كوني أملك حافلة أعمل بها بالأجرة خلسة عن عيون مكتب الدور
وكاميرا شرطي المرور علماً أنني أحمل إجازة سوق عمومية
تخولني قيادة السيارات الحلفاوية والطنابر الحلبية و المركبات الفضائية .
قبلت لكن على استحياء وخجل لمعرفتي بصاحبي المبجل
بنظافة جيوبه العلوية والسفلية وبالتالي التوصيلة من غير أجرة يعني مجانية
قلت في نفسي مواسياً لعلها تكون عزيمة أو وليمة
أو لتكن أمسية شعرية أو ندوة أدبية أو فكرية أو سياسية
أو ربما مناظرة ثقافية فيها أفكار وأخبار و أشعار و حكايات منسية أعوض
أجرتي ووقود حافلتي .
لكن خابت ظنوني وآمالي وتكدرت جميع أحوالي
عندما علمت بأنها مبارة تصفوية ومنازلة مصيرية على كأس الكؤوس
الدولية بورق اللعب (الشدة ) وأنا وهي ليست بيننا أية مودة .
استقبلنا بالحفاوة والترحاب وفتحت لنا النوافذ والأبواب .
جلس منتخبنا مقابل منتخب المضيفين وحلقت حوله رابطة المشجعين و
المراقبين .
الكل متأهب لوصول الحكام الدوليين والخبراء المندوبين من كبار المقاهي
الدولية مع صرف كامل لأذونهم السفرية السرية
ومعاملتهم كضيوف حاااالين بجميع ألوانهم الطيفية على لباس الفريقين
المتبارزين
تم الاتفاق مع كبراء المدربين على نوع المنازلة بين الفريقين
أهي لعبة ( التركس أم الطرنيب أم الكونكان) فكان الاتفاق على لعبة التركس
بعد القرعة ( بالطر والنقش )
ولم يكن هناك مجالا للتلاعب أو الغش .
قبل الشروع باللعب تليت التعليمات مصحوبة بالتهديدات وأهمها :
1 ـ ممنوع الغمز واللمز والتأشير ومد اللسان والعض على الشفتان .
2 ـ ممنوع سب الأديان و حلفان أيمان الطلاق والحرام كمان .
3 ـ ممنوع الصياح والصراخ والانفعال والابتهال .
4 ـ فتت لعبت .
5 ـ أي ضبط عملية تزوير أو تمرير أو تحوير يحال الأمر إلى المجلس
الأعلى لحكام الطرنيب في العالم وتتخذ بحق الفريق المخالف العقوبات
المناسبة .
6 ـ عدم التدخل من الجمهور والمشجعين بشأن اللاعبين من تصفير وهتاف
وتلويح وتأشير باليدين .
أطلقت صافرة البداية وتم توزيع الورق وتبعه توزيع السجائر على اللاعبين
وسكر نبات على المشجعين وساد الصمت بين الحاضرين.
اللاعبون متوترون , لبعضهم البعض ناظرون خشية من الغش
وربما تكون لجنة التحكيم ( منشاف خاطرها ) كما هو معلوم
لذلك فإن الحيطة والحذر واجبان ، ونكون لحقوقنا حافظين .
ولكونه فرض عليّ الأمر ولا بد من اتخاذ موقف إما مع أو ضد
ولا يكفي دور المتفرج كما تعلمنا من المواقف في حياتنا
وانطلاقا من قاعدة ( اذا جن ربعك عقلك ما بفيدك )
حزمت أمري واتخذت موقفا بالحال أن أكون مع فريق مدينتي
و إلا تسوء فيما بعد حالتي أو تشتاق إليّ خ....... .
أحد اللاعبين يريد أن يلفت انتباه شريكه خلسة عن لعبة يريدها
مستغلا انشغال اللجان والحكام بالتهام الفواكه والمكسرات
واحتساء الشاي الأخضر مع الليمون والقهوة الحلوة والمرة والكابتشينو
وزهر الزيزفون
لتهدئة الخواطر وطرد الهموم والغازات من البطون .
لم ينتبه عليه شريكه استشاط غضبا .. تورمت أوداجه .. تصبب عرقا ..
خشيت عليه من جلطة دماغية أو قلبية أو وخزة ضميرية حادة حينها يضيق
به الزقاق والجادة .
وأخيرا التقط الإشارة لكنه أخطأ في ترجمتها فكان اللعب غير المطلوب وهنا
وقعت الواقعة يا محبوب .
لم يعد دورا للأخلاق الرياضية التي كان يتحلى بها قبل بدء اللعب
انفجر في وجه شريكه صائحا .. غاضبا .. موبخا على فعلته
والتقط بين شفتيه سيجارته وأشعلها بقدحة من شرر عينه .
أخذ على فعلته انذاراً من الدرجة الممتازة من الحكام وبحضور السادة لعلمهم
المسبق بالديباجة .
والحقيقة أن شريكه كان مثالاً في الأخلاق الرياضية
وكان عاقلاً وعنده دب لوماسية وخطط تكتيكية
ولا يريد أن يستفيد خصمه من هذه الفرصة الذهبية فيضيعها عليهم بكل لياقة
وبراعة وحنكة حرفية .
تلقى الضربات الكلامية بصدر رحب وهدأ اللعب حرصا على سلامة واستمرار
المنازلة التركسية .
المهم يا سادتي انتهى الشوط الأول أو بعرف ( اللعيبة الدق الأول)
بخسارة فريقنا وعلامات الخيبة ارتسمت على وجوهم ونشوة النصر على
الفريق المنافس
ومن خلال جلسة الاستراحة أعيدت رسم الخطط التكتيكية
والرجوع إلى أرشيف المباريات الدولية المقامة على كأس الأمم الورقية
والاستفادة من الخبرات الدولية .
وباعتبار اللعب بين جمهورهم وعلى أرضهم أقصد في بيتهم
فالخسارة صعبة للغاية فلا بد من الاحتفاظ بنتيجة الربح للنكاية .
وبما أن في عرف أهل اللعب بأن ( الدق وأخوه ) فتت الجولة الثانية
مع كثافة الدخان المنبعثة من سجائرهم المهربة والوطنية ، المفلترة منها
والحموية .
علا صوت أحد اللاعبين من فريقنا وانفلت جميع براغي أعصابه
ووجه الكلام البذيء والشتائم وقذف الورق بوجه شريكه
وأطلق أغلظ الأيمان وتبعها بالطلاق والحرام وأرفقها بموجة من الإساءات
الشرعية والكفريات اللفظية والإساءة للذات الإلهية ـ ( استغفر الله لي ولكم ) ـ
مع مع كثافة الدخان المنبعثة من سجائرهم المهربة والوطنية ، المفلترة منها والحموية .
علا صوت أحد اللاعبين من فريقنا وانفلت جميع براغي أعصابه
ووجه الكلام البذيء والشتائم وقذف الورق بوجه شريكه
وأطلق أغلظ الأيمان وتبعها بالطلاق والحرام وأرفقها بموجة من الإساءات الشرعية
والكفريات اللفظية والإساءة للذات الإلهية ـ ( استغفر الله لي ولكم ) ـ
مع بعض التلميح بعبارات تخوينية تآمرية .
طبعا استهجنت ما سمعت وطلبت الهدوء وضبط النفس من جماعتي
حتى لا تتكرر مأساة أخوتي الكروية التي جرت في الأمصار العربية .
تدخل الحضور الطيبين والمراقبين والمشجعين وتدخل الحكام بقوة
معلنين انتهاء اللعب برفع البطاقات الحمراء والصفراء والخضراء والسوداء
لأن فريقنا قد أخل بالشروط وقواعد اللعبة
ونهضنا من مجلسنا عائدين إلى مدينتا محشورين في حافلتنا
نجر ذيول الهزيمة التي منينا بها مسقطين على بعضنا البعض
سبب الخيبة والخسران .
بقلم :
محمد سيد حسن

[ريمه الخاني]

سبب خيبتنا ورق وغانية!
وراس حانية وفكر مشوش وكاس قانية....
حقيقة نحن افضل من يضيع الوقت والثانية!!
واهلا بك في السااااااااااخر الرفيع والفكر البديع...
***********
بانتظار تعريجك على حكايا ام فراس
ترسل بريديا