كل عام وأنتم بخير!!

--------------------------------------------------------------------------------

أحبتي الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بمناسبة قرب حلول الشهر المعظم، شهر رمضان.. وددت أن أعود بكم إلى الأخطاء الشائعة:

- كلُ عامٍ وأنتم بخير:

يقولون في التهنئة بالأعياد ونحوها (كل عام وأنتم بخير) برفع كلمة "كل". وهذا التركيب لا يساير ما وضعه النحاة من قواعد، فكل عام لا يصح أن يكون مبتدأ، لأنه لا خبر له، فإن قيل: إن الخبر محذوف تقديره يمر - قلنا: إن هذا ليس من المواضع التي يحذف فيها الخبر، على أن جملة يمر جائز فيها أن تكون صفة لعام ووجود الواو هنا يدل على أن الجملة بعدها حالية غير أن هذا التعبير ليس فيه ما يصح أن يكون صاحباً لهذا الحال.

ولإصلاح هذا التركيب ينبغي أن تحذف الواو، فيقال: (كلُّ عامٍ أنتم بخير) - بنصب كلمة كل على أنها ظرف زمان لإضافتها إلى الزمان، والجملة بعدها مبتدأ، والمعنى: أنتم بخير في كل عام وهذا شبيه بقوله تعالى كل يوم هو في شأن  (سورة الرحمن: الآية 29).

- وجه القول في "مَبْرُوك" و"مُبَارَك"
كثيراً ما نسمع في مناسبات التهنئة والأعياد قـول المهنِّئ للمهنَّأ: "مَبْرُوك" بدلاً من "مبارك"، وهذا الاستخدام غير مقبول لُغوياً.

نقول: بَرَكَ الجمل، أو الدابة في المكان،، فالجمل بارِك، والدابة بارِكة، والمكان مَبْرُوكٌ فيه. وَبَرَكَ معناه ألقى بَرْكَه على الأرض، وهو صَدَرُه. والبَرْك أيضاً بسكون الراء جماعة الإبل البارِكَة. والمكان الذي تَبْرُك فيه يقال له مَبْرَك. وفي المثل فلان ليس له مَبْرَك جمل، كناية عن قلة ما يملك من الأرض.

أما استعمال "مبارك"، وهو اسم المفعول من "تبارك" وهو الصواب في المناسبات فمأخوذ من البركة وهي النماء والزيادة.

تقول: بارك الله الشيء وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة. وفي الصلاة على النبي ، نقول: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد. وقال تعالى:إنا أنزلناه في ليلة مباركة الدخان - 3، أي القرآن. وقال جل من قائل :سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله  الإسراء -1. وقال :وهذا كتاب أنزلناه مُبَارَكٌ فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون الأنعام -155، وهو في التنزيل كثير.
__________________