لست أدري لم كلما أمسكت القلم محاولة إفراغ ما يجول بخاطري لأقيده في عالم السطور و أحفظه بين دفتي كتاب همومي ..
لست أدري لم تتداخل الأفكار وتتشابك فيما بينها و كأنها في سباق للخروج من قضبان فكري إلى حرية الواقع المسطور ..
أشعر بأن القلم يرتد إلى ما وراء السطور كأنه يطلب مخرجا من هذا المأزق ..
لعل زخم الأفكار التي تدور في أفلاك حياتي ..أو كثرة المشاعر التي تأسر قلبي ..أو كثافة التتائج و العبر التي نمت في تربة تجاربي قد سببت اضطرابا في روح القلم من ثقل الأفكار التي تضخ عليه ..فقد أضحى قلمي يجد صعوبة في مساره ..
فمن أين أبدأ ..؟
أمن قضية الفساد المعلن و الذي تسانده القوى الضالة المضلة و تنشره عبر وسائل الإعلام ؟
أم في سياق التطور العلمي و الذي باتت وسائل التواصل الاجتماعي المغرضة جزءا لا يتجزأ منه ، فبحجة العولمة و النفتاح العلمي جعلوا العالم درجات حيث لا وجود للعدالة و المساواة ، إنما سودوا علينا قانون الغاب ، لقد حملوا في مصطلح ( الانفتاح العلمي ) نواح إيجابية إلا أنها تخفي خلف الكواليس مالا يحصى من النواحي السلبية و التي بات من الصعب السيطرة عليها ، فيتنا مساقين كما القطيع خلف الراعي ..!!!
أم أنه علي أن أبدأ بقضية الأسرة ودورها في إصلاح الحال من خلال إعداد جيل متمسك بقيمه و مستنيرا بكتاب الله و سنة رسوله ، علنا نستنشق بعضا من عبق الأمجاد التي نثر عطرها أجدادنا في حقب مضت و انقضت ، تلك الأمجاد التي ما فتئ أعداء أمتنا يحاولون طمسها و دفنها تحت صخور حضارة القوة و التقدم اللا أخلاقي !!
لقد أوهمونا بل ورسخوا في أذهان ونفوس الأجيال بأننا أمة هزيلة غير قادرة على القيادة و التغيير ..تتجرع الجهل و التخلف بسبب الضعف الذي حل بأركانها ،
إنهم لا يملون من إطفاء جذوتنا لينسبوا لأنفسهم كل ما هو مدعاة للفخر و الرقي لينجر الجيل خلفهم دون أي استدراك ..
فبطمس ماضينا يسهل عليهم التحكم بحاضرنا ومستقبلنا من خلال دس السم في الدسم ، فها هي ثرواتنا ومقدراتنا بل وحتى عقول أجيالنا باتت تحت تصرف إداراتهم العابثة .
فعلينا نحن الآباء ان نعطي فرصة لأبنائنا ليسافروا على متن مراكب أمهات الكتب ليصلوا إلى شواطئ الأمجاد و العز و الشرف ، ولعل أمواج الوعي و الاعتصام بحبل الله أن تدفع بمراكبهم إلى بر الأمان..
وكم أرجو أن توافق مقالتي قلبا واعيا و فكرا ذو يقين يستند إلى همة صادقة ..قادرة على التغيير و بلوغ العلم بالفكر العامل ، فتترجم ذلك إلى طموح يعيد لنا حقنا المهدور الذي عانقه العدو و تعالى علينا به ..
ربما استرسل قلمي في موضوع الأسرة ؟؟ فذلك لأنني أرى أن الأسرة هي نواة التغيير الأولى ، فهي تحمل على عاتقها عبء الإنطلاق إلى مجتمع لديه سلاح قوة الحضارة ، و كل أسرة تشد أزر أخرى إلى أن تنهض الأمة من جديد ، فنرسم غدا منيرا مكللا بالتقدم ضمن إطار الأخلاق و الفضيلة ، ولعل أن يسود العدل بيننا و يحكم سلطان الحق فينا .