مقاتلون من الجيش العراقي السابق يعربون عن استعدادهم للقتال في غزة
عبدا لوهاب محمد الجبوري
بداية نؤكد أن المشروع الصهيوني بإقامة المملكة اليهودية العالمية والمستند إلى أساطير توراتية مزعومة ما زال مستمرا منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 وحتى الوقت الحاضر ، والعدوان على غزة إحدى صفحاته .. لكن صمود شعب غزة وصبره وإرادة مقاتلي الثورة الفلسطينية وبطولاتهم وتحديهم الأسطوري سيفشلون هذه الصفحة وسيندحر العدوان الإسرائيلي بعون الله كما اندحرت عمليات إسرائيل العدوانية السابقة ، وهذا ليس تمنيا بل هو واقع حاصل كما وعد الله الصابرين والمرابطين بالنصر المؤزر على أعدائهم ، وهو ليس تمنيا أيضا بل استنادا إلى منطق الحق والعدل والتاريخ ودروسه وعبره وحقائقه التي يجيد المؤمنون والمجاهدون قراءتها جيدا على عكس أعدائهم والمتخاذلين من الذين أعمى الله بصيرتهم ففقدوا القدرة على قراءة هذه الحقائق فسقطوا في شراك الشيطان والرذيلة والتخاذل والعار ..
هكذا حدثتنا ملاحم العرب والمسلمين في مئات المنازلات التاريخية عبر تاريخ امتنا الطويل ، فالغيارى والنشامى من أبناء هذه الأمة لن يرهبهم عدوان مسلح أو غلبة بشرية أو تسليحية أو تحالف شيطاني مشبوه أو تأمر أو تواطؤ أو تخاذل أو نفاق أو ما يخطط من مؤامرات ومشاريع في دهاليز البغي والظلام للنيل من إرادة ووحدة شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية التي ترفع شعارها الخالد وتعمل تحت ظله حتى قيام الساعة .. شعار لا اله إلا الله ..
هكذا حدثنا التاريخ ، وهكذا قالها أبطال ملحمة غزة وسيظل الشعب الفلسطيني يرددها على مر الزمن حتى تحرير فلسطين ، كل فلسطين من الاحتلال اليهودي الصهيوني الظالم بإذن الله .. فليس بالحكام الضعاف والمترددين والمغلوب على أمرهم ننتصر بل بالشباب المؤمن بدينه وقضيته ومستقبله وبالعمل والتحرك الجاد والنضال والجهاد بكل الوسائل والأساليب مهما غلت التضحيات وغلا الثمن ، فكل شيء يهون في سبيل الله والأرض والوطن والمستقبل الزاهر لأطفالنا وكرامة شعبنا التي انتهكت ودنست من قبل الصهاينة والأمريكان والماسونيين وأذنابهم ، والأعراب سـاكتون مدانون باللعنة والصمت واللامبالاة ..
أما شعب العراق وجيشه الباسل الذي يحتفل في 6/ 1/ 2009 بذكرى تأسيسه ال 88 ، والذي شارك في كل الحروب العربية الإسرائيلية ، فانه يؤكد موقفه الثابت والمعروف وهو مناصرة شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة بكل الوسائل والإمكانيات والأساليب المتاحة لديه حاليا رغم كل القيود المكبل بها من قبل الاحتلال الأمريكي ومن ارتضى السير على نهجه من الأحزاب والحركات السياسية الحاكمة في عراق اليوم ، والكل يتذكر القرار الجائر الذي أصدره الحاكم المدني للعراق بريمر واقترن بموافقة الحكومة العراقية والخاص بحل الجيش العراقي مع بدء الاحتلال عام 2003 ، ورغم تسلط الاحتلال الأمريكي على رقاب العراقيين وما يسببه ذلك من إفرازات مأساوية ووحشية فقد عبر الشرفاء منهم وخاصة العسكريين ومن كل الأطياف العراقية وبشكل عفوي عن احتجاجهم الشديد ورفضهم للعدوان الإسرائيلي النازي على غزة واستنكارهم الشديد له من خلال التظاهرات والاحتجاجات ومقاطعة البضائع الأمريكية والأجنبية وحملات التبرع والتنديد به في وسائل الإعلام والصحافة المختلفة ، حتى أنني سمعت البعض من المقاتلين العسكريين العراقيين الذين أحيلوا على التقاعد الإجباري حسب قرار بريمر الجائر والسيئ الصيت ، أنهم مستعدون للتطوع والقتال إلى جانب إخوتهم في المقاومة الفلسطينية في غزة ضد العدوان الإسرائيلي وأكد آخرون منهم أن الكثير من المقاتلين العسكريين العراقيين - الموجودين في الأقطار العربية وخاصة في سوريا ومصر والأردن ولبنان ومن الذين لديهم خبرة مهنية قتالية عالية أو ممن خدموا في الجيش العراقي خلال مشاركته في حرب تشرين عام 1973 أو من الذين شاركوا في قصف إسرائيل عام 1991 بصواريخ الحسين والحجارة السجيل – مستعدون للذهاب فورا إلى جبهة غزة إذا ما سُمح لهم بذلك ، لقتال القوات الإسرائيلية جنبا إلى جنب مع شعب غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية وأكدوا أيضا أنهم سيظلون أوفياء على العهد الذي قطعوه على أنفسهم عند تطوعهم في الجيش العراقي وهو دفاعهم عن فلسطين كما هو دفاعهم عن العراق والأمة بكل ما أوتوا من قوة ووسائل وأساليب وقدرات حتى لو كان ذلك بالحجارة – كما ذكر احدهم - وهو يتحسر ويتألم على الحالة الصعبة التي هم فيها نتيجة الاحتلال الأمريكي وما أسفر عنه من حل الجيش العراقي ومؤسسات الأمن الوطني العراقي وطرد منتسبيها من وظائفهم كما فعلوا أيضا نفس الشيء بموظفي وكوادر وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والثقافة والإعلام ، وأضاف آخرون أنهم يتأسفون ويتألمون أيضا كونهم يشعرون بالعجز تجاه ما يحصل على الساحة الفلسطينية من خلافات في ظل موقف عربي ضعيف وصمت عالمي ، وهي ، حسب رأيهم ، من ابرز العوامل التي شجعت إسرائيل على التمادي في عدوانها المتكرر ..
حيا الله المقاومة في العراق وفلسطين وحيا الله شعب غزة وصموده وأعانه على الصبر وتحمل المعاناة القاسية وظروف حياته الصعبة ومعيشته القاسية وكلل الله بالنصر جهاده وأذل أعداءه والمتواطئين معهم واخزاهم وافشل مخططاتهم وما النصر إلا من عند الله ..
حيا الله شعب العراق الصابر وايده بنصر من عنده وحيا الله جيش العراق العظيم ويوما ما سيسترد عافيته باذن الله وعندها لن يحتاج الى اذن من احد كي يدك معاقل الشر في تل ابيب ، كما فعلها في العام 1991 ، جنبا الى جنب مع اخوته الفلسطينيين والعرب النجباء في الجهاد والمقاومة ..