منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 13 12311 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 121
  1. #1

    لقاء الفرسان مع الباحث/أسامة عكنان

    السلام عليكم
    لقاؤنا لهذا الشهر:مع الباحث الكبير أسامة عكنان والذي أعطى مجلة الفرسان عصارة جهده وكتاباته التي تنم عن فكر عميق الغور بعيد النظر ملتزم بقضايا امته العادلة وبعد:
    1- من هو الباحث الاردني أسامة عكنان ؟هل تسمح لنا بالسيرة الذاتية لحضرتك؟
    2- وماهي اهدافك وتطلعاتك المستقبلية على الصعيد الشخصي والعربي والعالمي؟
    3- هل أنت راض عن نفسك ولماذا؟وماذا يشكل رمضان بالنسبة لك عبادة وسلوكا عاما ؟
    4-لماذا تمتزج كتاباتك عموما بالنفس السياسي الفلسفي؟ هل له جذر أكاديمي ام هو اهتمام خاص؟ ام هو شان آخر؟
    مع تحيتي وشكري لتلبية الدعوة وبانتظار حضور الفرسان
    الف تحية وكل عام وأنتم بخير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: لقاء الفرسان مع الباحث/أسامة عكنان


    السلام عليكم
    ومرحبا ك أستاذ أسامة سيكون لنا معك جولات رائعة على مايبدو
    تحيتي لك ولي عودة
    فراس

  3. #3

    رد: لقاء الفرسان مع الباحث/أسامة عكنان

    السلام عليكم ورمضان كريم نتمنى لك لقاء مثمرا وموفقا بإذن الله وبعد:
    ماتعريف المثقف في عصرنا هذا برأيكم الخاص؟
    مع تحيتي
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  4. #4

    رد: لقاء الفرسان مع الباحث/أسامة عكنان

    تحية خاصة
    وتقدير
    أسامه الحموي
    رجل أعمال
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  5. #5
    1-السادة المحترمون في موقع فرسان الثقافية الأغر
    تحية طيبة وبعد
    اتقدم لكم ببالغ شكري على منحي شرف التحدث معكم عبر صفحاتكم التي اعطتني هذا القدر من الأهمية الذي لا أستحقه
    راجيا أن تكون إجاباتي على أسئلتكم قد أوفت بالغرض
    ولكم بالغ الشكر والتقدير مجددا
    أسامة عكنان - عمان - الأردن
    ******************

    1- من هو الباحث الاردني أسامة عكنان؟ هل تسمح لنا بالسيرة الذاتية لحضرتك؟
    2- وماهي اهدافك وتطلعاتك المستقبلية على الصعيد الشخصي والعربي والعالمي؟
    3- هل أنت راض عن نفسك ولماذا؟ وماذا يشكل رمضان بالنسبة لك عبادة وسلوكا عاما؟
    4- لماذا تمتزج كتاباتك عموما بالنفس السياسي الفلسفي؟ هل له جذر أكاديمي ام هو اهتمام خاص؟ ام هو شان آخر؟
    5 - ماتعريف المثقف في عصرنا هذا برأيكم الخاص؟
    ***************
    السؤال الأول: من هو الباحث الاردني أسامة عكنان؟ هل تسمح لنا بالسيرة الذاتية لحضرتك؟
    السيرة الذاتية المفصلة
    لـ "أسامة عكنان"
    أولا : البطاقة الشخصية..
    الاسم الكامل: أسامة يوسف عبد الرحمن عكنان.
    تاريخ الميلاد: 16-6-1960.مكان الميلاد: بديا – نابلس – الضفة الغربية المحتلة.
    الجنسية: أردنية.
    عضو في رابطة الكتاب الأردنيين.
    ثانيا : التحصيل العلمي..1-الماجستير في العلوم السياسية – جامعة العالم الأميركية – الولايات المتحدة الأميركية – وأحضر حاليا لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة نفسها.
    2 - السيناريو والإخراج والإنتاج السنيمائي من معهد الفيلم الأميركي " afi " – هوليود- الولايات المتحدة.
    ثالثا : اللغات..1- العربية "اللغة الأم".2- اللغة الإنجليزية "لغة أجنبية أولى".3- اللغة الفرنسية "لغة أجنبية ثانية".
    ***********
    رابعا : الخبرات العملية..
    1 - باحث في "مركز الشرق للدراسات والترجمة" – عمان - الأردن، الفترة من عام 1985 إلى عام 1989.
    2 - محرر وكاتب صحفي في العديد من المجلات والصحف الأردنية والعربية الصادرة خارج الأردن من سنة 1985 إلى سنة 1994. وقد نشرت تلك الصحف والمجلات عشرات المقالات والتحليلات لصاحب السيرة.
    3 - محرر وكاتب صحفي في صحيفة "آخر خبر" الأسبوعية التي تصدر في مدينة لوس أنجلوس باللغة العربية - خلال الفترة من عام 1997 إلى عام 1998، بسبب الإقامة هناك.
    4 – كاتب سيناريو لأفلام وثائقية ولمسلسلات تلفزيونية وأفلام سنمائية لجهات متعددة.
    5 – مخرج أفلام وثائقية ومسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية لجهات متعددة.
    ***********
    خامسا: المؤلفات المطبوعة..
    1 - كتاب بعنوان "حوار هادئ في أسس المذهبية الاقتصادية"، صدر عام 1989 في عمان عن منشورات "مركز الشرق للدراسات والترجمة"، ويقع في 120 صفحة، ويعرض رؤية جديدة في الاقتصاد الإسلامي.
    2 - كتاب بعنوان "إعصار الخليج"، وقد صدر عام 1990 في طبعته الأولى في عمان/الأردن عن "مكتبة الكليات"، وفي طبعته الثانية في الجزائر عام 1991، عن دار الشهاب للنشر والتوزيع. يقع في 200 صفحة، ويتعرض لجذور أزمة الخليج الثانية (حرب الكويت) اقتصاديا وتاريخيا.
    3 - كتاب بعنوان "رسالة إلى الله"، وقد صدر عام 1999 في كاليفورنيا بالولايات المتحدة عن دار أفنان للنشر والترجمة، وتولت طباعته وتوزيعه دار الكنوز الأدبية في لبنان، ويقع في 200 صفحة، ويقدم رؤية جديدة للفكر الإسلامي.
    4 - رواية بعنوان "الحليب والدم"، وقد صدرت عام 2001 عن دار الأمين للنشر والتوزيع بالقاهرة. وتقع في 240 صفحة، وتعالج مسألة التطبيع مع إسرائيل.
    5 - كتاب بعنوان "سيكولوجيا المحارب الإسرائيلي"، وقد صدر عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع بعمان عام 2007، ويقع في 150 صفحة، ويعالج البناء النفسي للإنسان الإسرائيلي عامة وللجندي الإسرائيلي خاصة.
    6 – كتاب بعنوان "تجديد فهم الإسلام"، وقد صدر عام 2008 عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، ويقع في 448 صفحة، ويعالج إعادة بناء أصول الدين الإسلامي والتفكير الديني عموما.
    7 – الجزء الأول من رواية رباعية (من أربعة أجزاء) بعنوان "عربدة"، عناوين أجزائها هي على التوالي.. "الجثمان"، "الهاروس"، "الزنزانة"، "....."، وتقع في حوالي 1.800 صفحة، وهذا الجزء قد صدر في مطلع عام 2011، ومن المتوقع أن تصدر باقي الأجزاء خلال عام 2011، جزءا جزءا، علما بأن الجزء الرابع ما يزال قيد التأليف ولم يُستَكمل بعد.
    *************
    سابعا: النصوص السينمائية الجاهزة للتنفيذ..
    1 - فيلم "رحلة السلمون"، بنسختيه العربية والإنجليزية. ويتعرض لواقع العرب في الولايات المتحدة من خلال قصة حقيقية في الكثير من فصولها. جاهز على شكل نص تصوير باللغتين. يقع في حوالي ساعتين وربع الساعة.
    2 - فيلم "الكف والقدم" أو "شتاء جنين"، بنسخة عربية فقط، يتعرض للسلام في الشرق الأوسط ولمجزرة جنين. جاهز على شكل نص تصوير. يقع في حوالي ساعتين وربع الساعة.3 - فيلم "صفقة مع الشيطان"، يعالج فكرة الشيطان في المجتمع العربي من خلال الحالة المجتمعية المصرية، ومن خلال إسقاطات سياسية هامة تتعامل مع الشيطان من منظور سياسي بالدرجة الأولى، يقع في ساعتين ونصف الساعة. باللهجة المصرية، وفيه الكثير من الخيال الموظَّف.
    4 - فيلم "البحث عن ذاكرة"، فيلم اجتماعي فلسفي سياسي، جاهز على شكل نص تصوير باللهجتين الأردنية والمصرية. ويقع في حوالي الساعتين.
    5 - فيلم "جريمة شرف"، وهو فيلم اجتماعي فلسفي نفسي ديني، يعالج جرائم الشرف وجذورها في المجتمع الأردني كنموذج للمجتمعات العربية. جاهز على شكل نص تصوير باللهجة الأردنية. ويقع في حوالي الساعتين.
    6 – فيلم "الروح البيضاء / الشهيد العربي بن مهيدي"، وهو فيلم تاريخي سياسي وطني ثوري، يؤرخ للثورة الجزائرية من خلال شخصية الشهيد الكبير "محمد العربي بن مهيدي". وهو جاهز على شكل نص تصوير باللغة العربية، ويقع في حوالي ثلاث ساعات.
    7 – فيلم "فرسان الهقار"، وهو فيلم تاريخي وطني سياسي ثوري، يؤرخ لمقاومة التوارق في منطقة الهقار الجزائرية للزحف الفرنسي على الصحراء الجزائرية في مطلع القرن العشرين.. وهو جاهز على شكل نص تصوير باللغة العربية، ويقع في حوالي ساعتين ونصف.
    **************
    ثامنا: النصوص التلفزيونية الجاهزة للتنفيذ..
    1 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "أشباح في البتراء"، (وهو سياسي اجتماعي إنساني) ويعالج موضوع الإرهاب بشكل مختلف وأكثر موضوعية وحيادا وعمقا من خلال استهداف حدث عالمي يحدث في البتراء، يقوم امن الأردن بكشفه في الوقت المناسب وإنقاذ الحدث والمدينة خلال احتفالية كبرى، وهو بأكثر من لهجة عربية فضلا عن الإنجليزية والفرنسية، لأنه يحدث في أكثر من موقع في العالم، وأبطاله من أكثر من بلد عربي وغير عربي. الجاهز منه الآن، القصة والمعالجة الدرامية، بالإضافة إلى سيناريو وحوار خمس حلقات، ومن المتوقع في حال استكماله أن يقع في ثلاثين حلقة.
    2 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "قيس وليلى"، (وهو تاريخي) ويعرض لهذه الأسطورة العربية بشكل جديد ومختلف وفيه قراءة للواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي أفرز هكذا قصة وهكذا أحداث في تلك المرحلة الزاخرة بالأحداث السياسية والثقافية والدينية من تاريخ الدولة العربية الإسلامية. معد باللغة العربية الفصيحة. والجاهز منه الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار ثلاث حلقات. ومن المتوقع في حال استكماله أن يقع في ثلاثين حلقة.
    3 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "يوسف بن تاشفين أمير المسلمين"، (وهو تاريخي) معد باللغة العربية، ويعالج حالة المغرب العربي والأندلس مع ظهور دولة الموحدين وملوك الطوائف، وكيف تم إنشاء تلك الدولة وتوحيد الأندلس من جديد وإبعاد مخاطر الهجمة الصليبية التي كانت تهدد وحدة الأندلس بسبب ملوك الطوائف وخلافاتهم. وفيه إسقاطات سياسية مهمة تتعلق بواقعنا الراهن، حيث يكشف العمل عن المعنى الإسلامي والعروبي السامي لسياسة التدخل لإنقاذ الأمم والشعوب من الطغاة، فقد تدخل بن تاشفين وأنقذ الأندلسيين ثم انسحب هو وكل جيوشه فورا تاركا الأندلس للأندلسيين دون أي تدخل في شؤونهم. الجاهز منه حاليا، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار حلقة واحدة، من المتوقع في حال استكماله أن يقع في ثلاثين حلقة.
    4 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "حمزة أسد الله"، (وهو تاريخي) معد باللغة العربية يعرض لحياة الصحابي الكبير حمزة بن عبد المطلب، ونظرا لأسباب تتعلق بالمرحلة الزمنية الحرجة والحساسة التي غطتها حياته، فقد اهتم العمل بالقراءة الموضوعية لتلك المرحلة والتي تبدأ بما يقارب عشرين عاما قبل البعثة حينما كان حمزة شابا في العشرين من عمره تقريبا، ولغاية استشهاده في معركة أحد، وقد حرص العمل على أن يعيد قراءة تلك المراحل الزمنية الحساسة بمنظور جديد أكثر عقلانية وموضوعية واحتراما للتاريخ العربي والإسلامي الأول الذي ظهرت فيه الدعوة، وفيه عرض للتاريخ العربي ما قبل الإسلام، بشكل مختلف عن الصورة النمطية التي عودتنا الأعمال الدرامية والتواريخ على النظر من خلالها إلى العرب في تلك الفترة، بصفتهم أمة في غاية التخلف والبدائية والهمجية، بينما الحقيقة أنهم كانوا على غير ذلك تماما، وعلى قدر كبير من الثقافة والمعرفة والتحضر والتقدم، وإن كانوا في بعض شؤونهم أبناء عصرهم، ولهذه الأسباب اختارهم الله لحمل آخر رسالاته، فالله لا يكلف بعظام الأمور من ليس أهلا لها. الجاهز من العمل حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار ثماني حلقات. ومن المتوقع في حال استكمال العمل أن يقع في ثلاثين حلقة.
    5 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "ملحمة الجهاد الليبي"، (وهو تاريخي) معد باللغة العربية الفصيحة، ويتصدى للجهاد الليبي ضد الاحتلال الإيطالي. ويكشف العمل عن جوهر الشعب الليبي الذي يتبين أنه كان رائدا في الكثير من القضايا الفكرية والحركية والسياسية على مستوى العالم، فقد امتاز أداؤه التنظيمي بعبقرية فذه غير متوقعة من شعب عربي في تلك الفترة. وقد استفادت من أدائه كل الثورات والحركات العالمية بعد ذلك حتى الحركات الشيوعية التي غيرت وجه العالم والتي يظن الكثيرون أنها سباقة في أداءاتها تلك، بينما الواقع يؤكد على أن الشعب الليبي قد سبقها في ذلك بعقود. كما أن العمل يكشف عن أن الإيطاليين هم من بدأ في المعسكرات الجماعية ضد الشعوب، وأن ألمانيا النازية اقتبست عنهم هذه الظاهرة التي استخدموها قبلهم ضد الشعب الليبي. والجاهز منه حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار حلقة واحدة. ومن المتوقع عند استكمال العمل أن يقع في ثلاثين حلقة.
    6 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "مثلث بلا أضلاع", (وهو اجتماعي) معد باللهة الأردنية، ويتصدى للجرائم التي ترتكب عبر الإنترنت، فضلا عن جرائم المتاجرة بالأعضاء في تقاطع مع بعض الظواهر الاجتماعية التي تسود المجتمع الأردني في ظل طبيعة الذهنية الانتخابية القبلية واللابرامجية البدائية في هذا البلد. والجاهز منه حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار ثلاث حلقات. ومن المتوقع عند استكمال العمل أن يقع في ثلاثين حلقة.7 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "الروح البيضاء"، (وهو تاريخي) معد باللغة العربية الفصيحة، ويتصدى لأسطورة الجهاد والاستشهاد الجزائري خلال حرب التحرير الكبرى الشهيد "العربي بن مهيدي"، ومن خلال حياته يتم التأريخ للجزائر في تلك الفترة من الزمن. والجاهز منه حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار ثماني حلقات، ومن المتوقع عند استكمال العمل أن يقع في عشرين حلقة. وهو غير الفيلم السينمائي المشار إليه سابقا.
    8 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "فرسان الهقار"، (وهو تاريخي) معد باللغة العربية الفصيحة، ويتصدى لدور التوارق الجزائريين في مواجهة الحملات الاستعمارية الفرنسية في منطقة الصحراء والهقار والتوارق في بدايات القرن العشرين. والجاهز منه حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وكامل السيناريو والحوار لستة عشرة حلقة هي كامل حلقات المسلسل. وهو غير الفيلم السينمائي المشار إليه سابقا.
    9 - مسلسل تلفزيوني بعنوان "الحليب والدم" وهو (سياسي اجتماعي إنساني) معد باللهجة المصرية. ويعالج موضوع التطبيع مع إسرائيل في قالب اجتماعي إنساني يكشف عن استحالة التطبيع مع الحالة الصهيونية. والجاهز منه حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار سبع حلقات. ومن المتوقع عند استكمال العمل أن يقع في ثلاثين حلقة. وهو مأخوذ عن رواية الحليب والدم المذكورة سابقا.
    10 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "صراع مع القدر"، (وهو اجتماعي) معد باللهجة الأردنية، ويعالج سيرة حياة امرأة أردنية عاشت حياتها الثرية والمليئة بالأحداث في صبر وصراع مع القدر والمصائب والنوازل، وهي قصة مشرفة ونموذجبة لكفاح المرأة العربية عموما، وهي مأخوذة عن رواية للكاتبة الأردنية صاحبة السيرة هي رواية "حياتي صراع مع القدر". والجاهز منها حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار أربع حلقات. ومن المتوقع عند استكماله أن يقع في ثلاثين حلقة.
    11 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "القديس والملكة"، (وهو تاريخي فانتازي/خيالي) معد باللغة العربية الفصيحة، ويعالج كيفية انتشار الإسلام بدون عنف، مكتفيا بالدعوة والتبشير والاقناع والقدوة الحقيقية في التعاطف مع القضايا الإنسانية. والجاهز منه حتى الآن، القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار ثلاث حلقات. ومن المتوقع عند استكماله أن يقع في ثلاثين حلقة.12 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "كتيبة إبليس"، (وهو اجتماعي سياسي إنساني ديني فلسفي) معد باللهجة المصرية، ويعالج قضية السحر والشعوذة وفكرة الشيطان في قالب غير نمطي يربط بين القضايا الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية والفلسفية، وهو غير فيلم "صفقة مع الشيطان" سالف الذكر وأكثر توسعا وعمقا. وهو جاهز بالكامل سواء من حيث القصة والمعالجة الدرامية أو من حيث السيناريو والحوار، ويقع في ثلاثين حلقة.13 – مسلسل تلفزيوني بعنوان "عوينة الفول"، (وهو سياسي تاريخي اجتماعي وطني) معد باللغة العربية الفصيحة، ويعالج طبيعة وواقع الحياة في مدينة "قسنطينة" الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية الممتدة من عام 1915 ولغاية عام 1962 عام الاستقلال، عن رواية للروائي الجزائري "بدر الدين ميلي" عنوانها "الثغرة والجدار". والجاهز منه حتى الآن القصة والمعالجة الدرامية، وسيناريو وحوار ثلاث حلقات. ومن المتوقع في حال استكماله أن يقع في ثلاثين حلقة.
    **************
    تاسعا: القصص والمعالجات والأفكار الدرامية والسينمائية..
    6 - قصة ومعالجة درامية لمسلسل بعنوان "انتحار عشتار"، وهو يصلح مسلسلا أو فيلما سينمائيا، وهو عن الحالة العراقية منذ (حرب الكويت) والمعركة الملحمية في "الفلوجة" بعد الاحتلال. (سياسي حربي).
    7 - قصة ومعالجة درامية لمسلسل بعنوان "بلاط الشهداء"، وهو عن المعركة التاريخية الشهيرة التي تعتبر من أهم المعارك الفاصلة في التاريخ الإنساني، وهي التي أوقفت الزحف الإسلامي إلى أوربا. والقصة تصلح أن تكون لفيلم سينمائي أيضا. (تاريخي).
    8 – قصة ومعالجة درامية لمسلسل بعنوان "عرس على الطريق"، وهو عن واقع القضية الفلسطينية الراهن من خلال استعراض عرس فلسطيني لا يتم، بين فتاة من مخيم جنين وشاب من قطاع غزة. وتكون مراحل العرس المختلفة بسبب الظروف الخاصة التي يحياها العروسان فرصة لعرض مختلف وأهم تفاصيل ومحطات القضية الفلسطينية وعلى رأسها، "الحصار"، "القدس"، "الأسرى"، "حق العودة"، "السلام"،.. إلخ. والقصة أعدت في الأساس لتكون فيلما سينمائيا، لكنها تصلح أن تكون مسلسلا تلفزيونيا. (سياسي وطني اجتماعي).

  6. #6
    السؤال الثاني.. وما هي أهدافك وتطلعاتك المستقبلية على الصعيد الشخصي والعربي والعالمي؟
    هذا السؤال كبير وخطير. لم أشعر منذ وعيت هذه الحياة وبدأت أفكر في محيطي من حولي بعين المستكشف والراغب في الفهم والمعرفة، بأن حدودا واضحة تفصل بين أهدافي على الصعيد الشخصي أو العربي أو العالمي. فأهدافي العربية مُكَوِّن أساسي في منظومة أهدافي الشخصية، وكلاهما وعاء تولد وتنمو فيه أهدافي العالمية. كانت بدايات الوعي والتطلع في حياتي وأنا طالب في الثانوية العامة في عام 1976 - وكان هذا في الجزائر، إذ أنني عشت في هذا البلد العظيم أهم سنوات حياتي، من سن الخامسة إلى سن العشرين بسبب عمل والدي هناك – عندما فاجأ الرئيس "محمد أنور السادات" كل العرب والعالم بأنه يريد الذهاب إلى القدس لمقابلة "مناحيم بيغن" وإلقاء كلمة في "الكينيست الإسرائيلي" تمهيدا للسلام مع إسرائيل. ولأنني نشأت في بيت غير مهادن للحالة الصهيونية، لم أستطع أن أتعامل مع الحدث بغير الاهتمام والمتابعة والاستفسار والتفكير والألم الشديد. لقد بلغ بي الاهتمام بالسياسة منذ ذلك الوقت المبكر إلى أن أقدمت على تنظيم مجموعة من زملائي الطلبة في الثانوية التي كنت أدرس بها في مدينة وهران، لكي نعمل على توعية باقي زملائنا بالحدث ومضاعفاته وتبعاته، وكنا عشرة طلاب. بل سيطرت علينا روح العمل الوطني إلى أن آثرنا الحياة في أجواء السرية وأصبحنا نلتقي سرا ونتناقش في المسألة ونعد منشورات ونبعث بها لمن نراه مناسبا من الأساتذة والشخصيات العامة. وكان من بين من أرسلنا لهم منشورات بالبريد، أحد أساتذتنا وهو أستاذ اللغة العربية "طالب عبد الرحمن"، الذي ناقشنا كتلاميذ له في الصف في محتوى رسالة وصلته من مجموعة سرية أخذ عليها أنها تتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي بالسر، فمثل هذا الأمر يجب الحديث عنه في العلن لأنه حديث كل الناس، دون أن يعرف عن هذه المجموعة شيئا. أما والدي الذي وصلته رسالة من هذه الرسائل فلم يحدد موقفا منها وممن هم وراءها، لكنه أبدى انزعاجا وسرورا لم أفهمه ولم أجرأ على مفاتحته فيه خشية أن ينكشف الأمر. ثم ما لبثت هذه الظاهرة أن اختفت في زحام الأحداث والتطورات والحياة وانزوت في ركن من أركان الذكريات بصفتها أول حادثة جميلة وجريئة دفعتني بقوة إلى معترك حياة الوعي السياسي، والوعي بشكل عام. ومازلت أذكر أسماء زملائي الجزائريين الذين لا أعرف اليوم شيئا عن أي منهم، وأتمنى أن ألقاهم لنستذكر تلك المرحلة التي مر عليها زمن طويل ناهز 35 عاما. أما إذا عدنا إلى السؤال المتعلق بالأهداف، فلن أكون مبالغا إن قلت أنني انشغلت منذ ذلك الوقت المبكر من حياتي بثلاثة قضايا لا أعرف كيف كانت تلح عليَّ إلى درجة أنها هي التي قادت مسيرة حياتي الثقافية والفكرية والسياسية لاحقا. اما هذه القضايا التي بدأت تفرض نفسها على ذهني من خلال النقاشات التي كانت تدور في بيتنا بين والدي وأصدقائه من الفلسطينيين والعرب والجزائريين فهي..
    1 – أيهما الطريق إلى الآخر الوحدة العربية أم تحرير فلسطين.
    2 – كيف أثر تخلف المسلمين في الإسلام نفسه كدين.
    3 – الهيمنة الإمبريالية الأميركية على العالم. ومع أن كل ما كان يدور من نقاشات حول هذه المواضيع الثلاثة – وكنت أصغي له بعناية وتركيز – لم يشفِ الغليل لأنه لم يكن ممنهجا، وكان يبدر من المتناقشين بشكل عاطفي وانفعالي مرتكزا إلى معلومات وحقائق لم يكونوا على قدر من الوعي لتوظيفها بشكل صحيح يصلح لتشكيل رؤية ناضجة، إلا أنني كنت أبتلع كل ما أسمعه وأفكر فيه، إلى أن أصبحت هذه القضايا هي شغلي الشاغل، لتتطور مع الوقت وعندما أصبحت في الجامعة إلى محاور سيطرت علي إلى درجة أنها غدت أهدافا عشت ولازلت أعيش لأجلها بعد أن تبلورت على النحو التالي..
    1 – تجديد فهم الدين الإسلامي بشكل حضاري يصلح لأن يغير العالم ويحل كل مشاكله بعد أن سيطرت عليَّ القناعة بأن الفهم السائد لهذا الدين والموروث منذ مئات السنين، لا يصلح لتحقيق الهدف المنشود، وقررت لتحقيق هذا الهدف أن أقرأ كل ما يتاح لي من كتب في هذا الشأن، وبالفعل فقد قرأت منذ وقت مبكر المئات من الكتب التي تعتبر مرجعيات لكل المفكرين والدعاة والحركيين الإسلاميين المعاصرين، ولم يكن سيد قطب ومحمد قطب وعبد القادر عودة ومصطفى السباعي ومحمد سعيد رمضان البوطي وحسن البنا وحسن الهضيبي وأبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي ووحيد الدين خان ومالك بن نبي والعشرات غيرهم سوى غيض من فيض الرجال الذين حاولت أن أفهم من خلالهم ما الذي يحدث وما الذي يجب أن يحدث فيما يتعلق بهذا الدين وبموقعه في العالم. لكني مع الأسف لم أحصل على مبتغاي. فقررت أن أنوع مصادر معرفتي، فأتيحت لي فرصة قراءة كتابي فلسفتنا واقتصادنا لمحمد باقر الصدر وهو كاتب شيعي عراقي متمكن، وللحقيقة والأمانة، يعتبر كتاب فلسفتنا بالتحديد رغم اختلافي حاليا مع الكثير من محتوياته الفكرية والفلسفية ورغم اختلافي مع الشيعة في معظم معتقداتهم وأفكارهم في الإمامة والتقية والوصاية.. إلخ، هو أكثر كتاب أثر في وأنا مازلت في سن الثانية والعشرين، لأنه كان كتاب فلسفة علمني كيف أستخدم عقلي بشكل بناء، وهو مع الأسف ما لم أتعلمه من كل الكتب التي كنت قرأتها قبل ذلك، لأنها في الواقع لم تعلمني سوى التقليد والالتزام بالنص والمنقول بشكل حرفي، والحد من استخدام عقلي عندما يتعارض استخدامه مع المنقول، مع أن مؤلفيها كانوا يعتقدون أنهم يستخدمون عقولهم بشكل بناء في كتبهم تلك، ولأنني ما استطعت أن اقتنع بأن الله الذي منحني عقلي كي أفهم العالم من خلاله يريد مني الاستسلام أما نص يظهر لي مفردة معرفية تخالف ما توصل إليه عقلي، ليس كأسامة بل كإنسان.ازداد قلقي لأني أمسكت طرف الخيط ومازلت لم أبدأ المسير نحو الغاية، ولأسباب تتعلق بالحرب في لبنان عام 1982 – وهي الحرب التي شاركت فيها متطوعا ضد إسرائيل – تعرضت للاعتقال في الأردن إثر عودتي إلى عمان ومنعت من السفر لمدة طويلة بعد الاعتقال الذي تكرر لأكثر من مرة. وداخل المعتقل بدأت رحلة جديدة من الوعي، فهناك تعرفت على عشرات الرجال من مختلف الاتجهات الفكرية والتنظيمات السياسية التي تعايشت معهم حياة رفقاء زنزانة يشتركون أسابيع وأشهر طويلة في الأمل والألم، ونظرا لبعض التعذيب المختلف الذي تعرضت له لأسباب ليس هنا مجال ذكرها، فقد تعاطف معي كل رفقاء المعتقل، وحظيت منهم برعاية من رأوا فيه "نموذجا لبطل شاب صامد"، فأثر هذا في كثيرا. وجعلني أشعر بأنني وهؤلاء لسنا فقط رفقاء زنزانة، بل رفقاء مشروع حضاري قد نختلف في تفاصيله ولكننا متفقون في كلياته. وهكذا وهنا كانت بدايات المرحلة التالية من مراحل الوعي والمعرفة والثقافة. فرغم كل ما قرأته سابقا، كنت أجد نفسي عاجزا في الكثير من المواقف عن مناقشة ذوي الاتجاه اليساري عموما والشيوعي "الماركسي"، خصوصا فيما يقولونه، ليس بسبب قدراتي العقلية والفلسفية، بل بسبب محدودية علمي بالفلسفة المادية وبالدياليكتيك في تلك الفترة، وبانحصار معرفتي بهذا الشأن من كتب الإسلاميين التي قرأتها. ومع أن محمد باقر الصدر أضاء لي الطريق بعض الشيء في هذا الشأن، إلا أنني كنت ما أزال قاصرا، ونظرا لصدقي وإخلاصي في الرغبة في معرفة الحقيقة، فإنني كنت أتألم في صمت. كنت أستغل الفترات التي أكون فيها خارج المعتقل لكي أقرا وأطالع. وبسبب حصاري ومنعي من العمل والسفر من قبل دائرة المخابرات العامة، فقد كنت ذكيا إلى درجة امتنعت معها عن ندب حظي وآثرت استغلال هذا الزمن الذي أرادوا شطبه من حياتي في القراءة، ورفعت شعارا خاصا استطعت الالتزام به لمدة ست سنوات كاملة وهو شعار "يا أسامة إقرأ كل يوم كتابا" وهذا ما حصل. فأصبحت المكتبات العامة والخاصة في عمان هي مكاني المفضل، وقرأت في تلك السنوات الست ما يربو على الـ 2000 كتاب في مختلف العلوم والمعارف والتخصصات، وركزت على الفلسفة عموما بعد أن أحببتها بسبب أنني وجدتها القاعدة الأساسية التي تساعدني على استخدام عقلي الاستخدام الأمثل. ولم أنبغ في شيء نبوغي في هضم الفكر الماركسي والدياليكتي والفلسفات المادية التي عرفت مثالبها ونقاط ضعفها ونقاط قوتها. وبسبب تعمقي فيها فإنني لم أجد في الكثير من الماركسيين العرب بعد ذلك مع الأسف سوى ببغاوات لا يعرفون من الماركسية ما يمكن من الزعم بأنهم يستحقون هذه الصفة، ولم يعجبني من بين كل كتابات هذه الفئة العربية سوى كتابات "حسين مروة" في كتابه "النزعات المادية في الإسلام" رغم اختلافي مع الكثير من محتوياته وأفكاره فيه. تعاملت مع كل فكر قرأته باعتباره فكرا فيه الغث وفيه السمين، فقبلت منه ما يعتبر سمينا ورفضت منه ما اعتبرته غثا. فقوانين الدياليكتيك عموما وجدت أنها قوانين علمية، وإن رأيت أن الماديين انحرفوا ببعضها عن مساره ومجال تطبيقه عندما استنتجوا تعسفا من قانون "وحدة الأضداد" مثلا، وهو القانون الذي يفسر الحركة، عدم وجود الخالق واستغناء المادة عن محرك، وناقشت هذا الأمر مع الكثيرين وفي العديد من كتاباتي بشكل فلسفي معمق وخاصة في كتاب "تجديد فهم الإسلام" وفي رواية "عربدة". وراحت الأمور تتطور على أن تكونت لدي رؤيتي الخاصة والمتكاملة في فهم الإسلام على النحو الذي كنت أبحث عنه منذ ذلك الوقت المبكر في حياتي، وهو الفهم الذي تجلت آخر صياغة له في كتابي "تجديد فهم الإسلام".
    2 – مناجزة الصهيونية والوظيفية القطرية والإمبريالية حتى تحرير الأرض المحتلة وتوحيد العرب.لم أكن أقل اهتماما بهذا المحور من اهتمامي بالمحور السابق، فهو شأنه شأن الآخر مثل بالنسبة لي هاجسا وهما من الهموم التي نذرت حباتي لأعيشها وأتعايش معها وأفهمها على نحو صحيح. فأنا حتى عندما كنت افكر في إيجاد الحلقة المفقودة في فهم الدين الإسلامي الذي يمثل الحاضنة الحضارية لأمتنا، كان مبعث الإلحاح عليَّ في هذا الشأن، هو بحثي عن أداة حضارية وفكرية أصب بها ومن خلالها ولأجلها وعيي بخصوص مناجزتي للصهيونية والإمبريالية وللقطرية والوظيفية العربية. وأستطيع القول أن مسار الوعي في هذا المحور لا يختلف كثيرا عن مساره في المحور السابق، فقد تكونت ثقافتي السياسية القومية في سياق مكونات هذا المحور في الظروف نفسها التي تكونت فيها ثقافتي ومعرفتي الفلسفية الإسلامية السابقة. وعي يتطور وينمو شيئا فشيئا متأثرا بالقراءة والمطالعة وبالمعتقلات وبالحوارات وبالمتابعات وبالأحداث، إلى أن تكاملت الرؤية واتضحت مغاليق الأحداث وغوامضها واكتملت الرؤية في كتابي الذي سينشر قريبا، والذي يعتبر جزء كبير منه موضوع رسالة الدكتوراه التي تحدثت عنها سابقا. وإذا كانت رسالة الدكتوراه التي ينشرها موقعكم – مشكورا – على حلقات بعنوان رئيسي هو "الدور الوظيفي للنظام الأردني منذ نشأة الدولة القطرية الأردنية"، هي جزء مهم من هذا الكتاب، فإن شموله لأبعاد أوسع من موضوع الرسالة جعلني اختار له مبدئيا العنوان التالي الممعن في أكاديميته، مع أن الظروف قد تدفعني إلى تغييره.. "الدور الوظيفي للإقليم وللهوية القطرية في خريطة سايكس بيكو – إقليم الخليج والهوية الأردنية نموذجا". من جانب آخر، لم يكن من المعقول ولا من المقبول – بحسب ما أفهمه عن مفهوم الشخص المثقف والواعي – أن تقف حدود أهدافي على صعيد هذا المحور عند هذا الحد من المعرفة والتنظير وكشف المستور وممارسة مهمة الداعية المتعفف عن الحركة والفعل. فقد كان لزاما أن يدخل في قائمة اهدافي أن أتحرك وأن أفعل وأجسد حالة الوعي على شكل ممارسة، وهو ما جعلني لا أفتأ أمارس نشاطي السياسي في ساحة تواجدي العربية وهي "الأردن" بصفته بلد التابعية الذي أنتمي إليه قانونا. فقد كانت أولى تجليات هذه الممارسة وهذا التجسيد قيامي برفقة ثلة من خيرة الشباب في عام 1991 بتأسيس حزب سياسي كان اسمه آنذاك "حزب التجديد العربي الإسلامي"، ولكن ولأسباب تتعلق بعدم توفر الخبرة الكافية والتمويل الذاتي المناسب للاستمرار، وما بدا أيضا أنه انعدام عناصر النضج الكافي في الساحة الأردنية للاصرار على هذا التجسيد، جعلنا نؤثر الانسحاب في وقت مبكر، كي لا نرتهن لأحد بعد أن رأينا أن فكرنا البناء في حزبنا هذا يراد له أن يشترى بالمال، فكان قرارنا – الذي فرضته حالة الضعف – أن نحل الحزب ونتحرك في اتجاه الإطار الوعوي الثقافي الذي من شأنه أن يعد الساحة ويمهدها في المستقبل لاحتضان عناصر قادرة على استيعاب تجربة ضخمة ورائدة كالتي فكرنا فيها في ذلك الوقت المبكر من عمر الديمقراطية التي انتكست فيما بعد في الأردن، بعد تفاهمات واشنطن ومشروع مؤتمر مدريد واتفاقيتي أوسلو ووادي عربة.وكان المنعطف الخطير الذي دخلته حياتي في تلك الحقبة من الزمن، أنني تعرضت للاعتقال لدى دائرة المخابرات العامة لمدة 33 يوما بشكل بدى مناقضا أشد ما يكون التناقض مع كل دلالات دعاوى الديمقراطية التي كان النظام الأردني ينادي بها. إذ كان الاعتقال مرتكزا إلى قيامي بإجراء دراسة، وبتوزيع استبانة حول الديمقراطية في الأردن، وإلى مقال نشرته في زاويتي الأسبوعية التي كانت تنشرها لي جريدة اللواء الأردنية آنذاك بعنوان "حديث الأربعاء"، والتي انتقدت فيها مجلس النواب متهما معظم أعضائه بأنهم مرتبطون بضباط من دائرة المخابرات العامة، وبأنهم يتلقون التوجيهات منهم. أي أنني اعتقلت لأسباب غير أمنية، بل لأسباب لها علاقة مباشرة بحرية الرأي والتعبير، وكنت المواطن الأردني الوحيد الذي يعتقل بعد "هبة نسيان عام 1989" لسبب كهذا. فإذا كان مفهوما في ظل مرحلة الأحكام العرفية السابقة على عام 1989 أن يعتقل الإنسان في بلد كالأردن، ويوقف إداريا لسبب كهذا، فلم يعد مفهوما أن يحدث هذا لكاتب بسبب كتاباته بعد ذلك. ولولا العفو العام الذي صدر في تلك الفترة والذي جاء للتغطية على المفسدين الذين راحت فائحتهم والذين قرر الملك أن يطوي ملفاتهم إلى الأبد، فأتاح لي الفرصة لمغادرة المعتقل، ربما لكنت ما أزال في السجن لأنني اتهمت – مع الأسف – بالتحريض على تغيير النظام الملكي إلى نظام جمهوري لمجرد أن أحد أسئلة الاستبانة التي وزعتها تسأل المستبين رأيه إن كان يؤيد النظام الملكي أم الجمهوري البرلماني أم الجمهوري الرئاسي، وهذه التهمة لا تقل عقوبتها في أحسن الأحوال عن 15 عاما من السجن مع الشغل؟!وبعد مغادرتي المعتقل حوصرت وضويقت إلى درجة أنني حاولت أن أنشئ مشروعي الخاص الذي فشل بسرعة جراء المضايقات، ففكرت ولأول مرة في حياتي بالهجرة. وبالفعل غادرت إلى الولايات المتحدة منذ منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي. لأقضي هناك فترة من الزمن انتهت بأحداث سبتمر، بعد أن لم أعد قادرا على الحياة في تلك البلاد لأسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها. ولكني في كل الأحوال ما غادرتها إلا بعد أن كنت قد أنهيت دراسة العلوم السياسية والسينما في هوليود. وعدت أدراجي لأعيش في بلادي العربية قضيتي التي لم أستطع أن أعيشها هناك. وعندما سألتني القاضية الأميركية التي كانت تنظر في مدينة "لوس أنجلوس" في منحي الجنسية الأميركية، عن سبب التخلي عن طلبي الجنسية واعتذاري عن قبولها بعد إذ قضيت سنوات في انتظارها، وبعد أن أصبحت قريبة المنال بسبب استحقاقي لها في قضية اللجوء السياسي الذي تقدمت بها إلى السلطات الأميركية آنذاك، هذا الاستحقاق العائد إلى معاناتي في بلادي واضطهادي السياسي هناك.. أقول.. بعد أن سألتني القاضية عن ذلك، أجبتها بكل وضوح بعد صحوة ضمير جعلتني أعيد النظر في مطلب يحرص عليه الكثيرون، وأرفض جنسية يتمناها معظم الناس، وبعد أن أصبحت قاب قوسين أو أدني مني: "انتبهت يا سعادة القاضية إلى حقيقة مرعبة في هذه القضية، فوجدت أن الحصول على الجنسية الأميركية باللجوء السياسي في الولايات المتحدة، لا يختلف إطلاقا عن الحصول على الجنسية الإسرائيلية، باللجوء السياسي في إسرائيل، فاقشعر بدني لهول الكارثة، فتراجعت.. كما أنني يا سعادة القاضية لا أستطيع أن اعادي الولايات المتحدة وأنا أحمل جنسيتها".. وعندما سألتني: "ولماذا عليك أن تعادي الولايات المتحدة"؟ قلت لها.. "بعد كل الذي عرفته وفهمته عن دورها في تمزيق أمتي وفي احتلال أرضي وفي نهب ثروات العرب واستغلالها في محاربة الإنسانية، لا أجد أبدا ما يساعدني على ألا أعاديها، وأخلاقي لا تسمح لي بمعاداة من يكرمني بمنحي جنسيته. علي أولا أن أحرر نفسي من هذا القيد كي أعاديكم وضميري في مأمن من غوائل التأنيب"..صمتت القاضية ونظرت إلي طويلا ثم شكرتني وأغلقت الملف بعد أن أمرت المدون بتدوين ما قلته بلغتها وصيغتها القانونية الخاصة. وبعدها مزقت "الغرين كارت" وغادرت الولايات المتحدة حارقا كل سفني كي لا يجبرني ضعف ما قد أواجهه عند بني جلدتي على العودة. وكانت وجهتي هذه المرة هي القاهرة، والتي عشت فيها عدة سنوات قبل أن أعود إلى الأردن بعد عام كامل من احتلال العراق. 3 – ومنذ ذلك التاريخ أصبح تحرير الإنسانية كلها من تغول الإمبريالية الأميركية أحد أهدافي، وشغلي الشاغل باعتباره جزءا لا يتجزأ من منظومة الأهداف العامة التي نذرت حياتي لأجلها، والتي أسهبت – معتذرا – في الحديث عنها. شاكرا سعة صدوركم لتقبل ثرثرتي التي أنا متأكد من أن معظمها غير ذي قيمة. ولكن حالة الاستذكار جيشت في داخلي الرغبة في الحديث فمعذرة مرة أخرى.

  7. #7
    السؤال الثالث..
    هل أنت راض عن نفسك ولماذا؟ وماذا يشكل رمضان بالنسبة لك عبادة وسلوكا عاما؟
    الرضا عن النفس مسألة نسبية ومركبة، فقد يرضى الإنسان عن نفسه في أمر ما، وقد لا يرضى عنها في أمور أخرى. وهذا رهن بما حققه في هذا الأمر أو في ذاك في ضوء منظومة قيمه وأهدافه. بناء على ذلك أستطيع القول.. أن بعض الرضا عن نفسي يغمرني عندما أنظر حولي فأجد أنني لم آلو جهدا في الأخذ بكل سبب من الأسباب التي عرفتها وتمكنت منها من تلك التي تصنع الوعي، وتلك التي تجسد حالة التطابق بين الوعي والعمل. فهذا الأمر يشغلني كثيرا لأنني على يقين بأن الله سبحانه وتعالي يوم القيامة سيسأل المرء عن الأسباب بالدرجة الأولى. هل أخذ الإنسان بأسباب المعرفة، بأسباب الوعي، بأسباب الانسجام بين المعرفة والوعي، بأسباب الصحة والشفاء، بأسباب الكرامة، بأسباب الرجولة، بأسباب توعية الناس، بأسباب تجسيد مسؤولية الوعي، بأسباب الرزق، بأسباب تغيير المجتمع، بأسباب جعل النضال مجديا، بأسباب القوة، وبأي أسباب أخرى. إننا لا نُسأل عن نتائج أعمالنا إلا بقدر ما ترتبط هذه النتائج بتقصير مقصود وواضح في الأخذ بالأسباب الصانعة لتلك النتائج. لذلك فالرضا عن نفسي ينطلق من هذه النقطة. هل أنا راض عن مستوى أخذي بأسباب تحقيق ما أفكر فيه وأصبو إليه وأسعى إلى تحقيقه؟ وفي الإجابة على هذا السؤال.. "أنا راض إلى حد كبير"، لأنني أحرص كل الحرص على ألا أترك فرصة لسبب متاح أو منظور أو مفهوم أو مقدور عليه دون أن أقتنصها بالجهد والإمكانات المتاحة، كي لا أقع في مطب التقصير الذي يسبب عدم الرضا. ولأن ما يهمني في نهاية المطاف هو أن أكون سليم الموقف أمام الله يوم القيامة في هذا الشأن. فلا مقياس لرضاي عن نفسي سوى هذا وبحسب ما ذكرته ووضحته. أما فيما يتعلق بالنتائج، فلا أخفي أنني غير راض عن الكثير، لأن الكثير مما أصبو إليه لم يتحقق بعد، لكن يقيني في أن المثابرة والأخذ بالأسباب هما مفتاح الإنجاز، يجعلني أعيش الأمل الكبير. وحكمة الله وإطلاله على ما يحدث لي ومعي وفي داخلي، هما الفيصل في نهاية المطاف. فإن كان هناك تقصير مني، فالله أرحم من أن يحاسب عليه إنسانا حرص على عدم الوقوع فيه، وإن لم يكن هناك تقصير، وكان الأمر كما صورته هنا، فلصاحب الفضل كل الفضل.أما بالنسبة لما يمثله شهر رمضان بالنسبة لي عبادة وسلوكا.. فليست لدي سوى كلمة مختصرة.. إن هذا الشهر جميل ومحبب، وله في قلبي مكانة خاصة لأنه يتيح لي أن أعيش طقوسي الخاصة التي تريحني من الكثير من الأمور التي أرغب في التحرر منها لفترة وجيزة مما لم أكن أقدر على الراحة منه قبل حلول هذا الشهر، كما أنه يتيح لي الكثير من الأمور التي أرغب في أدائها لفترة وجيزة مما لم أكن أقدر عليه في غير الجو الخاص الذي يتيحه هذا الشهر. ومع أن مثل هذه الطقوس هي خاصة بي إلا أنها مرتبطة بجوهر الطقوس العامة التي يتيحها هذا الشهر لكل من يريد الاستفادة منه. شهر رمضان في نظري هو فرصة منحها الله لعباده كي يعيش كل واحد منهم على طريقته وبأسلوبه الخاص نمط الحياة الروحية الصافية التي يريد أن يحياها. ومن لم يستغل هذا الشهر لهذا الغرض وأغرق نفسه فقط فيما هو معروف عند المسلمين من طقوس عامة، فقد حرم نفسه الاستفادة الحقيقية مما يتيحه هذا الشهر العظيم. فإذا كان الله قد أخبر على لسان نبيه أن الصيام له وهو يجزي به، فلأنه أراد منا أن نفهم البعد الحقيقي لهذه الفكرة ولهذا المعنى، فنعيش رمضاننا الخاص. إن رمضان كما أفهمه في نهاية المطاف هو وعاء زمني يفترض أن له أشكالا بعدد الصائمين. لذلك فلن أرد على هذا السؤال بأكثر من هذا، لأنني لو رددت بما لا يجعل صيامي لله وحده بكشف طقوسي الخاصة، فأنا لم أجسد الدلالة المذكورة سابقا، وجعلت صيامي ورمضاني للآخرين، وهذا ما أرادنا الله أن نتحرر منه في الصيام تحديدا.

  8. #8
    السؤال الرابع.. لماذا تمتزج كتاباتك عموما بالنفس السياسي الفلسفي؟ هل له جذر أكاديمي ام هو اهتمام خاص؟ ام هو شان آخر؟
    أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال منطواة في إجاباتي على بعض الأسئلة السابقة فلا داعي لتكرارها.
    ما تعريف المثقف في عصرنا هذا برأيكم الخاص؟
    هذا أيضا من الأسئلة الحساسة والمهمة. فقد تم فقدان البوصلة في هذا الأمر، ولعل فقدانها في هذا الشأن راجع إلى فقدانها في الكثير من الأمور الأخرى في حياتنا. وكي لا يقال بأني أتهم بعض المثقفين العرب بانحيازهم إلى مفهوم ذاتي للثقافة يعزلها عن اعتبارها أداة للتغيير والتطوير، فإنني سوف أذكر مفهومي الخاص للمثقف بدون خوض في أي تفاصيل تظهر على النحو المذكور أعلاه.. فالمثفف في رأيي هو إنسان تجتمع فيه الخصال التالية معا وفي الوقت نفسه..
    1 – حد معقول من المعرفة تتيح له الإلمام الكافي واللازم بالمواضيع التي يعتبرها قضاياه التي يعيش لأجلها.2
    – حد معقول من الوعي بقضايا شعبه وأمته يتيح له الفرصة كي يكون شريكا فعالا في التعاطي مع تلك القضايا.
    3 – تجسيد حالة الوعي على شكل فعل وحراك منتجين، إما منفردا أو مشتركا مع الآخرين.
    4 – إدراك دلالة أنه إنسان طليعي عليه أن يتقدم الصفوف في الفعل والحراك مع بقية نظرائه من المثقفين.
    5 – اليقين التام بأن فشل أي مشروع ثقافي في التحول إلى مشروع سياسي، سببه المثقف وليس المجتمع، وتحمل مسؤولية ذلك، وعدم صب جام الغضب على الناس باتهامهم بأنهم لم يكونوا في مستوى مثقفيهم. فالمثقف هو الذي يجب أن يكون في مستوى شعبه ومجتمعه وفي مستوى قضاياه، وليس العكس، وإذا أراد المثقف من شعبه أو مجتمعه أن يكونا في مستوى غير مستواهم الحالي، فعليه هو وحده أن يتحمل مسؤولية هذه النقلة، قبل أن يتورط في أي فعل أو حراك لم يكن الشعب مهيئا له.ويختلف المثقفون بعضهم عن البعض الآخر، ويتباينون في مستويات ثقافتهم باختلافهم في النقاط الخمسة السابقة، فكلما كان المثقف أكثر من غيره تجسيدا للنقاط الخمس السابقة، كلما كان في ثقافته أكثر نضجا وتقدما وريادية.

  9. #9
    السلام عليكم من جديد
    ومرحبا بكم في مشوار الصدق والهدف السامي والرسالة التي نفخر بها وبعد:
    سؤالي على عدة محاور فأرجو ان يتسع صدركم لها :
    المحور الاول: عرب 48
    1-هناك جدل دائر حول عرب 48 ( على معظمهم)منهم من يقول انه جيل تشرب رغما الطباع الصهونية وبات يتبع المسارت المتعرجة في الحياة, فضلا عن انه لايملك عقيدة راسخة وقويمة وهناك أسماء كبيرة اخذت حقها إعلاميا وثقافيا وهي تملك من خفايا مخجلة سلوكيا ,مثال:
    لاضير من السير عبر كل الاتجاهات واجتياز معظم السدود والجسور,على أن اكون انا الرابح أولاوأخيرا..
    لا حرج في ارتكاب المعاصي فالله غفور رحيم...
    مادامت محبوبتي راضية فلاضير من كل سلوك...
    الخ....
    ونرى جرائم الشرف..وبيع الهوية والمصالح ضمنا ووو
    ماتقييمكم بصدق وشفافية حول ذلك؟
    2-هل يمكنك القول ان الجيل الجديد بات أكثر وعيا؟ ام هو على أغلبيته صورة مصغرة لجيل ذاق الويلات وبات نتاج ذاك الزمن المر؟
    هل قدمت تحليلا عميقا لهذه القضية بالذات؟وماهي رؤيتكم عنها؟
    وهل يمكننا ان نقول بكل حزن ان شريحة كبيرة من العرب الآن باتوا كذلك من جراء التضييق الذي يمارس عليهم يومابعد يوم؟
    المحور الثاني:
    1- مانعرفه هو عمق الغور الثقافي والفكري لإخوتنا العرب في فلسطين وخارجها ... هل هي المعاناة؟ وهل يمكنك المقارنة بين من هو داخل فلسطين وخارجها؟وبين العرب جميعا؟
    المحور الثالث:
    1- هل من الممكن اعتبار كل عربي يقطن في قطرعربي أو غربي مثلا :
    مطبع بتلك الحياة التي يعيشها؟إلى أي مدى نؤمن بصحة هذه المقولة؟وهل العرق العربي قابل للذوبان في الجنسيات الاخرى ولماذا؟
    2-كيف يمكنناان نربي جيلا يتبنى القضية وسط هذا الهرج والمرج والفوضى العروبية؟
    ولي عودة
    مع جزيل الشكر
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10
    السادة المحترمون في موقع فرسان الثقافة الأغر
    السيدة ريما الخاني المحترمة
    تحية وبعد
    هذه محاولاتي القاصرة للوصول إلى هامات أسئلتك العالية
    مع رجاء ان أكون قد لامست بعضا من سموها في هذا العبث بالكتابة التي خطها قلمي
    ولك وللجميع بالغ تحياتي
    أسامة عكنان
    *************
    المحور الاول:
    عرب 48

    1-هناك جدل دائر حول عرب 48 (على معظمهم)، منهم من يقول انه جيل تشرب رغما الطباع الصهونية وبات يتبع المسارت المتعرجة في الحياة, فضلا عن انه لا يملك عقيدة راسخة وقويمة وهناك أسماء كبيرة اخذت حقها إعلاميا وثقافيا وهي تملك من خفايا مخجلة سلوكيا, مثال:
    "لاضير من السير عبر كل الاتجاهات واجتياز معظم السدود والجسور, على أن اكون انا الرابح أولا وأخيرا..
    لا حرج في ارتكاب المعاصي فالله غفور رحيم..
    مادامت محبوبتي راضية فلا ضير من كل سلوك.. الخ..
    ونرى جرائم الشرف.. وبيع الهوية والمصالح ضمنا. وما تقييمكم بصدق وشفافية حول ذلك؟"
    .2-هل يمكنك القول ان الجيل الجديد بات أكثر وعيا؟ ام هو على أغلبيته صورة مصغرة لجيل ذاق الويلات وبات نتاج ذاك الزمن المر؟ هل قدمت تحليلا عميقا لهذه القضية بالذات؟ وماهي رؤيتك عنها؟ وهل يمكننا ان نقول بكل حزن ان شريحة كبيرة من العرب الذين باتوا كذلك من جراء التضييق الذي يمارس عليهم يوما بعد يوم؟
    ***********
    الإجابة..
    بداية أحب أن أعترف بأن موضوع "عرب 48"، لم يحظى مني باهتمام بحثي خاص يخولني أن أقول أنني قدمت تحليلا عميقا لهذه القضية، فهذا لم يحدث ولم أفكر فيه، ليس بسبب عدم أهميته، ولكن بسبب وجود قضايا أهم منه كانت هي هاجسي وشاغلي، وخاصة لأنني أيقنت أن تلك الفئة من الفلسطينيين الرازحة تحت الاحتلال منذ عام 1948، تتأثر بالعناصر المحيطة بها إسرائيليا وعربيا وعالميا أكثر مما تؤثر فيها. وهو الأمر الذي جعلني أركز على تحليل واقع القضايا والمَواطِن التي إذا تغيرت وتفَعَّلَت غيَّرَت وفعَّلَت كل ما حولها، وهي القضايا التي تحدثت عنها في إجابتي على أسئلتكم الأولى.. ولكن..هذا لا يمنع بموجب توفر التصورات العامة للقضية وعناصرها، وللصراع ومفاعيله، من فهم ما يحصل هناك على الجانب الآخر، ومعرفة أسبابه وتداعياته. وهذا ما سأحاول عرضه في هذه الإجابة المختصرة عسى أن أُوَفَّق في إيصال فكرتي على الوجه الصحيح.بادئ ذي بدء أسجل اعتراضي الشديد على تسميتهم بـ "عرب 48"، فهذا المصطلح هو الذي أطلقته عليهم إسرائيل بدل أن تطلق عليهم "فلسطينيو 48" على الأقل، لأن الهدف في تلك المرحلة المبكرة من عمر الدولة الصهيونية، كان هو تغييب البعد الفلسطيني في هويتهم بصفته النقيض المباشر والفوري للبعد الصهيوني في هوية غيرهم من اليهود. ونحن مع الأسف انجررنا بلا وعي منا وراء الأطر السايكولوجية التي تضعنا فيها الإمبريالية ومن ورائها الصهيونية. ولو دققنا النظر لوجدنا أن الكثير من المفاهيم التي نتداولها في يومياتنا الثقافية والسياسية، هي مفاهيم لم نخلقها أو نكونها نحن، بل هي كُوِّنَت وخُلِّقَت لنا ثم تشربناها بعد أن تداولناها للتعبير بواسطتها عما أريد لنا التعبير بواسطتها عنه، لتفعل فعلها السايكولوجي والاجتماعي التاريخي فينا من حيث لا ندري. وسأسوق في هذا المقام ثلاثة مصطلحات "مفاهيم" هامة جدا من تلك التي تحكم معظم خطابنا السياسي العربي المعاصر، حكاما ومحكومين، وأنظمة ومعارضين، عامة ومثقفين، بينما هي في الواقع ليست مفاهيم ولدتها ثقافتنا الخاصة "عربية كانت أو إسلامية"، بل ولدتها لنا وفرضتها علينا وعلى خطابنا ثم على فكرنا، ثقافة المستعمر، لأغراض سوف تتضح من خلال شرحي لها. ومن ثم سوف نتبين كيف فعلت هذه المفاهيم والمصطلحات فعلها اللاشعوري في السايكولوجية العربية على كل الصعد والمستويات.المصطلح والمفهوم الأول.. "دول الطوق".. بدل "دول الجوار"..المصطلح والمفهوم الثاني.. "العالم العربي".. بدل "الوطن العربي"..المصطلح والمفهوم الثالث.. "الشرق الأوسط".. بدل "المشرق العربي"..ولنبدأ بالمصطلح والمفهوم الأول.. "دول الطوق"..إن الفكر الصهيوني حرص على الاحتفاظ بعنصرٍ رئيسي من عناصر التكوين السايكولوجي الإسرائيلي موجودا وحياًّ على الدوام، وهو ألاَّ مكان في ذلك التكوين ليهودي منتصر بالمعنى الحقيقي والواسع والحاسم لكلمة منتصر، بل هناك فقط مكان ليهودي يَرُّد اعتداءً ويقدر على ذلك بكفاءة، أو يستعد لحماية نفسه من اعتداء ويتجهز لذلك باستحقاق، ليغدو الانتصار في القاموس الصهيوني، هو مجرد التمكن من تحقيق ذلك، أما تحقيقه بالفعل بإنهاء الخصم إنهاءً ينعدم معه وجود العدو الذي هو "مصدر التهديد"، فهو كارثة حقيقية بالنسبة له. وإذا لم يكن هناك ثَمَّةَ في الواقع اعتداء أو تهديد باعتداء، عندئذ يكون من المحتم الإيهام بكل ذلك، كي تذوي سريعاً صورة "الانتصار" وتحل محلها من جديد صورة "مخافة الاعتداء. لقد أظهر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أن العرب قد بلعوا الطعم على ما يبدو، فلا هم خاضوا حرباً حقيقية فوق قدرة هذا الكيان على الاحتمال والاستمرار، ولا هم خاضوا تسويةً قادرة على تفجير كل تناقضاته القاتلة التي من شأنها أن تُحَوِّلَه إلى ركام. ونجحوا فقط في أن يُمَرِّروا هدف المشروع الصهيوني المتمثل إسرائيليا في الإبقاء على معادلة التهديد والتوازن قائمة، للحفاظ على الوحدة السايكولوجية للإنسان الإسرائيلي، وهي المعادلة التي طالما تم التعبير عنها في أدبيات الصراع بحالة "اللاحرب واللاسلم". إن الحرب تعمل دائماً على تجميع كلمة الأمة، وليست هناك قوة أكبر من الحرب تعمل على الوحدة وتؤجل الخلافات وتُرَحِّلها إلى المستقبل. هكذا يفعل على الدوام من لا يملكون حلولاً حقيقية لتناقضاتهم المصيرية، الترحيل ثم الترحيل، ولا شيء غيرَ الترحيل، عبر تسخين الأوضاع، إلى أن يأتي اليوم الذي لا يستطيعون معه الترحيل، فتسود عندئذ معادلات صراعٍ جديدة. وهذا ما فعلته وتفعله الصهيونية في إسرائيل ذات التركيب الفسيفسائي العصي على الانسجام السايكولوجي الطبيعي الذي يُعْتَبَر أهمَّ عامل من عوامل تكوين واستقرار الأمم والشعوب في كيانات قومية متماسكة. لقد أتقنت الصهيونية بوجه عام فن استثمار عنصر العداء والكُره اللذين تُكِنُّهما الشعوب لليهود، كي تُنْجِحَ مشروعَها. واعترف أساطين الحركة الصهيونية بأن المُعاَدين للسامية مثلوا لها قوة إيجابية خدمت نضالها من أجل تحرير يهود الشتات من عبوديتهم في الجيتو. لقد كانت وجهة نظر الكثير من الصهاينة ومازالت تؤكد على أن فكرة "معاداة السامية" كانت قوة دافعة، إلى درجة أن بعضهم سيطر عليه الاعتقاد بأنها مُسْتوحاةٌ من عقيدة إلهية، وربما أنها كانت تحتوي على إرادة الرب لأنها أجبرت اليهود على توحيد صفوفهم كما أعلن "تيودور هرتزل".وكمحصلة لذلك، ترى وجهة النظر هذه، أن السلام مع العرب إنما يعني دفع التناقضات الداخلية للتجمع الإسرائيلي إلى التفاقم، ويُعتبر بمثابة المناخ الأنسب لازدهار القوى الوطنية العربية وتوجيه جهودها إلى نشاطات التنمية الحقيقية. لذلك فإن مشروع السلام العربي الإسرائيلي هو مشروع مرفوض صهيونيا، ويجب أن تبقى المنطقة خاضعة لمعادلة اللاحرب واللاسلم. فإذا ما أُجْبِرت إسرائيل لسبب أو لآخر على توقيع اتفاقات سلام مع العرب، فيجب أن تكون هذه الاتفاقات منفردة أولا، ومتبوعة بانفجارات وحروب وصدامات في مكان آخر ثانيا، كي يساعد ذلك على إبقاء معادلة توازن التهديد والقوة قائمة.إن الموقف الأمثل لازدهار التكوين السايكولوجي الإسرائيلي المهمين والهادف والدافع إلى الاستقرار المجتمعي وإلى ترحيل التناقضات القاتلة والمدمرة إلى أجل غير مسمى، هو موقفٌ يكفل توفر الأمن المهزوز، ويتضمن في الوقت نفسه ظهور التهديد المحدود. وبعبارة أخرى، هو ذلك الموقف الذي يحمل قدراً محدوداً من التهديد العربي يسمح بتفجير أقصى طاقات العدوان لدى اليهود الإسرائيليين ويوحُّدها، ويحمل في الوقت نفسه ضماناً كافياً للقدرة على إلزام هذا التهديد حداً لا يتجاوزه، بحيث لا يؤدي إلى زوال هذا المشروع من جذوره.إن هذه الثنائية السائلة القوام، هي المعادلة الدقيقة التي تُجَسِّد الإستراتيجية السايكولوجية للتجمع الإسرائيلي، الإستراتيجية التي تكفل بقاء ذلك التجمع صهيونياً استعمارياً جوهراً فيحقق أهدافَه، ويهودياً إسرائيلياً مظهراً فيستقطب التعاطفَ والحشدَ، وهي أيضا الإستراتيجية التي تكفل ترحيل كافة التناقضات التي عجزت مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة عن حلها في الإطار السلمي، إلى المستقبل، مع ضمان استمرار البعد الصهيوني الاستعماري في التجمع الإسرائيلي أطول مدة ممكنة. ولكي تتمكن القيادة الإسرائيلية من المحافظة على التوازن الدقيق بين طرفي المعادلة، فقد عَمَدَت إلى تأكيد أمرين أساسيين يخدمان هذا التوازن، منذ نشأتها وحتى الآن، وستعمد إلى الأمر نفسه ما بقيت بصفتها الاستعمارية. فهي قد أكدت على الدوام وجودَ تهديد عربي حقيقي للتَّجَمُّع الإسرائيلي، وسعت إلى إبرازه بكافة الوسائل، وعلى رأسها الوسائل الإعلامية التي نجحت في ابتداع مصطلح "الإرهاب" الذي غدا مصطلحاً عالمياً دخل كل الثقافات الإنسانية بمفهومة الصهيوني الاستعماري، فضلا عن ابتكارها مصطلح "دول الطوق" العامل في الاتجاه نفسه. ثم هي أكدت في الوقت ذاته على التَّفَوُّق العسكري الإسرائيلي، وسعت إلى إبرازه وتحقيقه بكافة الوسائل أيضاً، ولم تقف في ذلك عند حد الإعلام، بل وصلت إلى حد العدوان المتكرر والاستفزاز المستمر لتأكيده. ولعله لا يبدو لنا غريباً في ضوء فهمنا لجوهرية طرفي المعادلة المذكورة بالنسبة للمحافظة على التكوين السايكولوجي لليهودي الإسرائيلي، أن يحرص الماسكون بزمام السلطة في التجمع الإسرائيلي وبشكل دائم على إبراز صورتين تبدوان على طرفي نقيض للوهلة الأولى. صورة هذا التجمع بوصفه جزيرة صغيرة يحيط بها طوفان من الكراهية والتربص العربيين، وصورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، والذي يستطيع دق عظام العرب في أي وقت يشاء. وإذا كانت فصائل النظام العربي قد أثبتت عجزاً ملفتاً حتى عن مجرد زعزعة ثقة الإسرائيليين في صحة الصورة الأخيرة، لخلخلة التكوين السايكولوجي المهم لديهم، فإن عجزهها عن خلخلة العامل الأخر من عوامل هذا التكوين السايكولوجي، ألا وهو عامل تصوير التجمع الإسرائيلي بأنه ضحية غارقة في محيط الكراهية العربي، كان أنكى وأخطر. فدول الجوار العربي التي تحد إسرائيل من كل الجهات، لم يعجبها أن تطلق على نفسها اسم "دول الجوار" بكل الدفء الذي تشحن به كلمة جوار قلوب ونفوس السامعين، بوصف ذلك الدفء جزءاً مفترضا من الحرب النفسية المضادة، التي تأخذ في الاعتبار طبيعة البناء السايكولوجي للإنسان الإسرائيلي، ما قد يسهم في شرخ الصورة الصهيونية لهذا الجوار، وبالتالي في خلخلة عنصر التكوين السايكولوجي القائم على وصفه بمحيط الكراهية. بل هي قد بلعت الطعم وقبلت بأن تُطْلِقَ على نفسها اسم "دول الطوق" الذي يعد براءة اختراع صهيونية، بكل معاني الحصار والضغط والاعتصار والإذلال التي تشحن بها هذه الكلمة قلوب ونفوس السامعين، بحيث تكون الصورة الصهيونية المُسْتَهْدَفة لهذا المحيط العربي قد كسبت نصيراً هاماً ساعدها على تحقيق هدفها المتمثل في حفظ التوازن في مكونات السايكولوجيا الإسرائيلية. وهذا النصير هو الغباء العربي بلا منازع، هذا إذا افترضنا حسن النية في أنظمة التجزئة العربية ذات الأبعاد القطرية الوظيفية، وهو الأمر الذي نستبعده. ومن شاء أن يتأكد مما نقوله، فليرجع إلى الخطاب السياسي العربي، سواء كان خطاباً معادياً لإسرائيل أو مهادنا لها، ليعرف أن مصطلح "دول الطوق" هو المصطلح الرائج في هذا الخطاب عندما يتم الحديث عن كل من لبنان وسوريا والأردن ومصر، علماً بأن الشحنة النفسية التي يتضمنها هذا المصطلح هو قذيفة موجهة إلى خطة المواجهة العربية إن وُجِدَت، في حين كان يمكن لمصطلح "دول الجوار" اللطيف الدافئ أن يتضمن شحنةً نفسية أكثر تأثيراً من الأسلحة التي لم يمتلكها العرب، وأن امتلكوها فلم يستخدموها، وأن استخدموها فلم يحسنوا استخدامها. وإسرائيل ومن ورائها الحركة الصهيونية والإمبريالية العالمية هي التي أوجدت مصطلح "دول الطوق"، بينما نحن أبدينا إعجابنا به لأنه يعوضنا بمعاني الاعتصار والخنق التي فيه عن عجزنا عن اعتصار وخنق إسرائيل على وجه الحقيقة. لتصبح سايكولوجيتنا مبنية بالشكل الذي أريد لها من قبل أعدائها.المصطلح والمفهوم الثاني.. "العالم العربي".. بدل "الوطن العربي"..مجددا نجد أنفسنا أمام صياغة إمبريالية استعمارية ماكرة، تريد إضفاء صفة التنوع الشديد والواسع والكبير على الجغرافيا والديموغرافيا العربية، بشكل يجعلها في الذهن والنفس العربيين وغير العربيين عصية على التوحد في فكرة "الوطن" الذي تسببه حالة التقارب محدودة التنوع في الأساسيات على الأقل. فلفظة العالم تقودنا على الفور إلى تصور الصراعات والحروب والخلافات التي يشهدها الكوكب الذي هو "العالم"، أو التي شهدها العالم الغربي في القرن العشرين، او التي شهدتها مناطق متناحرة في العالم الثالث على مدى سني الحرب الباردة. وعندما يترسخ هذا التصور عن الجغرافيا والديموغرافيا العربيتين، في الذهن والنفس العربيتين، يغدو الحديث عن فكرة "وحدة عربية" في "وطن عربي"، حديثا مثيرا للاستغراب. فكيف يمكن للعالم العربي أن يتوحد، وهل تتوحد العوالم القائمة على أقصى درجات التنوع والاختلاف والاحتراب، كما نهو شأن العوالم التي نراها أمامنا على سطح هذا الكوكب؟! ولأن كلمة "العالم العربي" تمنحنا الإحساس بالضخامة المزورة الناتجة عن فكرة الاتساع، فإنا تلبي غرورنا بأننا كبار ومهمين وعظماء، وإن كنا سنعترف بموجب هذا الغرور نفسه، بأننا نتيجة لذلك عصيون على التوحد. ففكرة "الوطن" لا تتحقق في العالم، لأن كل عالم من العوالم يتكون من العديد من الأوطان، ولا يمكنه أن يكون وطنا واحدا. ولنا أن نتخيل المردود السلبي لهذا المفهوم العجيب عندما يصبح جزءا لا يتجزأ من خطابنا الثفافي والسياسي، بل والاجتماعي أيضا؟ إنه مردود جعل حتى الآن، أكثر أمة تتوفر على دواعي التوحد في العالم، وهي الأمة العربية التي اشتركت على مدى 1400 سنة في اللغة والدين والجغرافيا والمصير والقضية، مجزأة إلى 22 وطنا، بينما أمة مثل الأمة الصينية أو الهندية اللتين تتكون كل منهما من مئات القوميات والديانات، موحدة في كيان سياسي واحد فرض على الجميع أن يكون هو "الوطن"!! فلنتأمل المكر من جانبهم والغباء المفرط من جانبنا!!المصطلح والمفهوم الثالث.. "الشرق الأوسط".. بدل "المشرق العربي"..هذا المصطلح "المفهوم"، لا يختلف كثيرا عن سابقه في الغاية السايكولوجية التي يحاول تكريسها ألا وهي نفي فكرة التواصل السياسي والاجتماعي والاقتصادي عن الجغرافيا والديموغرافيا العربية تحديدا. ومع أن مصطلح "المسألة الشرقية" الذي كانت بريطانيا وفرنسا تستخدمانه للتعبير عن الصراع الأوربي العثماني في حقبة نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، هو أيضا مصطلح عمل في هذا الاتجاه إلى حد ما، فإن وصف منطقتنا بأنها "شرق أوسط"، يهدف إلى حرمانها من أن تكون منطقة معيارية، وتجزئتها في الذهن وبالتالي في التخطيط وفي التكتيك وفي الإستراتيجيات وفي التحالفات.. إلخ، إلى مناطق يمكن اعتبار بعضها ليس "شرقا أوسطا"، وضم جهات أخرى لتصبح من هذا "الشرق الأوسط". إنها لعبة معاداة العروبة بكل ما يتاح من وسائل. وبموجب هذا المعنى المراد تكريسه بهذا المصطلح، تصبح قبرص وتركيا وإسرائيل وإيران وأحيانا باكستان جزءا من "الشرق الأوسط"، بينما تحذف من هذه القائمة معظم دول المغرب العربي بل وربما الصومال والسودان أحيانا!!! إننا مجددا أما مصطلحات ذات أغراض سايكولوجية ماكرة هدفها الأساس خلق حالة ثقافية في الذهن العربي يمكنها أن تتحول إلى مضمون سياسي واقتصادي يخدم الخطة الإمبريالية الصهيونية. إنهم باختصار يعملون في كل الاتجاهات لتحقيق أغراضهم وأهدافهم ونحن نبلع الطعم بمنتهى الغباء.والخلاصة أنني ومن منطلق قناعتي بأن الغاية من تسمية سكان فلسطين الذين لم يغادروها عام 1948 بـ "عرب 48"، إنما هي طمس الهية وتكريس حالة سايكولوجية مستهدفة تعمل في هذا الاتجاه، أكرر اعتراضي على هذا المصطلح، مطابا بتسميتهم بسكان فلسطين المحتلة عام 48، أو بفلسطينيي الأرض المحتلة عام 48، راجيا أن أكون قد أوضحت سبب ذلك من خلال ما أوردته من نهج إمبريالي استعماري صهيوني عام متبع ضدنا حتى على الصعيد السايكولوجي. معتذرا عن الإطالة والإسهاب، فالفكرة اقتضت التوضيح.أما عن الحالة الثقافية وحالة ضبابية الإحساس بالهوية والانفلات الأخلاقي التي أشرت إليها في سؤالك، فهي حقيقة وأمر واقع، فما تعرض له هؤلاء من محاولات طمس وتغييب ليس بالأمر الهين. فإذا كانت الشعوب العربية المستقلة، وبسبب أنظمة التجزئة يتم تزييف وعيها وخلق هويات فرعية لديها ليست لها أي قيمة، ويصار إلى زجها في دوائر اهتمامات تسهم في تغييبها، فما الذي يمكننا أن نقوله عن فلسطينيي فلسطين المحتلة عام 48؟! ولكن في عصر الإعلام المفتوح والتواصل غير المسبوق بين البشر، فإن أمورا كثيرا تغيرت وسوف تتغير، هذا فضلا عن أننا يجب أن نعترف بأن الكثيرين منهم قد تمكنوا من الخروج من عنق الزجاجة والحفاظ على مشروع وطني يحاول أن يخلق حالة ثقافية فلسطينية وعروبية وإسلامية وإن تكن ما تزال محدودة ومقيدة بواقع هذه المواطنة الإسرائيلية المفروضة. وأنا أميل إلى تحميل فصائل الحركة الوطنية والمثقفين العرب خارج فلسطين الجزء الأكبر من مسؤولية ما آل إليه وضع هؤلاء. فإذا كان النضال السياسي والثقافي في جوانبه الأهم يقع على كواهلهم، فكان عليهم أن يدركوا أن استهداف إعادة انتشال هؤلاء من المستنقعات التي زجوا إليها، هي مهمتهم بالدرجة الأولى، وأنه كان عليهم أن يعتبروا استهدافهم في هذا الاتجاه جزءا لا يتجزأ من مشروعهم الوطني. أما ما سميته الانفلات الأخلاقي في جانبه السلوكي، فإنه لا يستوقفني كثيرا، لأن المسألة هنا نسبية، فمن تشرب ثقافة تعتبر العلاقات الجنسية خارج نطاق مؤسسة الأسرة مثلا علاقات مشروعة وطبيعية، فهو عندما يمارسها لا يعد منفلتا أخلاقيا، وإن كانت الثقافة التي يقوم على أساسها سلوكه، ثقافة فيها نظر من وجهة القيم والأسس الفلسفية!! فالزاني مثلا هو الشخص الذي يرتكب "الفعل المسمى عندنا زنا"، إذا اعتبره فعلا غير مشروع ومخالف للقانون وللقيم التي يستند إليها مجتمعه. أما من اعتبره مشروعا ومباحا، فهو لا يُعتبر زانيا، بل يمكن أن نعتبر فكره بهذا الخصوص منحرفا. أما سلوكه فهو منسجم مع فكره، وبالتالي فهو لا يعاني من تناقض بين النظرية والتطبيق، أو بين العقيدة والسلوك. فنحن لا نستطيع ولا بأي مسوغ قيمي أو أخلاقي أو منطقي اعتبار كل شباب وشابات أوربا الذين يؤمنون بشرعية العلاقة الجنسية قبل الزواج ويمارسونها عبارة عن زناة بالمعنى الذي نتداوله نحن معشر المسلمين، ولكننا نستطيع القول بناء على مرجعيتنا الدينية، أن ثقافتهم التي جعلتهم يبيحون هذ الفعل، هي ثقافة غير ملائمة وفيها إضرار بالمجتمع.. إلخ. ولكن نستطيع أن نلاحظ أن الزنا في تلك المجتمعات هو العلاقة الجنسية التي تقوم بين رجل وامرأة أحدهما أو كلاهما متزوج، وإنه بصرف النظر عن شكل العقاب الذي ترتبه قوانيهم على مثل هكذا أفعال، فإنها عندهم مجرمة، ويعد فاعلها زاني يستحق العقاب، وهو ما يسمونه "الخيانة الزوجية". المسألة إذن مسألة ثقافات، والأحكام يجب أن تنطلق على السلوكات من الثقافات التي تحصل في دائرتها تلك السلوكات، أما عندما نناقش الثقافات نفسها ومرجعياتها، فإن الموضوع يتخذ طابعا فلسفيا حتما، وبالتالي فهو يُناقش في دائرة فلسفة القيم.

صفحة 1 من 13 12311 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لقاء الفرسان مع الباحث/محمد عيد خربوطلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-21-2013, 12:24 PM
  2. لقاء "مصر المحروسة" مع أسامة عكنان
    بواسطة أسامة عكنان في المنتدى تسجيلات الفرسان المسموعة والمرئية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-13-2013, 06:54 AM
  3. لقاء الفرسان مع الباحث/مصطفى إنشاصي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 02-13-2013, 03:23 PM
  4. لقاء الفرسان مع الباحث/خليل حلاوجي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 09-29-2011, 09:46 PM
  5. نرحب بالأستاذ الباحث/ أسامة عكنان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-29-2011, 08:21 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •