اليهود واليهودية في نظر شعوب العالم
(رؤية إعلامية)
تأليف: د. ليون. كارنييف
تعريب وتقديم: د محمد علي حوات
من منشورات مكتبة مدبولي
الحجم 195 صفحة من القطع المتوسط.
ما هذا الكتاب؟ ومن هو المؤلف؟
هو بحث لم ينشر في نهاية الحقبة السوفييتية وهو بحث مدعم بوثائق وأسماء قام به المؤلف الدكتور ليون كارنييف وهو عضو بارز في منظمة موسكو لمناهضة العنصرية والصهيونية، تعرف عليه المترجم (د محمد علي الحوات) عن طريق صديق عراقي، ومن خلال جلسة التعارف قادهما الحديث للكشف عن هذا البحث الذي لم ينشر سابقا، وقد اشترى المترجم حق النشر من المؤلف.
والكتاب يكشف المزاعم الصهيونية في أن اليهود هم شعب الله المختار، كما يكشف حيلهم في إفساد الشعوب والأوطان التي يحلون بها .
سأحاول تلخيص الكتاب وتقديمه بالطريقة التي يمكن أن يستفيد متصفح الشبكة الإلكترونية منها.
مقدمة االمؤلف:
من المفيد أن نطلع على مقدمة المؤلف، حتى نستطيع تكوين صورة عن الكيفية التي يتناول بها الموضوع، ففهمه لأسس تكوين اليهود وانتشارهم وطرق تفكيرهم سيتدخل بشكل الأفكار التي سيطرحها في كتابه.
متى ظهر اليهود؟
يقول الكاتب أن اليهود ظهروا قبل أكثر من أربعة آلاف عام، وكانت ديانتهم أول ديانة سماوية مكتوبة. ومنذ ثلاثة آلاف عام تقريبا واليهود يعيشون مشتتون وسط أناس آخرين وأجناس مختلفة تختلف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ودياناتهم وقومياتهم وأشكالهم أحيانا.
ومنذ عام 70م وحتى عام 1948 أي ما يزيد على 19 قرنا لم يكن لليهود أي كيان أو دولة خاصة بهم. بل عاشوا وسط شعوب أخرى. ويعيش الآن في الدولة اليهودية (إسرائيل) التي قامت دون سند قانوني، أجناس متناقضة غرسها الاستعمار كحربة في قلب الأمة العربية تهدد أمنها وتحد من تطورها وتعرقل مسيرتها الإنمائية*1
لقد ظل اليهود على امتداد حقبة طويلة من الزمن بعيدين عن التجانس والانفتاح والانصهار في مجتمعات الدول التي يعيشون فيها، وظلوا وكأنهم ضيوف عليها يحتالون للوصول الى خيراتها. ولكن هل يشعر اليهود المعاصرون بأنهم ضيوف في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا والإتحاد السوفييتي السابق؟. التاريخ يشهد أنه في أي بلد يوجد به اليهود يكونوا فيه هم الأثرياء وينهبون بالحيل مقدراته ويتمتعون بمستوى معيشي أعلى من أصحاب البلد المضيف، بل ويتطلعون الى السيطرة فيه على قرار أهله.
حجج اليهود في حقهم بفلسطين باطلة
يسوق الصهاينة ومفكريهم المتعصبين المعاصرين أن لهم حق تاريخي في فلسطين، وأن تلك البقعة هي موطنهم الأصلي. ورغم أن نظام العلاقات الدولية لا يعترف بالحقوق التاريخية، والتي لو سار عليها لكان وجود البيض في أمريكا وأستراليا وغيرها من الدول باطلا وملغيا لشرعية تلك الكيانات، فإنه حتى الحق التاريخي يُسجل للكنعانيين (أحد روافد تكوين العرب) الذين سبقوا اليهود في تعميرهم أرض فلسطين بمدد طويلة، امتدت للقرن الثالث عشر قبل الميلاد عندما استولت بعض القبائل اليهودية على جزء من فلسطين وليس كلها، فلم يسجل التاريخ أن اليهود استولوا على جزء من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلا في العصر الراهن.
كما أن اليهود البدو أخذوا يقلدون الكنعانيين المتحضرين في إدارتهم للمدن واستعمالهم ألفاظهم ولغتهم كاملة، وقد أصبح هذا نهج اليهود في الشتات.
ويقول الكاتب أن اليهود لم يتميزوا على غيرهم بشيء إلا في الديانة التي حرفوها وأدخلوا عليها ما في نفوسهم من هوى حتى يصورون ذلك أنه من إرادة الله.
انتهاء سيادة اليهود على أجزاء من فلسطين
بعد وفاة الملك سليمان انقسمت الدولة اليهودية الى مملكتين: يهودا والسامرة، وقد تعرضت تلك المملكتين الى الزوال في القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد على يد الآشوريين والبابليين. وبعد أن أعاد كورش الفارسي قسما من اليهود أسسوا مملكة المكابيين التي انتهت على أيدي الرومان عام 70م.
أما يهود اليوم فلا صلة لهم بيهود الأمس، حيث اختلط اليهود بعشرات الشعوب الأخرى، وهم بذلك لا يملكون أرضا ثابتة أو لغة واحدة أو ثقافة واحدة*2
إن هذه المواصفات لليهود تكلم عنها (أوليا نوف) المشهور باسم (فلاديمير لينين)، وبالرغم من كونه من أصول يهودية إلا أنه تحدث عنها كما يدرجها الكاتب*3
تطور فكرة الصهيونية
يعرج الكاتب على فكرة الصهيونية ويصفها بأن من أشد الأفكار رجعية، وهدفها هدف برجوازي بحت يرمي الى فكرة الإمعان في الثراء وتوسيع نفوذ معتنقيها في مرحلة الإمبريالية وما بعدها، وأن هذه المنظمة الصهيونية تتستر بستار ديني من أجل تعبئة اليهود لتحقيق مطامحها.
ويذكر الكاتب خمس شركات ضخمة في أمريكا ملك (المينام وكونام وليبام وبتشام وجولدمان وساكام) وهي بيوت مال يهودية تمتلك نسب تصل الى 40% من أسهم الشركات الأمريكية العملاقة. وتتحكم تلك الشركات بثلثي صفقات بيع السلاح في العالم، كما لها من المصانع الخاصة بالسلاح مثل (لوكهيد، و جنرال داينمكس و فيكيرز وعشرات الشركات الأخرى) ويرجع الكاتب التدخل الصهيوني في التحريض على الحروب والفتن الى رغبة أصحاب تلك المؤسسات ببيع وسائل الموت والتسابق على التسلح.
كما أن فكرة صناعة المتفجرات التي تثير الفتن في الاغتيالات هي من اختصاص تلك البيوت، فيقومون بتجنيد المحبطين بوسائل شتى لتكليفهم بعمليات من هذا النوع وبأساليب متقدمة لتؤجج حالات عدم الاستقرار والاقتتال الداخلي بين فئات الشعوب*4
يتبع
هوامش
*1ـ المقدمة/ صفحة 11
*2ـ إن هذه النقطة أشار لها المرحوم الدكتور عبد الوهاب المسيري، حيث أرجع تشابه اليهود في وظائفهم لا في أعراقهم، إذ يتشابه تعاطيهم للربا وإدارة الدعارة وغيرها من الأعمال التي صبغتهم بوظيفة واحدة، فأطلق عليهم (مجتمع وظيفي).
*3ـ فلاديمير لينين : الأعمال الكاملة، الجزء الثامن، ص 74.
*4ـ الكتاب صفحة 21.. ويشير الى حالات معينة في الاغتيالات في فلسطين ولبنان .. [ كان وضع الكتاب قبل احتلال العراق]