محاضرة... ابن عربي في تجربته الصوفية
ثقافة
الجمعة 14-5-2010م
متابعة- عمار النعمة
ولد الشيخ محي الدين محمد بن علي (ابن العربي) في مدينة مرسيه في شرقي الأندلس، وفي أيام الخليفة «أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن» الخليفة الموحد
انتقل ابن عربي إلى مدينة اشبيلية مع والده ولم يكن قد تجاوز الثامنة من العمر، وفي اشبيلية حيث خدم والده في صفوف الموحدين بدأ يتعلم القرآن الكريم وأشرف والده الذي كان أيضاً مثقفاً على تعليمه ورعايته ويبدو أن هذه الرعاية أصبحت مضاعفة بعد أن أصيب ابن عربي وهو في عمر الثانية عشرة بالطاعون، وكاد يفارق الحياة بسبب هذا الطاعون والذي أنقذه من المرض بحسب رواية ابن عربي هو قراءة والده على رأسه صورة ياسين.
هذا ما بدأ به د. بكري حسن علاء الدين محاضرته (ابن عربي) التي أقيمت في المركز الثقافي العربي في المزة حيث قال:
يمكن اعتبار ابن عربي في وضعية خاصة بعد هذه الحادثة، وباعتبار أن والده من العائلات المشهورة في اشبيلية فقد تلقى تربية جيدة، وليس لدينا معلومات دقيقة عن دراسة ابن عربي قبل لقائه ابن رشد ولم يبلغ بعد السنة السادسة عشرة من عمره ولكن عمق الحوار وطبيعة اللقاء يدلان على اطلاع على ما كان يدور في الأوساط الثقافية في اشبيلية حول التصوف والفلسفة، وأهم حدث في حياته بحسب ابن عربي هو الكشف الذي تلقاه بعد خلوة دامت ليلة واحدة وكل ذلك لم يدخل ابن عربي في الطريق الصوفي لأنه كان يافعاً وبحسب روايات ابن عربي بأن التزامه بالطريق الصوفي لم يبدأ فعلاً إلا عند بلوغه العشرين عاماً، ويطلق ابن عربي على هذه الفترة «زمن جاهليتي» ليميزها عن الفترة اللاحقة التي التزم بها في زمن التصوف، وفي زمن الجاهلية هذا يحدثنا عن أيام اللهو والسهر حتى الصباح.
وبعد دخوله في طريق التصوف، بدأ بمخالطة الشيوخ في الأندلس من الصوفية الكبار وروى علاقته بهؤلاء الشيوخ وهو يسرد أكثر من (50) اسماً، يميز كل شيخ بجانب من جوانب التجربة الصوفية، وبعد وفاة والده ووالدته انتقل مع أخيه إلى فاس وزوجهما هناك. وفي عام 598 للهجرة ذهب إلى مكة لأداء فريضة الحج وهناك في مكة بدأ بكتابة كتابه الأشهر (الفتوحات المكية).
ترك ابن عربي حوالي 300 عنوان بينها رسائل صغيرة جداً وأكبرها هو (الفتوحات المكية) وله تفسير للقرآن الكريم وصل فيه إلى صورة الكهف).
علاقة ابن عربي بالفلسفة:
ابن تيمية اعتبر فلسفة ابن عربي مأخوذة من ابن سينا وهذا خطأ فادح لأن هناك قضية أساسية انتقدها الغزالي في فلسفة ابن سينا وتبناها ابن عربي فيما بعد، وهذه القضية هي نظرية الفيض ويمكن اعتبار ابن عربي صاحب نظرية في التجلي وليس في الفيض، نظريته في التجلي لا تقبل العقول العشرة، وإنما تقبل القول بالعقل الأول، وهذا سيأخذ عشرة أسماء مرادفة له في منظومة ابن عربي فكرياً ونظريته في التجلي مستندة إلى نصوص قرآنية، ويرى ابن عربي أن الذات الإلهية لها وصفان، الوصف الأول (التنزيل) حيث ليس كمثله شيء، والوصف الثاني (التشبيه) حيث هو السميع البصير: إذاً هذا المستوى من الذات غير معروف للبشر والمستوى الآخر للتشبيه هو الألوهة كما يقول ابن عربي، وفي قضية الخلق عند ابن عربي خلق الله آدم وهو خليفته ويأخذ الإنسان في نظريته بعداً لم ينله في أي فلسفة لا قبله ولا بعده وخاصة تكريم المرأة عند ابن عربي.
ويصرح ابن عربي وكثير من الفقهاء لايصدقون أن طريقته في التأليف لم تكن تجري مجرى التأليف المعهود أي إنه لا يعتمد على الجانب الإداري والعقلي في كتابة مؤلفاته وإنما من الإلهام الإلهي ويقول: كان الذي كتبته عن (إملاء رباني).
http://thawra.alwehda.gov.sy/_View_n...20100513204733
**********
من سوء حظي انها فاتتني اتمنى ان احصل عليها من الدكتور قريبا فنطلع عليها