--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
--------------------------------------------------------------------------------

ثمرات الطهارة
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي (( لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد )) .. أما بعد :


لما كانت الطهارة فيها فوائد عظيمة وثمرات جليلة وحكم ومنافع للقلوب والأبدان أحببنا أن نقف على بعض ثمرات الطهارة فليس الأمر فقط غسل هذه الأطراف للنظافة والطهارة بل أن هناك حكما وفوائد عظيمة في الوضوء ومصالح لا تخطر على بال كثير من الناس من أجل هذا وغيره من الأسباب جمعنا هذه الثمرات والفوائد وهي كثيرة نقتصر على بعض منها .



فإليكم ثمرات الطهارة وفوائدها :


1- لما كانت هذه الأطراف هي محل الكسب والعمل وكانت هذه الأطراف أبواب المعاصي والذنوب كلها منها ما يكون في الوجه كالسمع والبصر واللسان والشم والذوق وكذا الأمر في سائر الأعضاء كان الطهور مكفرا لذنوب كلها أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عبدالله الصنابحي أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد المؤمن خرج الخطايا من فيه وإذا اسنتشر خرجت الخطايا من أنفه وإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه وإذا غسل يديه خرجت الخطايا حتى تخرج من تحت أظفار يديه فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من أظفار رجليه وعند الترمذي خرجت ذنوبه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فكره بعض العلماء مسح فضل الوضوء من أجل أن تطول مدة خروج الذنوب ولأنه فضلة عبادة وقد جاءت إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالمنديل للنبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى من وضوئه فرده وأخذ ينفض بيديه .


فالطهور إذاً مكفر للذنوب بشرط الإسباغ وقد استنبط محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في آخر آية الوضوء في سورة المائدة عند قوله تعالى (( وليتم نعمته عليكم ))قال : النعمة منها تكفير السيئات .



2- أن من ثمار هذا الوضوء أنه سيما هذه الأمة وعلامتهم في وجوههم وأطرافهم يوم القيامة بين الأمم ، وليست لأحد غيرهم والمراد بالحلية الإكثار من الوضوء وليست الزيادة على أعضاء الوضوء . أخرج الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أمتي يأتون يوم القيامة غرلا محجلين من أثر الوضوء )) وفي روايه لأحمد : كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك …فذكر الحديث



3- ومن ثمرات الطهور تنشيطه للجوارح وزيادة في ذهاب الأخلاف التي على البدن يقف العبد بطهارة ونشاط وهذا مجرب لأن الماء يعيد إليه نشاطه وقوته وحيويته والأبلغ منه الغسل وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أتى أهله ثم أراد أن يعود أنه يتوضأ وبين في رواية للحاكم أنه أنشط للعود ومن هنا فإن من أسباب انتشار الأمراض عدم الطهارة والإغتسال . وإذا بات العبد جنبا لم يؤذن لروحه بالسجود تحت العرش كما في الحديث المشهور الذي ذكره ابن القيم في الروح .



4- ومن ثمرات الطهارة أن الوضوء سلاح المؤمن قال عمر رضي الله عنه : إن الوضوء الصالح يطرد عنك الشيطان ولذا استحب النوم على طهارة فإن العبد إذا نام على طهارة بات الملك في شعاره ومن المعلوم إنه إذا حضرت الملائكة خرجت الشياطين وكذا يستحب لمن شرع في علاج من مسه الجن أن يتوضأ قبل العلاج لأنه حصن من الشيطان .



5- ومن ثمرات الوضوء أنه من خصال الإيمان الخفية التي لا يحافظ عليها إلا مؤمن كما أخرج الإمام أحمد من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )) فمن ثمرات المحافظة على الطهارة الشهادة له با لإيمان .



6- أن من ثمرات الطهارة أنه إذا انتهى العبد من الوضوء وختمه بالشهادتين كان موجبا لفتح أبواب الجنة أخرجه الإمام مسلم عن عمر وعقبة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ ثم يقول: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء )) وفي رواية للإمام التردذي : (( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين )) .



7- ومن ثمرات الوضوء وخصوصا إذا نام العبد وهو طاهر دعا الملك له بالمغفرة كلما انقلب في أي ساعة فقد ثبت عند الإمام البزار وقال الهيثمي : إسناده حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من بات طاهرا بات في شعاره ملك – وهو الملاصق للجسم من الملابس – فلا يستيقظ من الليل إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك كما بات طاهرا )) فيحصل العبد إذا نام على طهارة على ثلاث خصال أنه يبات الملك في شعاره ودعاء الملك له بالمغفرة وأنه إذا مات مات على طهارة مع أن الموت موتة صغرى .



8- ومن ثمرات الطهارة أن الله يرفع صاحبها بها الدرجات أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا : بلى ، قال: إسباغ الوضوء على المكاره )) فإسباغ الوضوء في البرد ولاسيما في الليل رفعة في الدرجات ويباهي الله به الملائكة وينظر الله إلى صاحبه .



9- ومن ثمرات الطهارة أن الوضوء في البيت ثم الخروج إلى المسجد على طهارة يكون ممشاه نافلة حيث إن الله كفر ذنوبه بالوضوء ويمون صاحبه زائرا لله . اخرج الامام الطبراني عن سليمان رضي الله عنه مرفوعا ( من توضا في بيته فاحسن الوضوء ثم اتى المسجد فهو زائرا لله وحقا على المزور ان يكرم الزائر ) أما قوله وكان ممشاه نافلة فذكره الامام مسلم.



10- ومن ثمرات الطهارة العظيمة ان الله يحب المتطهرين قال تعالى ((ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) فالطهر طهر بالماء من الحدث وطهر بالتوبة من الشرك والمعاصي .





فانظروا رحمكم الله كم في الطهارة من ثمار وكم تيسر للعبد من اسباب تكفير الخطايا لعله يتطهر قبل الموت قيلقى ربه طاهرا فيصلح لمجاورت ربه في دار السلام ولكن مع الاسف رغم هذه الفضائل الا اننا نشاهد بعض المصلين من لا يحسن الوضوء كما ينبغي فمنهم من ترى في وجهه بعض الاماكن لايصلها الماء وخصوصا طلبة المدارس كالجبهة وبجوار الاذنين وبعضهم يصل نصف يديه او ترى بعض البقع لايصلها الماء في الكعبين الى غير ذلك من الاخطاء والمخالفات .


والحاصل انه ينبغي للمسلم ان يتعلم صفة الوضوء الكامل ويحرص عليه .





الوضوء الكامل


1- النية قبله فيتوضأ وينوي بذلك الوضوء استحلال الصلاة لحديث انما الاعمال بالنيات بخلاف لو غسل اعضاء الوضوء من اجل ازاله غبار او وسخ او يتبرد به من شدة الحر فلا يعتبر وضوء.


2- التسميه كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه وقد راواه تسعه من الصحابة وقد حسنها ابن كثير والمنذري وابن القيم وابن حجر والشوكاني لان الضعف كان من جهة الحفظ فتظافرت بمجموعها فكان درجة الحديث الحسن لغيره لانه لو كان الضعف من جهة كون الراوي متهما بالكذب فلا يعتضد بعضها ببعض وحكم التسمية الصحيح من اقوال اهل العلم انها مستحبة وهذا قول الجمهور وذلك لظاهر الكتاب كما في اية المائدة في صفة الوضوء فلم يامر الله بالتسمية وحديث الاعرابي لما سال النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء فقال له توضا كما امرك الله وحمل النفي على انه لا وضوء كامل والافضل والاكمل ذكر التسمية لان من ذكر الله على وضوئه ليس كمن لم يذكر الله واما اذ كان في الحمام فيسمي بقلبه لحديث (( اذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي )).


3- غسل يديه ثلاثا وهذا مستحب الا اثناء القيام من النوم فغسل اليدين قبل الوضوء واجب لحديث عنه صلى الله عليه وسلم (( اذا استيقظ احدكم من النوم فليغسل يديه ثلاثا فانه لايدري اين باتت يده )) سواء كان يصب على يديه الماء او كان يغرف بيده فيلزمه غسا اليدين بعد القيام من النوم اما اذا لم يكن نائما فيكون الغسل مستحبا لان اليدين هي الناقل لاغضاء الوضوء فيستحب غسلها قبل ادخالها في الاناء .


4- المضمضة والاستنشاق من كفه اليمنى بغرفة واحده للفم وثلاث مرات للانف لحديث عنه صلى الله عليه وسلم (( فمضمض واستنشق ثلاثا بثلاث )) والسنة الكاملة في المضمضة ادخال الماء في الفم ثم تحريكه ثم مجه وحكم المضمضة والاستنشاق في اصح الاقوال انها سنة وليست بواجبة وذلك لظاهر الكتاب كما في آيه المائده فلم يامر الله بالمضمضه والاستنشاق وحديث الاعرابي لما سال عن الوضوء قال (( توضا كما امر الله …)) لكن الافضل والاكمل فعلهما لمحافظته صلى الله عليه وسلم وقيل في حكمة المضمضه والاستنشاق ان العبد اذا تمضمض ادرك الضرر اذا كان في الماء ضرر كمن يتوضا في ظلام فيدرك الضرر قبل غسل وجهه الى غير ذلك من الحكم .


5- غسل الوجه ثلاث مرات.


6- غسل اليدين ثلاث مرات ويجب غسل اليدين من رءوس اطراف الاصابع الى المرفقين ويدخل في ذلك المرفقين لفعله صلى الله عليه وسلم اما حيلة المؤمن فتحصل بالاكثار من الوضوء والمداومة عليه بالزياده فلا يشرع لاحد ان يزيد على وضوئه صلى الله عليه وسلم لانه اخشىالناس واتقاهم لله جل وعلا.


7- مسح الراس ومنه الاذنان ويمسح مرة واحدة من مقدمة الراس الى القفا ثم العودة مرة اخرى الى الناصية كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم (( ثم مسح راسه فاقبل بهما وادبر مرة واحدة )) اما بالنسبة للمراة فالسنة ان تمسح مرة واحده اقبالا بلا ادبار .


8- غسل الرجلين الى الكعبين ثلاث مرات ويدخل في ذلك ايضا الكعبين .


9- المحافظة على السنة القولية التي تقال بعد الا نتهاء من الوضوء . .


هذه هي صفة الوضوء الكامل .


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.