البحث العلمي عبر الإنترنت.. العرب متعثرون
حسام عبدالقادر
منير عتيبة يتوسط الدكتور عماد والشاعر أحمد
"بدأ الإنترنت في العالم كله من أجلالبحث العلمي، بينما بدأ في العالم العربي من أجل الدردشة" بهذه العبارة بدأ الدكتور عماد حسين مدير تحرير موقع ببليو إسلام حديثه خلال ندوة "الإنترنت في خدمة البحث العلمي"، التي نظمها اتحاد كتاب الإنترنت العرب بالتعاون مع قصر ثقافة التذوق بالإسكندرية 26 إبريل 2007، والتي أدارها الأديب والروائي المصري منير عتيبة.
وأكد الدكتور عماد أن أهم مشكلة تواجه الباحثين في العالم العربي هي عدم اعتراف الأساتذة بشبكة الإنترنت كمرجع من المراجع العلمية، وما زال الأصل الورقي هو الحكم، فعندما يستخدم الباحث مادته العلمية من على شبكة الإنترنت ويكتب ذلك في بحثه يعتبره الأساتذة تقليلا من شأن الرسالة، ويجد الباحث نفسه مضطرا لبذل مجهود ضخم من أجل الوصول لغايته في البحث لإرضاء المشرفين على البحث، عكس ما يتم في الدول الأوروبية. علما بأن هناك مادة غير متوفرة ومن الصعب العثور عليها بينما استطاعت شبكة الإنترنت توفيرها .
ويقول د.عماد: "فمثلا عندما ننشر في ببليو إسلام الدوريات الموجودة بالمغرب فهي خدمة هامة للباحثين يجب أن يستغلوها لصالحهم ولتوفير وقتهم وجهدهم، إلا أنه ما زالت الفجوة موجودة بين كبار المفكرين والباحثين وبين شبكة الإنترنت، وهو ما نطمح في تغييره على المدى البعيد".
عدم وفرة المعلومات
وقد كشف الدكتور عماد حسين عن نقطة هامة جدا تعوق نشر الإنتاج البحثي العربي وهي عدم وجود معلومات عما ينشر لدى الغير، فما ينشر في المشرق العربي لا يعرفه المغرب العربي والعكس، بل إن بعض ما ينشر داخل الدولة الواحدة قد لا يعرفه الباحث عند بحثه في موضوعه، ويضيف حسين: "إننا في أثناء عملنا وجدنا أن هناك تكرارا في البحث العلمي في العالم العربي داخل الدولة الواحدة بنسبة 10%، فمثلا وجدنا مخطوطة واحدة تم تحقيقها 12 مرة، وأبحاثا متنوعة ومختلفة تم تكرارها في دول مختلفة وداخل الدولة الواحدة".
ومسألة التكرار في غاية الخطورة؛ لأنه لو كان هذا الجهد متوفرًا لتم توجيه الباحث إلى موضوعات أخرى جديدة أو أضاف على البحث الموجود بالفعل أو حتى تناوله من زاوية جديدة، ولهذا - يقول دكتور عماد - بدأنا في عمل مكتبة على الإنترنت إلا أننا مع الوقت وجدنا أنه لا بد من التوسع وهو ما حدث بعد .
الروتين الحكومي والبحث العلمي
إن الباحث في الجامعات المصرية يقوم بالمرور على 14 جامعة حتى يتم التأكد من عدم تكراره للبحث المزمع عمله في دراسته، إلا أن هذا الموضوع يتم بشكل روتيني بحت يضمن راحة بال الموظف بدلا من بذل المجهود للكشف عن الأبحاث، وبالتالي يتم تكرار الأبحاث كما ذكرنا، ولكن في الجامعة الأمريكية بمصر يتم معرفة المعلومة في دقائق، ويتم توفير إجابة شاملة عن وجود أي شبيه لهذا البحث ليس في العالم العربي فقط بل في العالم كله، والمشكلة أننا ما زلنا نتعامل في العالم العربي مع البحث كأنه سر حربي .
ويقول دكتور حسين: "في ببليو إسلام استطعنا أن نخطو خطوات واسعة وخاصة في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية من خلال اتفاقيات رسمية مع المراكز البحثية والمعاهد والباحثين أنفسهم، ولكن المشكلة أن الموضوع مكلف جدا، خاصة أننا حتى الآن نوفر الخدمة للباحثين مجانا".
وسيلة للحماية من السرقة
وبخصوص مشكلة سرقة الأبحاث من على شبكة الإنترنت يشير د.عماد إلى أن هناك عدة وسائل للحماية يتم توفيرها على حسب التعاقد مع الباحث أو المركز البحثي، فهناك بعض المراكز توافق على أن يقوم الباحث بنسخ البحث بالكامل أو طباعته وهناك من يسمح بطباعته فقط .
ويقول د.عماد: "كل هذا متوفر على موقع ببليو إسلام، إلا أننا في الواقع لن نمنع السرقة بأي حال من الأحوال، ولكني أرى أن أهم وسيلة لحماية البحث من السرقة هو نشره على الإنترنت؛ لأن بعض الأساتذة عند مناقشته لبحث أو رسالة علمية يبحث على الإنترنت من أجل التأكد من عدم سرقة الباحث لأي مادة من المعروض في بحثه". ويستطرد: "فالنشر على الإنترنت أصبح نوعا من أنواع الحماية قبل أن يكون فرصة للسارقين، ولكن بشرط أن يكون هناك من له دارية بالإنترنت ومطلع على الشبكة".
ببليو إسلام
هذا وقد قام خلال الندوة الشاعر أحمد الحضري مدير قسم الدوريات بموقع ببليو إسلام بعمل عرض كامل لمحتويات الموقع وأهدافه، حيث يمثل أول موقع أكاديمي على الإنترنت باللغة العربية، يتبع مؤسسة إسلام أون لاين.نت الإعلامية، يقدم خدمات معلوماتية وبحثية وفكرية وتواصلية متكاملة لخدمة الدارسين والباحثين والمثقفين والمفكرين في المجالات التي تخدم منظومة "القيم والهوية" في المجتمع الإسلامي المعاصر .
وقد انطلق الموقع في نوفمبر 2001 داخل شبكة إسلام أون لاين.نت كواحد من مشروعات مؤسسة إسلام أون لاين.نت، ويخطط "ببليو إسلام.نت" لأن يطرح موقعه باللغة الإنجليزية .
ويقدم الموقع مادته من خلال ثلاث دوائر متواترة تمثل التأصيل والتنظير والتفعيل. وتمثل الدائرة الأولى فيها العلوم الشرعية والعلوم العربية والعلوم التاريخية؛ والمجالات المرتبطة بها كالتعريب والتحقيق والتراث، كما تمثل الدائرة الثانية العلوم الاجتماعية والإنسانية والقانونية؛ والدراسات المرتبطة بها كالحضارية والمعرفية والمستقبلية، بينما تمثل الدائرة الثالثة العلوم البينية كالسلوكية والأمنية والبيئية .
وحول رسالة ببليو إسلام يوضح الحضري أنها تهتم بإتاحة المادة العلمية الموثقة للباحثين من خلال الاستفادة بأحدث تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتخطي الحواجز الزمنية والجغرافية واللغوية، ونشر ثقافة الإنترنت في المجتمع الأكاديمي بالانتقال من البيئة الورقية إلى البيئة الرقمية، بالإضافة إلى بث قيم المجتمع الأكاديمي في المحيط العربي والإسلامي بالالتزام بأخلاقيات وضوابط العمل البحثي، وتطوير صناعة نشر المحتوى الإلكتروني العربي عبر الوسائط المختلفة .
كذلك تكوين مجتمع أكاديمي يتواصل عبر فضاء الإنترنت ليصبح مستقبلا بمثابة كيان بحثي مؤسسي ذي مصداقية من خلال تقديم خدمات تفاعلية، وتدريب الكوادر المعنية بالعمل الأكاديمي في مجال الإنترنت .
ويذكر الحضري أن ببليو إسلام يمثل أكبر بنية تحتية تتيح لحوالي 30 منظمة دولية وجامعة ومعهدا بحثيا وناشرا أكاديميا تقديم أعمالهم من خلال موقع واحد، كما أنه يمثل أكبر شبكة متعاونين تضم 469 مراسلا وكاتبا ومستشارا وباحثا وتمتد في معظم العالم العربي والإسلامي، وذلك من خلال موقعه وشبكة إسلام أون لاين.نت .
ببليو إسلام بالأرقام
كما أن ببليو إسلام يتيح البحث في أكثر من 75 ألف مادة بحثية، ويتيح للباحث البحث في البيانات الببليوجرافية في 35 ألف رسالة جامعية تغطي 70 جامعة عربية وإسلامية، و21 ألف كتاب بحثي يغطي 120 ناشرا عربيا، و16 ألف مقال منشور في مجلات ودوريات علمية، و3 آلاف بحث منشور في مؤتمرات وندوات وملتقيات ولقاءات دولية ومحلية، ويتيح تصفح أكثر من 15000 ألف مستخلص، وتصفح حوالي 1500 نص كامل، وتصفح أكثر من 170 سلسلة كتب تغطي مختلف فروع المعرفة، وأكثر من 80 مؤتمرا وندوة دولية ومحلية، و50 مجلة ودورية علمية متخصصة بأعدادها الكاملة .
وهو متواصل مع 26 ألف باحث مسجل من 164 دولة، هذا بالإضافة إلى وجود منتدى للحوار بين المثقفين والمفكرين في القضايا الشائكة للأمة الإسلامية، وإتاحته الفرصة لنشر الرسائل الجامعية بالتعاون مع المؤسسات البحثية، ويسهم في التواصل بين الأجيال بإعادة نشر الأعمال التي نفدت من الطبع وخاصة الأعمال الكاملة لكبار المفكرين بالاتفاق مع ورثتهم .
ويقول أحمد إن المكتبة الإلكترونية بالموقع تهدف في رسالتها إلى إمداد الباحثين المهتمين بتأصيل العلوم من الناحية الإسلامية بالبيانات الببليوجرافية والمستخلصات لمواد المعلومات المطبوعة التي تمثل مرجعية للباحثين مع التركيز بشكل أساسي على الكتابات المعاصرة. وتشتمل على: 35000 رسالة جامعية، و21000 كتاب، و16000 مقال دورية .
وفي مجال الندوات والمؤتمرات يتضمن أكثر من 80 مؤتمرا وندوة مع مستخلصات لجميع بحوث المؤتمرات ونصوص كاملة مختارة من المؤتمرات التي تم عمل اتفاقيات مع الجهات المنتجة لها، بالإضافة إلى أكثر من 170 سلسلة من سلاسل الكتب المتميزة في موضوعها أصدرتها جهات أكاديمية أو دور نشر .
وفى مجال التراث فيضم تغطية لحوالي 50 كتابا تراثيا يمثل ثمرة التعاون مع موقع "الوراق" حيث يقدم "ببليو إسلام.نت" الدراسات حول أحد المصادر التاريخية الهامة ويعضد هذا التناول من خلال النص الكامل من موقع "الوراق".
أما منتدى الباحثين وهو المحور التفاعلي بالموقع فيضم حاليا حوالي 26 ألف باحث مسجلين في الموقع، وموزعين على أكثر من 164 دولة .
عن اسلام اون لاين
الصورة المرافقة بالمرفق