أكمل وليد عامه السادس وقد اصطحبته والدته الهزيلة لتكمل تسجيله في المدرسة القريبة من سكناهم ، كان وليد فرحا بل كاد يطير من فرحته وأخذ يحدق بالصغار مع آبائهم وهم يلاعبونهم ويمرحون معهم ، فسحب كفّ والدته أمي كل الصغار مع آبائهم وأنا ليس عندي أب ؟ أنا معك ياولدي ولن تحتاج أحد كان وليد قد فقد والده وهو في أشهره الأولى وعاش يتيما في أحضان أمه .
أكملت الأم متطلبات التسجيل وعادت مع ولدها وفي رأسها هموم وهموم حقيبة المدرسة ثياب المدرسة مصروف يومي
وفي الطريق نظر وليد إلى الصغار وهم داخل المتاجر مع آبائهم وهم يتبضعون احتياجات المدارس
أمي هل ستشترين لي ثياب المدرسة و حقيبة جميلة كتلك هزت الوالدة رأسها نعم نعم ياولدي . إذن لنشتريها الآن لا ياولدي أنا متعبة الآن لنرجع لبيتنا ونرتاح ونشتريها لاحقا .أذعن الطفل لأمه رغم رغبته فقد كان يلتزم كلامها حرفا حرفا .
تناول وليد الغداء مع والدته وهو يحلم بثياب المدرسة والحقيبة ، أمِّي حقيبتي حمراء أم زرقاء ؟ ولدي أمضغ طعامك ولا تتكلم والطعام في فمك . آسف يا أمّي
قام وليد من السفرة فقالت له والدته هل نسيت شيئا ؟ ماذا يا أمي ؟ ماذا نقول ؟ آسف الحمد لله نظف أسنانك واذهب الى الفراش كي تنام
عمل وليد بالوصية وما إن خلد الى النوم حتى قامت الأم إلى خزانة الملابس تفتش عن ثوب يصلح للمدرسة فعثرت على حقيبة ممزقة الأطراف وثياب قديمة أعادت تفصيل الثياب وخاطتها ورتبتها وخاطت الأطراف الممزقة من الحقيبة وثبتت عليها بعض الأشرطة الملونة .
وكان كل شيء جاهزا ومعدا لاستيقاظ وليد من منامه .
فتح وليد عينيه ونظر إلى الملابس نظيفة ومرتبة وحقيبة المدرسة وأشرطتها الملونة فلم يصدق عينيه وظن إنه يحلم فقام من فوره وشبك يديه على رقبة أمه وعانقها طويلا وقبلها .
نعم من ثوب انتفت الحاجة إليه ومن حقيبة لا نحتاجها وشيئا من نقود لم تدفع للطبيب نستطيع أن نفرح يتيم وأن نفك كربة مسلم أو مسلمة لا تنسوا اليتيم يا أيها الفرسان محبتي مرئد