مرآة نفسي...
*********
كل صفحات نفسي كانت مغلقة..
هكذا أحبها كي لايخترقها شيئ...لا يخترقها أحد...حتى في الفيس بوك!
كنت مللت جدران منزلي..رغم أنها تحتويني....فهي تغلفني بدفئها اليومي...
تحميني حتى من نفسي..تصون روحي من العابثين...
خرجت وارتديت مالا يصيبي بالحسد...ولا يصوب لي سهام العتب...
رمى أحدهم سلاما ..هل انا واهم أم هو حلم أو حقيقي؟تلفت ..فما وجدت أحدا...
مضيت لأشتري بعض حاجياتي..فطالعني البقال قائلا:
-هل تغير فيك شيئ؟
-لاأظن..
-بلى..صوتك..وجهك...بت نزقا ترمي بعباراتك بلا تؤدة...تعال وشاهد نفسك بالمرآة تعرفها..
لكنك رائع..
- ..أنا بخير..نقدته مالا ومضيت أحدث نفسي...متغير؟ .
وكيف ذلك؟.
وكل يوم يمضي يشبه سابقه..
مؤكد هناك خطأ ما..
فقد وقفت أمام المرآة كثيرا قبل ذهابي للعمل...
لاجديد سوى أنه يوم جديد!!
تعثرت في طريقي فوقعت أرضا بلا سبب...رفعني أحدهم قائلا:
- على مايبدو ملابسك تعيقك على المضي بسلام..هذا واضح انتبه مرة اخرى لهذا الامر..
لكنك رائع..
لكنني لم أقتنع بكلامه أبدا..فأنا أعرف نفسي جيدا وأعرف ماذا يناسبني ومالا يناسبني..
وبالطبع هو لايعرف عني شيئا.....
نفضت ماتبقى من تراب عالق في ثيابي..غريب....
فقد وقفت أمام المرآة كثيرا قبل ذهابي للعمل...
تناولت جريدة الاسبوع فطالعني البائع قائلا:
كل يوم وذات الجريدة..وذات التوقيت...وذات العبارات..ألم تمل من نفسك يارجل؟ شاهد قسمات وجهك كم هي ممتعضة وأنت تتناولها...
جميل هو التجديد إن كان تجديدا فعلا...
مازالت الجرائد تحكي منذ القدم نفس القصص وتكرر..لكنك رائع..
-ماذا هناك؟ ماالذي يجري؟وكيف سيكون التجديد؟
لقد وقفت أمام المرآة كثيرا قبل ذهابي للعمل...
رائع؟ كيف رائع وهو يوجه لي كل هذا النقد؟
أين المرآة يا أبا صالح ؟
إنه بقال فريد ورائع..
دخلت عمود الإنارة على غفلة مني وانا خارج من عنده فقد كانت صورة المرآة جيدة..فاصطدم رأسي عنوة وبقوة...بعمود الإنارة..
وأنا أحدث نفسي وأثرثر ..فقد خرجت من منزلي منزعجا فعلا هذا اليوم..
من كثرة ما سمعت أخبارا تقطع نياط القلب...وتحرقه حرقا..
جميعنا نتمزق...والبلاد تتمزق ..وكل شيئ حولنا...
أحسست حينها...
أن وجهي كله ينزف...
قلبي بنزف..
روحي تنزف..
نظر إلي أحدهم من طرف عينه..
حاولت النهوض بلا خجل...
رأيت وجهه المتلفت يلوح لي من خلال إعلان تجاري.. يحاول أن يغيظني...
قفزت لرأسي عبارة سمعتها من جارنا وهو يهم خارجا من منزله
-كلنا نعاج..
أمسك بي أحدهم يزعق في وجهي قائلا:
-هذا من سرقني اهجموا عليه...
-لا من قال هذا مؤكد هناك خطأ ما...طبعا لست أنا ..غريب..
لكنهم لم يصدقوني..
ركضت بلا وعي....وانا ألهث
وحتى الآن مازلت ألهث..
ريمه الخاني 29-9-2012