منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1

    عبد الرحيم محمود في ذكراه المئوية

    عبد الرحيم محمود في ذكراه المئوية
    صورة العاشق والإنسان
    د. يوسف حطيني
    أليس من واجبنا في الذكرى المئوية لمولد شاعرنا الشهيد عبد الرحيم محمود أن نحتفي به، بما يليق بشاعر حمل السيف والقلم، ومزج دمه بمداد قصائده؟؟
    هذه الدراسة التي تعدّ إسهاماً متواضعاً في لفت النظر إلى هذه المناسبة هي الجزء الأخير من كتيب صغير للفتيان، طبعته لي مؤسسة الثقافة الفلسطينية بدمشق، وهي تركّز على جانب لم يُلتفت إليه كثيراً في شعر الشاعر الشهيد.
    * * * *
    ثمة جوانب لم يتم الالتفات إليها كثيراً في شعر عبد الرحيم محمود، إذ تمّ التركيز على الموضوعات ذات الصلة بالموضوع الوطني، على حساب موضوعات لا تقلّ أهميّة من مثل الشعر الاجتماعي الذي يهتمُّ بترسيخ قيم المجتمع والحثّ على تحقيق العدالة الاجتماعية، إضافة إلى الشعر الغزلي والإنساني والتأملي الذي يجنح بالشاعر نحو الرومانسية.
    يوجد لدى الشاعر عبد الرحيم محمود أرق اجتماعي، فهو يعطي في شعره أهمية كبرى للعمال، ويدافع عن قضاياهم، ويعدُّ نفسه جزءاً من حركتهم الدائبة، ويمدح ابتعادهم عن أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون، فهو يقول مثلاً:
    نحن المصـادر والمـوارد / وسلاحنا فتل السواعدْ
    إن اسمنا العمـال لا نلهـ / ـو بلغـوٍ عن مقاصدْ
    لسنا كمن يهذي على الـ / أعواد بالخطب الرواعدْ
    وكان يكرّر فكرة مفادها أنّ العامل يكدُّ ويعرق، في حين أنّ الآخرين يجنون جهده، ويجمعون ثرواتهم من استغلاله، لذلك يذكّر العامل دائماً بالمفارقات الناتجة عن المقارنة بين جهده وحياته الشقية، فيقول في واحدة من قصائده:
    هذي القصور وأنتَ را / فعُ سمكِها، هل هُـنَّ لَكْ؟
    والدوح أنتَ زرعـتهُ / من حـولها، هـل ظلّلكْ؟
    والنورُ من يدِكَ الصّنا / عِ، فما حياتك في الحلَكْ؟
    ويقول في قصيدة أخرى:
    عصيرهمُ من جنى راحتيكَ / وخمرُكَ من بؤسك الدائمِ
    وتعجنُ خبزهمُ بالدمـوعِ / وتأكلُ مـن فضلةِ الآدِمِ
    وتنسجُ ما يلبَس المترفـون / ولستَ بذي ملبسٍ ناعمِ
    وربما يستبدّ الغضب بالشاعر من جرّاء استمرار صور هذه المفارقة، فيدعو العامل إلى الثورة بمن يحرمه حقه في الحياة الرغيدة التي يستحقها، فيقول:
    اُُحصُدْ بمنجـلك الرقابَ / إذا حـرمْنَكَ مـن مرادكْ
    واطرق بمطرقك الرؤوسَ / إذا تمـادتْ في عـنـادِكْ
    أنتَ الذي زرعَ الحيـاةَ / فمن شريكُكَ في حصادِكْ؟
    إنّ مثل هذا التصوّر الذي ينطلق فيما نعتقد من إخلاص الشاعر لموقعه الطبقي، يجعله ينظر إلى الأرزاق التي يدعي غاصبوها بأنها قسمة الله نظرة تعيد الأمور إلى نصابها، وتكشف ما فعله الباغون بأرزاق الناس، فهو يقول:
    بغى في قسمة الأرزاق ناسٌ / وقالوا هكذا قسم الإلهُ
    لقد وصفوا الإله بشرّ ظلمٍ / بما كذبوا، تنزّه في علاهُ
    مثل هذا الفهم لطبيعة العلاقة بين المستغِلين والمستغَلين يجعله واحداً من شعراء الأدب الاجتماعي الثوري الذي قام في مواجهة الأدب الإصلاحي الذي كان أحمد شوقي أبرز أعلامه، إذ كان يطلب من العمال أن يستقيموا، وأن يطلبوا حقوقهم برفق، حتى تبقى أبواب الرزق مفتوحة أمامهم، يقول شوقي:
    أيّها العُمَّال أفنوا العُمـر كدّاً واكتسـابا
    واعمُروا الأرض فلولا سعيكم أمست يبابا
    اُطلبوا الحقَّ برفقٍ واجعـلوا الواجـب دابا
    واستقيمـوا يفتـحِ اللهُ لكـم بـاباً فبابا
    * * *
    إنَّ سمة التمرّد التي بدت في شعر الشاعر الوطني والاجتماعي تتسرّب أيضاً إلى شعره الغزلي، إذ قلّما يقتصر غزله على الإعجاب بالجمال، والمعاني التقليدية، من مثل قوله:
    يا غزالاً صدّني، ما أجملَكْ / مبدعُ الأكوان ربّي عدّلَكْ
    فيك معنى كلّ حُسنٍ رائعٍ / عرَف الجنّة من قَد قبَّلَكْ
    إذ تبدو قصيدة الغزل عنده مثل ثورة صغيرة تقوم في قلبه، وتضجر من تلك المعشوقة التي تظنُّ أنَّها الوحيدة التي تتربع على عرش قلوب الرجال، فهو يقول مثلاً:
    خالتنيَ الميّـت مِـن صـدّها / والعائـش الدَّهـرَ مُعنَّى عليلْ
    قالت: قتيلي أنت، قلت: اعلمي / أن قد صحا الساهي وحيَّ القتيلْ
    ملت إلى غـيري، وإني امـرؤ / إن مالت الروح فعنـها أميـلْ
    قالت: فسحري لم يزل فاعـلاً / قُـلت: فهاتي عليـه الدليـلْ
    مخلوقـة أنت.. فلا تـكـبري / مثـلك بين الناس ألفـا مثيـلْ
    من هنا فإنَّ ردّه على الأنثى المترددة، أو الأنثى المغترة بجمالها، يكون في استصغار شأنها، وفي البحث عن حبّ جديد، يعيد له إحساسه بكبريائه، كأن يقول:
    اغضضي أو صعّري خدّك لي / وخذي غـيريَ عشّـاقاً جِدادا
    واهجريني.. وابعدي عنّي فلا / أرهبُ الفجر، ولا أخشى البعادا
    وتناسي كيف شـدنا عُشَّنا / قد هدمنا ما بنى الحبُّ وشـادا
    وهو عاشق متمرد، مثلما هو ثائر متمرد، لذلك يرفض استغفار المعشوقة الغادرة، التي جاءت لتنكأ جرحاً قديماً في قلبه، لأنها تستدعي باستغفارها آلام الجراح التي تركتها في قلبه ذات يوم. وها هو ذا يخاطبها قائلاً:
    دعيني فقد أيقظتِ ما بي من الأسى / وهيّجتِ جرح الحبّ في قلبيَ الدامي
    غـدرتِ، وجئت الآن تستغفرينني / لنقضـك عهد الحبِّ من بعد إبرامِ
    لقد ضـلَّ عقلي فيك حيناً وها أنا / عرفتُ سبيل الحبّ من بعد تهيامي
    * * *
    وقد أبدعَ الشاعر الشهيد أيّما إبداع في تناول الموضوعات الإنسانية، وقد أعطى هذه الموضوعات التي تقوم على التأمل أبعاداً فلسفية ورومانسية، ومن ذلك رثاؤه الفريد للحمال الأعمى الذي وجده ميتاً على أحد أرصفة حيفا وبجانبه سَلَّتُهُ وحبله، فهو ضحية للاستغلال الذي لم يرحمه في حياته وفي مماته:
    قد عشتَ في الناس غريباً وها / قد متَّ بين الناس موت الغريب
    والناس، مذ كانوا، ذوو قسوة / وليـس للبائـس فيهم نصيب
    لو كنت في حبلك شـنّاقهم / لولولوا حزناً وشقّوا الجيـوب
    مثل هذا الاستغلال الذي جعل الحمال يعيش غريباً ويموت غريباً مكّن الشاعر من أن يفهم خيار أبي العلاء باعتزال الناس الذي لم يكتفِ بمحبسه القسري: العمى، بل جاوز ذلك إلى محبس اختياري يأمن فيه مشاهد البؤس والظلم. يقول عبد الرحيم في قصيدة بعنوان رهين المحبسين:
    أعمى وشاهدَ في الوجو / د مشـاهـداً هـزّت يقينَهْ
    ما المَلْكُ يستلبُ الضعا / فَ لآلـئاً زانـتْ جـبينـَهْ
    والزوجُ يغدُرُ زوجَـهُ / والخِـدنُ لا يرعـى خـدينَهْ
    أوليسَ في هذا لذي الـ / ـوجدان ما يُشجي شُجونَهْ؟
    هذا الاغتراب الذي لمسه الشاعر في حياة ذوي الوجدان قاده إلى الحديث عن هذا الإحساس الفريد الذي يعاني وطأته، في قصيدة لم يلتفت إليها الكثيرون على الرغم من أنها تعدّ من عيون الشعر العربي، تلك القصيدة التي تقدّم فلسفة الشاعر بهية ناصعة في مواجهة عالَمٍ ظلوم غشوم، فيقول:
    هل غير سيلٍ من دم دافقِ / يروي غليل الساخط الحانق؟
    أم غير لألاء الظُّبا والقنا / يزيل من قلبي دجى الغاسقِ؟
    كرهتُ ذا العالم هل مأبقٌ / في عـالم آخـر للآبـقِ؟
    ضاقت بي الدنيا، وإني بها / أضِيقُ، يا لي من فتى ضائقِ
    روحي عبء مثقل عاتقي / أيّانَ ألقي العبء عن عاتقي
    تغلو على الناس ولـكنني / أبيعـها للنّـاس بالدانـقِ
    فالشاعر بعد أن يقاسي ظلم هذا العالَم الآبق يبحث عن خلاصه الفردي الفلسفي، مثلما بحث عن خلاصه الجماعي في قصائده الوطنية، فينتظر الموت انتظار المشتاق، حتى لا يرى الفاسق، وقد اعتلى بين قومه، والكاذب، وقد نال في الحياة مشتهاه:
    متى أراني بتُّ طـيَّ الثرى / يسحقني بالكلكل الساحقِ؟
    وأغمضُ العينين عن عالمٍ / لا يعتلي فيـه سوى الفاسق
    يحظى به الكذّاب بالمشتهى / والتعسُ للمخلص والصادقِ
    ويطلق الشاعر أمنية كانت محتَبسةً في صدره، متمنياً أن يتغيّر منطق الحياة الذي يفرضه الظالمون على المظلومين، وينتفي فيه العدل، حالماً بأن يأتي يوم يحقُّ فيه الحقّ، فيسمو ذوو الأخلاق بأخلاقهم، ويهوي أصحاب الباطل في أسفل سافلين:
    يا منطقاً لم يُرْوَ عن عاقلٍ / العَيُّ خـير منـه للناطـقِ
    قد مُحِقَ العدلُ فلا عادلٌ / أما لهذي الناس من ماحقِ؟
    متى أرى الحقَّ وأصحابه / يعلـون من أدنى إلى شاهقِ؟
    وأُبصِر البُطْلَ وأربـابه / يهوون من أعلى إلى ساحقِ
    فإذا عاد الحقّ إلى أهله، وإذا تحققت العدالة، وإذا صهر العبيد قيود ذلهم، فإنَّ ذلك هو العيد الحقيقي لدى الشاعر الذي امتزجت معاناته بمعاناة الناس جميعاً، فها هو ذا يقول:
    إذا رقَّ إحساسنا في الوجودِ / وفاضت نفوسٌ لنا شاعره
    إذا ما صـهرنا قيود العبيد / بنارٍ من القوة القـاهـره
    إذا ما نعـمنا بلقيـا المنى / وقـوتِ رغـائبنا الحائره
    إذا كـان هـذا فثمة عيدٌ / وتلك مظـاهره الساحره
    كلمة أخيرة:
    لقد استطاع الشاعر الشهيد، من خلال حياة قصيرة، امتدت نحو خمسة وثلاثين عاماً أن يقدّم للقارئ العربي ديواناً شعرياً متميّزاً، يجد فيه قصائد تحيل على أعظم شعراء العربية ، وقصائد أخرى تقترب من لغة الناس اقتراباً مثيراً ، مستخدماً الأوزان الفخمة الجليلة، والأوزان الخفيفة الراقصة، فكان بذلك شاعراً شديد الغنى والتنوع، وإن اختصار استشهاده، وشعره ببيتين مشهورين (سأحمل روحي على راحتي/ وألقي بها في مهاوي الردى.... فإما حياة تسرّ الصديق/ وإما ممات يغيظ العدا) فيه ظلم شديد للشاعر وللأدب العربي، على حدّ سواء.

  2. #2
    رحمك الله يا شاعرنا الكبير عبدالرحيم محمود , له جنة الخلد إن شاء الله
    رهام

  3. #3
    احتفال ثقافي في عنبتا
    تخليداً لذكرى الشاعر عبد الرحيم محمود

    عدنان حطاب
    ٨ أيار (مايو) ٢٠١٣

    عقدت مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع، أمس، ندوة بعنوان: أثر عبد الرحيم محمود في الشعر الفلسطيني المقاوم "وذلك احتفالاً بمرور مئة عام على ميلاده، بمشاركة الشعراء: عبد الناصر صالح، ومفلح طبعوني وطارق عبد الكريم محمود.
    واحتشد عشرات الطلبة في قاعة المدرسة التي تحمل اسم الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في أجواء يغمرها الشوق واللهفة للاستماع إلى سيرة الشاعر الشهيد وأشعاره ومسيرته الوطنية والإبداعية.
    واستذكر مدير المدرسة، مروان ذوابي،أشعار عبد الرحيم محمود والأثر الذي تركته في نفوس وعقول شريحة الطلاب بالذات، الذين، ما زالوا يرددون أشعاره ويستلهمون تجربته في الدفاع عن وطنهم وشعبهم، مضيفاً أن أشعاره عكست الاهتمام الصادق لأهداف وغايات شعبنا الفلسطيني وهو يناضل من أجل استعادة حقوقه المشروعة.
    وقال الشاعر عبد الناصر صالح عضو المجلس الوطني الفلسطيني، مدير عام وزارة الثقافة، أن ما يميز شعر عبد الرحيم محمود هو الرومانسية، مشيراً أن ما يحرك الرومانسية أمران: أولهما الأسطورة الغنية التي وظفها في شعره وجعلته متفوقا له لونه الخاص ونكهته الخاصة، لنتعرف من خلالها على أهم الأحداث التي مر بها الشعب الفلسطيني في كافة مراحل نضاله منذ مطلع القرن الماضي، مؤكداً أن نبع الأساطير قد جف الآن، وأن التجريد قد طغى على النتاج الشعري الفلسطيني، وأشار إلى أن الأمر الثاني الذي يميز عبد الرحيم محمود هو الثورة، مؤكدا أن عبد الرحيم محمود كان شاعرا "ثائراً" ومشاركاً مشاركةً فعلية في النضال ضد أعداء شعبه، وأن هذه المشاركة جعلت الشعر يخرج من أحشائه الملتهبة ليؤثر على كل الحواس، وأن أبياته الشعرية الشهيرة هي تقدم باتجاه الروح وأساسه التفاعل مع الحواس، وأن الحسّي لديه تحول إلى روحي وهي ميزة لا تتوفر عند غيره من الشعراء.
    وتحدث الأستاذ طارق عبد الكريم محمود، ابن شقيق الشاعر عبد الرحيم محمود، عن مسيرة حياة عمه منذ ولادته عام 1913 وحتى استشهاده عام 1948، مستعرضاً مناسبات التكريم والفعاليات التي خلدته واستحضرت ذكراه. وقال: إن أول تكريم له كان من أهالي الناصرة الذين عرفوه وأحبوه فقاموا يوم استشهاده بتشييعه في جنازة مهيبة، وحرصوا أن يكون ضريحه مَعْلماً معروفاً، كما أن أهالي طولكرم وعنبتا خرجوا يوم استشهاده في جنازة رسمية، وألقى يومها الشاعر الفلسطيني حسن البحيري قصيدة مؤثرة.
    وأكد الأستاذ طارق عبد الكريم أن وزارة التربية والتعليم الأردنية قد أدرجت قصائد له في منهاج اللغة العربية، وكذلك فعلت وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية وعدد من مثيلاتها في الدول العربية، مضيفاً أنه في عام 1956، أقيم في العاصمة الأردنية عمان حفل لإحياء ذكراه تحدث فيه كل من الأساتذة: قدري طوقان وإسحاق موسى الحسيني وأكرم زعيتر ووهيب البيطار وراضي عبد الهادي وسيف الدين الكيلاني وعبد الرؤوف حمزة، كما خصصت الإذاعات والتلفزيونات العربية عدة برامج عن الشاعر الشهيد، وقال عدد كبير من الشعراء قصائد فيه، وصدرت عدة دواوين له في طبعات مختلفة وأقيمت أيام دراسية للحديث عنه، كما صدرت مجموعة من المؤلفات تتحدث عن مسيرته النضالية والأدبية، وأطلق اسمه على مدارس في عنبتا ونابلس، وعلى شوارع في عنبتا ونابلس وعمان، ومنذ البدء باحتفالات مئوية الشاعر،هذا العام، أقيمت لقاءات وندوات أدبية كثيرة في كل مكان من فلسطين.
    وأشار الشاعر مفلح طبعوني، ممثل مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، إلى المكانة التي يتبوأها الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، في قلوب أبناء الناصرة الذين أحبّوه وأحبَّهم، فعاش في قلوبهم ووجدانهم وعاشوا في قلبه ووجدانه حتى آخر قطرة سالت من دمه، مضيفاً أن ذاكرة أبناء الشعب الفلسطيني ما زالت خصبة ثرية تحفظ عهود ومواثيق المخلصين وروائحهم العطرة الفوّاحة التي لا تزال تأتينا مع نسيم الصباح العليل، ونشتم عبيرها العذب في كل آن.وأشار طبعوني إلى العلاقة النضالية الرفاقية التي جمعت عبد الرحيم محمود مع قوى شعبنا الوطنية منذ مطلع الأربعينات من القرن الماضي وخاصة عصبة التحرر الوطني والقائد الأممي فؤاد نصار بالذات، وآخرين ممن حملوا راية النضال والدفاع عن حقوق شعبهم عقوداً من الزمن، وما زال أبناؤهم وأحفادهم يحملون نفس الراية حتى يتحقق الهدف الذي دفع الشاعر عبد الرحيم محمود روحه من أجله. وأكد الشاعر مفلح طبعوني أن الشاعر عبد الرحيم محمود، كشاعر ثوري ومناضل تقدمي، سجّل في كتاب فلسطين صفحات نضالية وثقافية مشرقة، مضيفاً: أننا الآن نجلس حول مائدة واحدة بحضور عبد الرحيم محمود، هذه المائدة يحفها الإخلاص والوفاء ويضيء من خلالها الوجه المشرق للشاعر الشهيد وهو يقرأ أشعاره مُعبِّراً عن خالص إرادته وعهده لوطنه بانتصار الحق على الباطل وانطلاق كافة خيول الحرية من قيودها، مفاخراً بشعبه ونضاله الدؤوب من أجل الحرية والعودة، ومطالباً بإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني وتكريس الوحدة الوطنية ومبادئ الحوار والأخوة الكفاحية وتمتين الجبهة الداخلية لدرء أي عدوان غاشم يستهدف أرضنا وشعبنا وتاريخنا وثقافتنا.
    وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، أقدمت، مؤخراً،على تنظيم وإحياء الأُمسيات والندوات الثقافية تخليداً لذكرى الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، وأصدرت كتاباً في الذكرى الخمسين لاستشهاده بعنوان: "عبد الرحيم محمود شاعراً ومقاتلاً"، وعكفت هذه المؤسسة لمناسبة مرور مئة عام على ميلاد عبد الرحيم محمود على وضع وتنفيذ الخطط والبرامج الشعرية والثقافية احتفالاً بهذا الشاعر والرمز الثقافي والوطني الكبير"وهي من المؤسسات الناشطة في جمع وتوثيق تراث الشعراء والمناضلين الفلسطينيين الذين أسهموا في نشر رسالة الثقافة الوطنية والإبداعية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
    http://www.diwanalarab.com/spip.php?article37133

  4. #4
    احتفال ثقافي في عنبتا
    تخليداً لذكرى الشاعر عبد الرحيم محمود

    عدنان حطاب
    8 أيار (مايو) 2013

    عقدت مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع، أمس، ندوة بعنوان: أثر عبد الرحيم محمود في الشعر الفلسطيني المقاوم "وذلك احتفالاً بمرور مئة عام على ميلاده، بمشاركة الشعراء: عبد الناصر صالح، ومفلح طبعوني وطارق عبد الكريم محمود.
    واحتشد عشرات الطلبة في قاعة المدرسة التي تحمل اسم الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في أجواء يغمرها الشوق واللهفة للاستماع إلى سيرة الشاعر الشهيد وأشعاره ومسيرته الوطنية والإبداعية.
    واستذكر مدير المدرسة، مروان ذوابي،أشعار عبد الرحيم محمود والأثر الذي تركته في نفوس وعقول شريحة الطلاب بالذات، الذين، ما زالوا يرددون أشعاره ويستلهمون تجربته في الدفاع عن وطنهم وشعبهم، مضيفاً أن أشعاره عكست الاهتمام الصادق لأهداف وغايات شعبنا الفلسطيني وهو يناضل من أجل استعادة حقوقه المشروعة.
    وقال الشاعر عبد الناصر صالح عضو المجلس الوطني الفلسطيني، مدير عام وزارة الثقافة، أن ما يميز شعر عبد الرحيم محمود هو الرومانسية، مشيراً أن ما يحرك الرومانسية أمران: أولهما الأسطورة الغنية التي وظفها في شعره وجعلته متفوقا له لونه الخاص ونكهته الخاصة، لنتعرف من خلالها على أهم الأحداث التي مر بها الشعب الفلسطيني في كافة مراحل نضاله منذ مطلع القرن الماضي، مؤكداً أن نبع الأساطير قد جف الآن، وأن التجريد قد طغى على النتاج الشعري الفلسطيني، وأشار إلى أن الأمر الثاني الذي يميز عبد الرحيم محمود هو الثورة، مؤكدا أن عبد الرحيم محمود كان شاعرا "ثائراً" ومشاركاً مشاركةً فعلية في النضال ضد أعداء شعبه، وأن هذه المشاركة جعلت الشعر يخرج من أحشائه الملتهبة ليؤثر على كل الحواس، وأن أبياته الشعرية الشهيرة هي تقدم باتجاه الروح وأساسه التفاعل مع الحواس، وأن الحسّي لديه تحول إلى روحي وهي ميزة لا تتوفر عند غيره من الشعراء.
    وتحدث الأستاذ طارق عبد الكريم محمود، ابن شقيق الشاعر عبد الرحيم محمود، عن مسيرة حياة عمه منذ ولادته عام 1913 وحتى استشهاده عام 1948، مستعرضاً مناسبات التكريم والفعاليات التي خلدته واستحضرت ذكراه. وقال: إن أول تكريم له كان من أهالي الناصرة الذين عرفوه وأحبوه فقاموا يوم استشهاده بتشييعه في جنازة مهيبة، وحرصوا أن يكون ضريحه مَعْلماً معروفاً، كما أن أهالي طولكرم وعنبتا خرجوا يوم استشهاده في جنازة رسمية، وألقى يومها الشاعر الفلسطيني حسن البحيري قصيدة مؤثرة.
    وأكد الأستاذ طارق عبد الكريم أن وزارة التربية والتعليم الأردنية قد أدرجت قصائد له في منهاج اللغة العربية، وكذلك فعلت وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية وعدد من مثيلاتها في الدول العربية، مضيفاً أنه في عام 1956، أقيم في العاصمة الأردنية عمان حفل لإحياء ذكراه تحدث فيه كل من الأساتذة: قدري طوقان وإسحاق موسى الحسيني وأكرم زعيتر ووهيب البيطار وراضي عبد الهادي وسيف الدين الكيلاني وعبد الرؤوف حمزة، كما خصصت الإذاعات والتلفزيونات العربية عدة برامج عن الشاعر الشهيد، وقال عدد كبير من الشعراء قصائد فيه، وصدرت عدة دواوين له في طبعات مختلفة وأقيمت أيام دراسية للحديث عنه، كما صدرت مجموعة من المؤلفات تتحدث عن مسيرته النضالية والأدبية، وأطلق اسمه على مدارس في عنبتا ونابلس، وعلى شوارع في عنبتا ونابلس وعمان، ومنذ البدء باحتفالات مئوية الشاعر،هذا العام، أقيمت لقاءات وندوات أدبية كثيرة في كل مكان من فلسطين.
    وأشار الشاعر مفلح طبعوني، ممثل مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، إلى المكانة التي يتبوأها الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، في قلوب أبناء الناصرة الذين أحبّوه وأحبَّهم، فعاش في قلوبهم ووجدانهم وعاشوا في قلبه ووجدانه حتى آخر قطرة سالت من دمه، مضيفاً أن ذاكرة أبناء الشعب الفلسطيني ما زالت خصبة ثرية تحفظ عهود ومواثيق المخلصين وروائحهم العطرة الفوّاحة التي لا تزال تأتينا مع نسيم الصباح العليل، ونشتم عبيرها العذب في كل آن.وأشار طبعوني إلى العلاقة النضالية الرفاقية التي جمعت عبد الرحيم محمود مع قوى شعبنا الوطنية منذ مطلع الأربعينات من القرن الماضي وخاصة عصبة التحرر الوطني والقائد الأممي فؤاد نصار بالذات، وآخرين ممن حملوا راية النضال والدفاع عن حقوق شعبهم عقوداً من الزمن، وما زال أبناؤهم وأحفادهم يحملون نفس الراية حتى يتحقق الهدف الذي دفع الشاعر عبد الرحيم محمود روحه من أجله. وأكد الشاعر مفلح طبعوني أن الشاعر عبد الرحيم محمود، كشاعر ثوري ومناضل تقدمي، سجّل في كتاب فلسطين صفحات نضالية وثقافية مشرقة، مضيفاً: أننا الآن نجلس حول مائدة واحدة بحضور عبد الرحيم محمود، هذه المائدة يحفها الإخلاص والوفاء ويضيء من خلالها الوجه المشرق للشاعر الشهيد وهو يقرأ أشعاره مُعبِّراً عن خالص إرادته وعهده لوطنه بانتصار الحق على الباطل وانطلاق كافة خيول الحرية من قيودها، مفاخراً بشعبه ونضاله الدؤوب من أجل الحرية والعودة، ومطالباً بإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني وتكريس الوحدة الوطنية ومبادئ الحوار والأخوة الكفاحية وتمتين الجبهة الداخلية لدرء أي عدوان غاشم يستهدف أرضنا وشعبنا وتاريخنا وثقافتنا.
    وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع في الناصرة، أقدمت، مؤخراً،على تنظيم وإحياء الأُمسيات والندوات الثقافية تخليداً لذكرى الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، وأصدرت كتاباً في الذكرى الخمسين لاستشهاده بعنوان: "عبد الرحيم محمود شاعراً ومقاتلاً"، وعكفت هذه المؤسسة لمناسبة مرور مئة عام على ميلاد عبد الرحيم محمود على وضع وتنفيذ الخطط والبرامج الشعرية والثقافية احتفالاً بهذا الشاعر والرمز الثقافي والوطني الكبير"وهي من المؤسسات الناشطة في جمع وتوثيق تراث الشعراء والمناضلين الفلسطينيين الذين أسهموا في نشر رسالة الثقافة الوطنية والإبداعية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
    http://www.diwanalarab.com/spip.php?article37133

المواضيع المتشابهه

  1. إلا الرحيل ............ للشاعر : عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-16-2013, 04:40 AM
  2. رحم حاضنة / عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-06-2011, 07:26 PM
  3. فلوس / عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-03-2011, 08:23 AM
  4. حب : عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-15-2011, 01:18 PM
  5. آخر زمن/ عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 11:27 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •