المناهج الجديد.. ما زالت تعاني مشكلة الإقناع.. الحقائب المدرسية.. مطلوب حمالين بعرباتهم لفلذات أكبادنا الطلبة كحل مؤقت لحين العثور على وسيلة تحمي ظهورهم ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيسيريانديز – إبراهيم غيبور
صحيح أن الأرقام الواردة هنا ليست رسمية وغير دقيقة نسبياً، ولكن يمكن القول أنها تحتمل الزيادة والنقصان، فالمعلومة التي لم تثر انتباه أحد من المهتمين، تفيد بأنه يبلغ إجمالي عدد ما يحمله طلبة المدارس في مرحلة التعليم الأساسي وخاصة للصفوف التي بدأت بتطبيق المناهج الجديدة التي أقرتها وزارة التربية بداية العام الدراسي الجاري ما مجموعه بين 10 – 16 كتاب ودفتر يومياً ضمن الحقيبة المدرسية، بحيث يصبح وزن الحقيبة متراوحاً بين 5- 8 كغ، علماً أنه وزن ثقيل بالنسبة لأعمار وأحجام طلبة مرحلة التعليم الأساسي.
وهذا ما جعل معظم الأهالي فضلاً عن أبنائهم الطلبة يشتكون من الوزن الزائد لحقائبهم المدرسية، متسائلين هل برنامج الحصص المدرسية اليومي يقتضي من أبنائهم حمل هذا الكم الهائل من الكتب والدفاتر؟؟ واعون في الوقت ذاته لبعض المخاطر الصحية التي يمكن أن تلحق الضرر بأبنائهم من حيث تأثيرها على استقامة العمود الفقري وبالتالي تعرضه للنقوس مع مرور الوقت، فضلاً عن آلام الرقبة والكتفين والرأس، التي بدأ بعض الطلبة بالبوح لشعورهم بشيء من تلك الأعراض التي تسببها هذه الحقيبة الثقيلة، فمنذ متى اعتدنا على رؤية الطالب وهو يحمل ما معدله ثلث وزنه من الكتب والدفاتر داخل الحقيبة؟
مصدر قلق واهتمام ...
فعندما أقرت وزارة التربية المناهج الجديدة لم تراعي هذه الناحية، أو تلافيها أو ضبطها عن طريق وضع البرنامج اليومي للطلبة أو إيجاد طريقة أخرى قد تفي بغرض الابتعاد عن الأضرار الصحية التي ذكرت سلفاً، بل اعتمدت طريقة المناهج الجديدة على زيادة عدد الدفاتر الملحقة بكل كتاب، وهذا ما شكل وزناً إضافياً جديداً يضاف إلى عدد الساعات الطويلة التي يقضيها الطالب في المدرسة وبأشكال مختلفة من وضعيات الجلوس التي تفتقد معظمها إلى السلامة الصحية.
ولكي نبين لوزارة التربية التي ينبغي عليها التوجيه بما يستوجب لضمان صحة طلبة المدارس بأن هذا الأمر بات يشكل مصدر قلق واهتمام، فإننا نقول أنه تشير المعلومات الطبية إلى أن التلميذ الذي يقوم بحمل حقيبته المدرسية المثقلة بالكتب والدفاتر يومياً وعلى كتف واحدة، سيصاب بأضرار بالغة بعموده الفقري وكذلك قوامه، وإن ذلك سيؤدي على المدى البعيد إلى الإصابة بضعف وظيفي في بعض المناطق من العمود الفقري ناهيك عن حدوث آلام مزمنة، إلى جانب حدوث بعض الانزلاقات الغضروفية أو نشوء وسائد مليئة بالماء بين عظام الفقرات ما يؤدي مستقبلاً إلى الإصابة بترقق العظام.
دراسة طبية تحذر..
أظهرت دراسة أميركية حملت عنوان "صلة الحقائب المدرسية بآلام الظهر عند المراهقين" أجريت بخصوص حمل التلاميذ للحقائب المدرسية الثقيلة على الظهر أو الكتف أن التغيرات الصحية في وضع الجسم تتعاظم باستمرار إذا كان وزن الحقيبة يزيد على 10% إلى 15% من وزن جسم التلميذ، وتقول الدراسة إن الآم الظهر تتضاعف خلال فترة المراهقة بنسبة 50% بسبب حمل المراهقين حقائب مدرسية مليئة بالكتب المدرسية الثقيلة، فما الذي سيستنتجه باحث في حال رؤيته لطالب سوري مدرسي في مرحلة التعليم الأساسي وهو يقلب حقيبته على أكتافه يمنة أحياناً ويسرة حيناً آخر، وهل سيحصي عدد الاستراحات التي سيتوقف بها الطالب أثناء ذهابه إلى المدرسة واضعاً حقيبته على الأرض لثقلها؟
فمسألة الحقيبة المدرسية الثقيلة تلقي بظلالها على القطاع التربوي أولاً الذي لم يعي حتى الآن أهمية تطبيق فعلي لبرنامج الحصص المدرسية، كذلك للأضرار التي يمكن أن تلحق بالطلبة جراء حمل هذا العدد من الدفاتر والكتب التي تكتظ بها حقائبهم المدرسية، فهل يحتاج طالب التعليم الأساسي لحمل نحو 10 أو 12 أو 14 كتاب ودفتر يومياً..؟


سيريانديزالسبت 2010-10-23
13:04:55