منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6

العرض المتطور

  1. #1

    سوريا ،، ثوار التصحيح أم عصابات التغيير ؟؟ !!!

    سوريا ،، ثوار التصحيح أم عصابات التغيير ؟؟ !!!
    الثورة هي محاكمةٌ للعصر، للعهد، وللنظام ،،، للخروج بشهادةٍ عادلةٍ على العصر ...
    (قبل الدخول في الموضوع أحب أن أنوه إلى حقيقة أنني لست سورياً، أنا فلسطيني، عربي، مسلم، في النهاية أنا إنسان) .
    لعل من المسلمات أن غالبية الأنظمة العربية، قمعية، بوليسية التعامل مع الحدث المحلي، بل إن بعضها عميلٌ يتقاضى راتبه من وكالة المخابرات الأميركية، ولا داعي هنا لتعداد السمات التي تصبغ هذه الأنظمة، فهذا موضوعٌ آخر .
    ولكن، علينا أن ننطق بكل ما نعرف إن كنا نعتبر ما نكتبه أمانةً، تقرأها الأجيال وليس الجيل الحالي فقط .
    أنا لست مع أي نظام عربي، بل ضد هذه الأنظمة بكل تشكيلاتها المشوّهة، ولست بصدد الدفاع عن أي نظام منها بقدر ما أنا بصدد توضيح الأمور الإيجابية والسلبية على السواء حسبما يمليه علي ضميري وحسبما تمليه المعطيات، والحسابات الاستراتيجية والوطنية والدينية .
    أعتقد ـ وهذا من البديهيات ـ أن الأمور تُحكَم بنتائجها، بمعنى أن النتيجة الطيبة هي حتمية الفعل الصائب والعكس بالعكس .
    نحن جميعاً مع الثورات العربية، مع التغيير للأفضل، مع الثورة التي من شأنها تصحيح الأوضاع المتردية في العالم العربي، وتصويب المسارات السياسية والاجتماعية والثقافية في الدول العربية، شرط أن تتوافر في هذه الثورة عناصر التحضر والسلمية، والإيجابية، وتوجيه المعاول نحو البناء لا الهدم، والابتعاد عن الفوضوية والارتجال، وعدم تتبع المغرضين الذين لا يخلو ميدانٌ ثوريٌ منهم، لتوجيه الثورة إلى الوجهة الخطأ، والاقتراب من الوعي الثوري الخلاّق، والتمثل بأخلاقيات الثائر الحريص على وحدة ورفعة بلده، فالوطن وطنه هو، وحضنه وملعب طفولته ومستقر أحلامه وطموحاته .
    والنظام السوري قد لا يختلف عن باقي الأنظمة العربية من حيث الحكم الأبوي، والتعامل القمعي، واعتقال الحريات، إلى ما قبل (بشار)، مع العلم أن لكل عهدٍ خصوصيته السياسية والاجتماعية والمناخ الذي نشأ فيه فكراً ونهجاً تبعاً للتفاعلات السياسية والأمنية والعلمية والعصرية، الإقليمية منها والدولية .
    فالقول بأن عهد الرئيس بشار الأسد، عهدٌ يشوبه الخلل الداخلي بكل أبعاده الحياتية، ربما يكون صحيحاً إلى حد ما، باعتراف الرئيس نفسه الذي أقر الكثير من الإصلاحات السياسية والأمنية والاجتماعية، فالإصلاح لا يكون إلا إذا كان هناك ما يوجبه، وهذا اعترافٌ ضمني من الرئيس بأن هناك خللاً ينبغي علاجه، ولكن القول بأن بشار الأسد يلعب على خيوط المقاومة ويخدع شعبه بشعارات وطنيةٍ زائفة، ويمتلك قدرةً على اعتماد الثورةٍ الخطابية، ومقدرةً على التضليل، هو قولٌ مجافٍ لواقع الحال، أريدَ منه صب الزيت على النار، وتأجيج الشارع السوري، الذي يعاني أوضاعاً اقتصاديةً واجتماعيةً وأمنيةً صعبة، هي انعكاسٌ لمخلفات الوضع العربي الذي كان مخلخلاً بفعل الحروب مع العدو الصهيوني، وما تلا ذلك من حقبة عدم استقرارٍ سياسيٍ أمنيٍ داخلي، تمثل في الانقلابات والثورات العربية المختلفة، كثورة الضباط الأحرار في مصر، والحركة التصحيحية في سوريا، ما دعا الأنظمة العربية التي تعرضت لتلك الهزات إلى فرض الأحكام العرفية وقوانين الطواريء، ولعل سوريا كانت أكثر الدول تعرضاً لمثل هكذا هزاتٍ أمنيةٍ وسياسيةٍ .
    فقد تولى بشار الحكم في ظل تَرِكةٍ ثقيلةٍ معقدة، أمنياً وسياسياً، إضافةً إلى وجود الحرس القديم الذي يراوح مكانه على كافة الصعد من حيث التعاطي مع المستجدات الدولية والإقليمية، فكان على الدكتور بشار السير بخطواتٍ بطيئةٍ، حذرةٍ، محسوبةٍ مبرمجةٍ وممنهجة، باتجاه الإصلاح السياسي الذي بدأه، ورغم ذلك فقد أنجز الكثير منه بشهادة السوريين الذين لا ينتمون لحزب البعث أو للحزب القومي الاجتماعي، ولا لغيره، بل أولئك السوريين العاديين وإن كانوا يمثلون شريحةً مثقفةً واعية، والكثير منهم تربطني به شخصياً علاقات صداقةٍ وأخوّة، ولنا أن نحاكم العهد (البشاري)ـ إن جازت التسمية ـ بالنتائج التي هي الحُكم على الفعل كما أسلفنا .
    ـ فحركة البناء الوطني والتي تتمثل بالبنى الاقتصادية المستقلة وشبه المستقلة من صناعات وامتيازات، هي نتيجة إرادةٍ صلبةٍ للاعتماد على الذات، والتحول إلى الإنتاج بدل البقاء رهينة الاستهلاك، وهذا من المسلّمات، أليس كذلك ؟
    ـ وإنشاء المفاعلات النووية لكافة الأغراض بما فيها العسكرية باعتراف العدو قبل الصديق، ذاك العدو الذي قام بمهاجمة وقصف أحد هذه المفاعلات، فهذا نتيجةٌ حتميةٌ لنهجٍ وطنيٍ قوميٍ واعٍ ، وهذا من المسلّمات، أليس كذلك ؟
    ـ وعدم وجود ديون سورية خارجية تُذكَر، والمحافظة على البلد من الانحدار في هوة القروض الدولية ورهن قرار الدولة السياسي للبنك الدولي، وبالتالي للغرب، هو نتيجةٌ طبيعيةٌ للعمل على تماسك البلد، واستقلالية قراره السياسي، وهذا من المسلّمات، أليس كذلك ؟
    ـ وبالتالي، فالوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن السوري، والوضع الأمني الحساس، هما نتيجةٌ طبيعيةٌ لتراكمات الخلخلة الاقتصادية الناتجة عن الإرهاق السياسي في معادلة الصراع العربي الصهيوني الطويل، والذي قاد سوريا إلى سباق التسلح، وإنجاز التوازن العسكري والاستراتيجي مع العدو، ذلك السباق الذي استنزف وما زال يستنزف جزءاً كبيراً من الثروات والدخول السورية، وهما أيضاً نتيجةٌ طبيعيةٌ للإنفاق التصنيعي، وتحديث الأدوات النهضوية، الذي تفرضه النهضة الاقتصادية ومرحلة الإصلاح الجارية، والتي ستأتي بالنتائج الإيجابية العظيمة على المدى البعيد، أليس كذلك ؟؟
    يحلو للبعض اتهام سوريا بالتخاذل عن تحرير هضبة الجولان المحتلة، بل والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك، متهماً النظام السوري بالاتفاق مع العدو الصهيوني (من تحت الطاولة)، على عدم تحرير الجولان، لإثارة الفتنة والبلبلة بين أبناء الوطن الواحد، وتثوير المواطنين البسطاء وقيادتهم لفرض واقعٍ فوضوي عنيف، في محاولاتٍ تخريبية مشبوهةٍ لا علاقة لها بالثورات الصادقة، كما حدث في درعا واللاذقية، حيث تم القبض على عصاباتٍ تعمل على ذلك .
    فسوريا أثبتت أكثر من مرة أنها حليفة النهج الثوري المقاوم وعلى مدى السنين الخوالي، من أجل تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة، أو على الأقل تحرير الجولان السوري، والدليل على ذلك هو (6/تشرين الأول 1973م)، فالسؤال المنطقي ،،، هل أتيح المناخ الإقليمي والعربي والدولي، لسوريا كي تحرر الجولان ولم تفعل ؟ بالعكس فحين أتيحت الفرصة في حرب تشرين سنة 1973، وكان هناك من يعاضد سوريا في الحرب كمصر التي خاضتها معها عسكرياً (مع أن مصر السادات تبين فيما بعد أن حربها لم تكن تحريرية بل تحريكية، باتجاه كامب ديفيد)، وحين دخول النفط العربي إلى ساحة المعركة، وتكاتف العرب شعوباً وحكومات في ذلك الوقت، تم تحرير سيناء، ومدينة القنيطرة السورية، وكان من الممكن تحرير الجولان كاملاً، إذا علمنا أن القوات السورية وصلت إلى مشارف طبريا، لولا قرار وقف إطلاق النار المفاجيء من قِبَل مصر، واتصال الرئيس المصري أنور السادات بنظيره السوري حافظ الأسد، مفاجئاً إياه بقرار وقف الحرب، هذا القرار المتمخض عن الـ(حركة المشبوهة لما سمي ثغرة الدفرسوار التي نفذ منها الجيش الإسرائيلي بقيادة شارون، ومحاصرة الجيش المصري بعد أن كان هو المسيطر على مجريات الأمور) وما تلا ذلك من تحركات دبلوماسية وعسكرية أميركية وغربية للالتفاف على النصر العربي في تلك الحرب، والضغط على الجانب العربي، من أجل الإنسحاب من المناطق التي تم تحريرها، واستقدام قوات الفصل الدولية .
    من هنا كان على النظام السوري اتباع نهجٍ جديدٍ في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، يتمثل في الاعتماد ـ قدر الإمكان ـ على الذات السورية ومن يلتف حولها من حركات المقاومة والتحرر في العالم العربي .
    فكان القرار الضمني فيما يتعلق بالمقاومة هو المقاومة غير المباشرة، والمتمثلة برعاية حركات التحرر العربية ودعمها، كما حصل مع حزب الله الذي استطاع بفعل هذا الدعم السياسي والمعنوي، وغض الطرف السوري عن الدعم المادي الإيراني تسليحاً وتمويلاً، استطاع تحرير الجنوب اللبناني وطرد إسرائيل منه نهائياً، إضافةً إلى احتضان سوريا لقوى اليسار الفلسطيني ذي الرؤية الكفاحية، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي اللتين تنتهجان خط المقاومة (وإن كان هناك أكثر من علامة استفهام حول نهج حماس) .
    قد يقول قائلٌ : إذا كان حزب الله وهو القوة الصغيرة جداً بالمقارنة مع سوريا من حيث الإمكانات العسكرية، والحجم الديمغرافي، قد استطاع تحرير الجنوب، فما بال سوريا لا تستطيع تحرير الجولان ؟؟؟
    الجواب هو : أن سوريا تحتاج في حربٍ كهذه غطاءً عربياً وإسلامياً سياسياً وعسكرياً، إذا أخذنا بعين الاعتبار الميزان العسكري لسوريا العارية وحدها في ساح الصراع، وإسرائيل المدعومة بالولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم، وبالغرب الاستعماري، والمدججة بالعملاء من حولنا، ناهيك عن خصوصية المعركة وأبعادها وانعكاساتها السلبية على الأمة العربية كلها لو حصلت ؟؟؟؟ والعراق أكبر شاهدٍ على هذا، وقد كان العراق أعظم قوةً وأكثر تقدماً علمياً وعسكرياً من سوريا، بما يمتلك من ثرواتٍ نفطيةٍ وطبيعيةٍ وبشرية، أهّلته ليكون في مصاف الدول المؤثرة الفاعلة في المنطقة، ورغم كل تلك الإمكانيات رأينا ما حصل للعراق والعراقيين وللتاريخ الحضاري العراقي، وللجغرافيا العراقية، وللنسيج الاجتماعي العراقي .
    فالمعركة مع حزبٍ تختلف كلياً عن المعركة بين دولتين، من حيث طبيعة المعركة، ونوع السلاح الذي سيتم استخدامه، واتساع رقعة الحرب لتصل إلى أمداءٍ لا يمكن التكهن بنتائجها، بل نكاد نجزم بسلبية النتائج في ظل سباتٍ عربيٍ وتراجعٍ في القيم الإرادية لدى الأنظمة العربية، وركودٍ في العزيمة العربية، واسترخاءٍ في الطاقات العربية والإسلامية .
    أم أن المطلوب انتحارٌ سوريٌ على أعتاب الرغبات المشبوهة كي يرضى الناس عن الرئيس بشار الأسد ؟؟ وصدقاً أنا لا أدافع عن النظام السوري، بل إن لديّ من الملاحظات عليه الكثير، ولكن كما قلنا، هذا الكلام للحق والتاريخ، ويعالج موضوعاً بعينه، أما في مواضيع أخرى لا مجال لخلطها بهذا الآن، فانا ضد النظام السوري من الألف إلى الياء .
    ثم نقول لهؤلاء الأبواق المتقوقعة في العواصم الغربية والمتسلحة بشعارات التحرير، الذين (يدحشون) شعار تحرير الجولان كمبررٍ للثورة : لو افترضنا أن الشعب السوري أطاح بالرئيس بشار الأسد ـ لا قدر الله ـ وتسلم زمام الأمور في سوريا، فهل هو قادرٌ في ظل ما ذكرنا على تحرير الجولان ؟ بل هل تستطيع شخصيات (المعارضة) المسترخية على الفُرُش الوثيرة في أوروبا وأميركا، والمتلهية بعلك الشعارات الوطنية، وإصدار الأوامر للشعوب، هل تستطيع هذه الأشياء المدعوة زوراً (معارضة) تحرير الجولان ؟
    وهل تملك هذه المعارضة التي تطلق سهامها المسمومة من باريس ولندن وواشنطن حتى النية لتحرير الجولان ؟؟ ثم ماذا تفعلون في هذه العواصم الاستعمارية ولماذا ترضى عنكم حكوماتها ؟؟ هل وصل الاستخفاف بعقول الناس لدرجة أن ننسى المعارضة العراقية التي كانت قابعةً في واشنطن ولندن وباريس و(شرّفت) على الدبابة الأميركية ؟؟
    وهل يحرك الثائر ثورته دون أن يعلو الغبار كفيه ؟؟
    وهل يثور الثائر وهو يجلس في أضواء باريس على أريكةً ثمنها يكفي عشرة أسرٍ لمدة شهرٍ كامل ؟ ويملأ الدنيا صراخاً بل نباحاً : ثوروا يا أشراف سوريا، ثوروا يا أحرار سوريا، مع العلم أنه على خصامٍ دائمٍ وأبديٍ مع الشرف ؟
    وهل يثور الثائر وهو يروج الأكاذيب على صفحات الفيسبوك وتويتر، كالدجال العاهر المدعو (عامر العظم) ؟؟
    اتقوا الله يا أهل سوريا في وطنكم، وفي رئيسكم، بل في أنفسكم، فلا تظنوا أن الثورة المزورة المشبوهة ستقودكم إلى خير، بل إلى التقسيم والتجزئة، والضياع .
    وشتان شتان بين من يحضر على أكتاف الجماهير، وبين من يحضر على الدبابة الأميركية !!!

  2. #2

    رد: سوريا ،، ثوار التصحيح أم عصابات التغيير ؟؟ !!!

    قرأتُ هنا مقالاً يستحق الثناء .. لما فيه من تمحيصٍ للحقائق وتفنيدٍ للأمور
    من أخٍ فلسطيني ذو فكرٍ قومي حر .. بكل ما في المعنى من كلمة

    نعم .. ليس حجةً على سورية أنها لم تحرر الجولان .. ولكن
    هي من محور الممانعة .. وهذا يكفيها حتى تكون ملاذاً لكل عربي حر .. من أي اتجاهٍ كان

    قلت في إحدى قصائدي:


    صهاينةٌ جاسوا بِنيلي وجِيزتي


    ومُعلَنُ ما في القولِ أني أنا حرُّ



    فيا ليتها سيناءُ لم تُستَعَدْ ولم


    أجِدْ جُلَّ أحبابي كرامَتُهُمْ هَدْرُ

  3. #3

    رد: سوريا ،، ثوار التصحيح أم عصابات التغيير ؟؟ !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور طاهر سماق مشاهدة المشاركة
    قرأتُ هنا مقالاً يستحق الثناء .. لما فيه من تمحيصٍ للحقائق وتفنيدٍ للأمور
    من أخٍ فلسطيني ذو فكرٍ قومي حر .. بكل ما في المعنى من كلمة

    نعم .. ليس حجةً على سورية أنها لم تحرر الجولان .. ولكن

    هي من محور الممانعة .. وهذا يكفيها حتى تكون ملاذاً لكل عربي حر .. من أي اتجاهٍ كان

    قلت في إحدى قصائدي:


    صهاينةٌ جاسوا بِنيلي وجِيزتي


    ومُعلَنُ ما في القولِ أني أنا حرُّ



    فيا ليتها سيناءُ لم تُستَعَدْ ولم


    أجِدْ جُلَّ أحبابي كرامَتُهُمْ هَدْرُ
    الأخ الدكتور طاهر رعاه الله ،،،
    كم سعدت بمرورك الكريم، وكم أشكرك سيدي على كلماتك الراقية بحقي، وكن على ثقةٍ أنني ومن خلال أبياتك الغنية هذه، عرفت نقاء سريرتك، وطيب معدنك يا فاضل ...
    كلي امتنان وعرفان لك أخي، وحمى الله بلادنا من كل سوء ...
    أخوك : حمزة السريجي - فلسطين

  4. #4

    رد: سوريا ،، ثوار التصحيح أم عصابات التغيير ؟؟ !!!

    تحية سريعة من غزة:
    ************
    مقالان منقولان للحوار:

    ادونيس حسن:

    لماذا في حوران \ درعا\ يحدث ما حدث؟



    للإجابة على هذا السؤال نقول :



    " الجولان" كما جنوب لبنان , وكما فلسطين ذاتها , كان محط أطماع الصهيونية منذ وقت طويل .



    وإذا كانت هذه الأطماع قد أخذت تتجسد وتأخذ طريقها للتنفيذ منذ قيام " الدولة " الصهيونية عام 1948 فان خلفياتها التاريخية وجذورها تعود إلى ما قبل قيام " الدولة بزمن غير يسير .



    لنتفحص هنا على سبيل المثال لا الحصر عددا من الوثائق والتصريحات الصهيونية , التي تعود جميعها إلى ما قبل 1948 , والتي تؤكد حقيقة هذه الأطماع وجذورها تاريخيا .



    في عام 1921 كتب المؤلف الصهيوني الأمريكي هوارس ميير كالين , في كتابه " الصهيونية والسياسة العالمية " يقول : " .. إن مستقبل فلسطين بأكمله هو بأيدي الدولة التي تبسط سيطرتها على الليطاني واليرموك ومنابع الأردن " . وقبل ذلك كان بن غوريون قد رسم في عام 1918 تصوره لحدود الدولة الصهيونية على الشكل التالي :



    " تضم النقب برمته , ويهودا والسامرة , والجليل وسنجق حوران وسنجق الكرك ( معان والعقبة ) وجزء من سنجق دمشق ( أقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا )



    وجاء في المذكرة التي تقدمت بها المنظمة الصهيونية العالمية غلى المجلس الأعلى لمؤتمر السلام في باريس , في 3 شباط عام 1919 , والتي أوضحت فيها معالم الحدود التي تريدها للدولة الصهيونية , ما يلي



    : " .. وجبل الشيخ هو أبو المياه الحقيقي بالنسبة لفلسطين , ولا يمكن فصله عنها بدون إنزال ضربة جذرية بحياتها .. فيجب إذن أن يبقى تحت سيطرة أولئك الذين هم أرغب وأقدر على إعادته إلى نفعه الأقصى "



    وفي 16 شباط عام 1920 بعث ممثل الصهيونية الأمريكية لويس برانديس ببرقية إلى وايزمان يطلب فيها , باسم المنظمة الصهيونية الأمريكية , تدخل الحكومة البريطانية عمليا للحليلولة دون خسارة جزء كبير من " فلسطين الشمالية" , وفيها يقول



    " .. الحدود الوطنية الشمالية والشرقية لا غنى عنها لقيام مجتمع يعيل نفسه بنفسه . فمن أجل تطور البلاد الاقتصادي في الشمال ينبغي أن تضم فلسطين مفارق مياه الليطاني عند جبل الشيخ (حرمون) , وإلى الشرق سهول الجولان وحوران .... "



    وفي 29 \12\1919 عشية انعقاد مؤتمر سان ريمو الذي كان سيبحث موضوع اقتسام أقطار الشرق العربي بين الدول الاستعمارية وجه زعيم الحركة الصهيونية آنذاك حاييم وايزمان رسالة إلى رئيس وزراء بريطانية لويد جورج جاء فيها " في اللحظة التي توشك فيها أن تشترك مع زملائك في المفاوضات النهائية التي سيتوقف عليها مصير فلسطين تود المنظمة الصهيونية أن تتوجه إليك في موضوع يسبب لها أعمق القلق وهو مسألة الحدود الشمالية لفلسطين ... وضعت المنظمة الصهيونية منذ البدء الحد الأدنى من المطالب الأساسية لتحقيق الوطن القومي اليهودي , ولا داعي للقول أن الصهيونيين لن يقبلوا تحت أية ظروف خط سايكس بيكو حتى كأساس للتفاوض لان هذا الخط لا يقسم فلسطين التاريخية ويقطع منها منابع المياه التي تزود الأردن والليطاني وحسب , بل يفعل أكثر من ذلك إنه يحرم الوطن القومي بعض أجود حقول الاستيطان في الجولان وحوران التي يعتمد عليها إلى حد كبير نجاح المشروع بأسره "



    وفي نيسان عام 1920 وجه بن غوريون مذكرة باسم اتحاد العمل الصهيوني إلى حزب العمال البريطاني جاء فيها " أن من الضروري أن تكون مصادر المياه التي يعتمد عليها مستقبل البلاد خارج حدود الوطن القومي اليهودي في المستقبل , فسهول حوران التي بحق جزء من البلاد يجب أن لا تسلخ عنها ,ولهذا السبب طالبنا دائما أن تشمل أرض إسرائيل الضفاف الجنوبية لنهر الليطاني وإقليم حوران من منبع اللجاه جنوب دمشق وجميع الأنهار التي تجري في المنطقة من الشرق إلى الغرب أو من الشمال للجنوب , وهذا يفسر أهمية الجليل الأعلى وحوران للبلاد بمجموعها , إن أهم أنهار أرض إسرائيل هي الأردن والليطاني واليرموك والبلاد بحاجة إلى هذه المياه بالإضافة إلى إلى أن الصناعة سوف تعتمد على توليد الكهرباء من هذه القوى المائية .




    وحتى تنفذ الصهيونية مخططاتها وبرامجها وأفكار منظريها , اتجهت أنظارها إلى استغلال موضوع الأقليات القومية والطائفية في الوطن العربي , وليس فقط في سوريا ولبنان , حيث يقول الكاتب الصهيوني ديفيد كاما في كتابه " الصراع , لماذا ؟ وإلى متى؟ " :" إن هناك وطنا واحدا للعرب عائدا لهم , وليسوا غرباء فيه ألا وهو الجزيرة العربية أما بقية البلاد التي يقيمون الآن عليها فليسوا سوى محتلين لها مسيطرين عليها ويقيمون إمبراطورية مغتصبة ,ويستنكرون وبكل وقاحة الحقوق الطبيعية للشعوب التي لها الحق الشرعي في هذه المنطقة , قبل (الاحتلال العربي) إلا أن هذه الشعوب أصبحت الآن شعوبا وطوائف لاجئة في الشرق الأوسط لها كل الحق في تقرير المصير والاستقلال السياسي وهناك عبء في الحقوق أو الواجبات ملقى على كاهل الاسرائيلين كي يقدموا يد العون إلى أولئك المتعفنين في عبوديتهم بالسجن العربي , لذا يجب إيجاد لغة مشتركة وطريق عمل واحدة مع الأكراد في العراق والدروز في سوريا والزنوج في السودان والموارنة في لبنان , والأقباط في مصر , وسائر أبناء الشعوب والديانات التي تحارب سوية من أجل التحرير والاستقلال , إن من العدالة والنزاهة والحكمة السياسية أن تعمل إسرائيل على الفك التام للإمبراطورية التي تعتبر آخر إمبراطوريات الماضي التي انتهت في عصرنا "



    ومن خلال ذلك نستطيع أن نستوعب المعنى الكامل للكثير من مشاريع التقسيم التي نفذ جزء منها وأجهض كما حدث في جنوب لبنان , وأخرى قيد التنفيذ مثل مشروع تقسيم العراق , ومنها تم تنفيذه هذا العام وهو تقسيم السودان ,




    وقد ذكر حاييم وايزمان في رسالته إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانية بتاريخ 92\12\1919\ أنه " .. لا داعي إلى القول أن الصهيونيين لن يقبلوا تحت أية ظروف خط سايكس- بيكو , حتى كأساس للتفاوض , إنه لا يقسم فلسطين التاريخية ويقطع منبع المياه الذي يزود الليطاني والأردن فحسب , بل يفصل أكثر من ذلك بكثير .. أنه يحرم الوطن القومي اليهودي أجود حقول الاستيطان في الجولان وفي حوران التي يعتمد عليها إلى حد بعيد نجاح المشروع بأسره .... "




    وهذا هو الكاتب والمنظر الصهيوني ارييه أورنشتاين يقول : " على نقيض الوحدة العربية التي ينادي بها العرب , إنني أؤمن بعد مدة بتفسخه وظهور طوائف عرقية وجغرافية , مثل لبنان المسيحي , ومنطقة الأكراد شمال العراق , وجبل الدروز , ودولة إسرائيل , وفي نهاية الأمر ستضم الأردن ... إلى هذا التجمع المتمثل في الهلال الخصيب , والذي سيكون بقيادة إسرائيل , وعندئذ ستتكاتف كل الدول الأعضاء في الاتحاد وتعمل لتطوير المنطقة ولتطبيق مجتمعات هندسية مختلفة , مثل استغلال مشترك لمياه الأردن واليرموك والليطاني وعندئذ ستكون هناك أهمية ثانوية للقضايا الإقليمية ".




    لقد أعمى الحقد بصيرة هذا الكاتب عندما ظهر جهله واضحا بأن أكبر المفكرين القوميين العرب والمثقفين والأدباء هم من لبنان المسيحي , وأن قائد الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي هو سلطان باشا الأطرش العربي من بني معروف من الجبل جبل العرب الأشم .



    إن ما ينظرون له الكتاب والمفكرين الصهيانة يعكس تكوينهم الخالي من أي انسجام قومي وحتى ديني , فالمجتمع الصهيوني مؤلف من اليهود الشرقيين واليهود الغربيين , وكذلك اليهودي الروسي والأمريكي والعربي ووو إلخ .



    وهم يدركون بما لا يدع مجالا للشك حجم التناقض الداخلي في تكوين دولتهم المزعومة , وأن هذا التناقض سيؤدي إلى انهيار كيانهم المصطنع , ولهذا السبب يصدرون تلك الأفكار من أجل تعميم حالتهم على المنطقة وإكسابها الشرعية ومبررات الوجود



    ونرى الكثير من كتابهم ومواقفهم يسقط هذا الداخل الصهيوني على شكل برامج وأفكار في محاولة مكشوفة للدفاع عن استمرار حضورهم المحكوم بعوامل التاريخ والجغرافية بالزوال , مستغلين كل الوسائل والأدوات لتحقيق أهدافهم وغاياتهم



    ولكن الشعب السوري الذي تربى وعاش على الصراع العربي الإسرائيلي , وخبر أساليبه المباشرة وغير المباشرة , وتشكل وعيه داخل هذا الصراع ,يعي بفطرته وبعفوية تامة ما يحاك ضد بلده , ولن يترك موقعه المقاوم بوجه المحتل الغاصب حتى تحرير آخر حبة تراب مغتصبة من أرضه, ولن يتخلى عن الثروات التي جناها عبر مسيرة كفاح طويلة ضد كل أشكال التفسخ والتقسيم , ولن يترك أهم ثروة وهي الأمن والأمان للعبث بها







    محمد شعبان الموجي:
    الأستاذ الكاتب المحترم / أدونيس حسن
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لن أناقش حضرتك في حقيقة المؤامرة الصهيونية على أمتنا العربية كلها بل على العالم كله لأنها من الأمور المستقرة لدينا .. ولكن هذا لايعني بالضرورة أن ما يحدث في درعا ويحدث مثله في مناطق أخرى في سورية .. وما حدث ويحدث في تونس ومصر والأردن والسعودية واليمن وليبيا مرتبط في هذا الظرف الآني بتلك المؤامرات والأطماع .
    هناك استبداد وهناك ظلم وهناك مشروعات تمديد وتوريث وفساد وقمع ودول بوليسية ومطالب اعترف الجميع بأنها مشروعة .. هذه الأمور كلها هل هي في رأيك واجبة التغيير أم تسقط كلها أمام نظرية المؤامرة التي تحكمنا والتي تستخدمها النظم القمعية لممارسة كل الفواحش السياسية ضد شعوبها ؟
    ثم إن المؤامرة على العرب وعلى الإسلام وعلى سورية لن تنتهي أبدا .. ولذلك فإن تعليق هذه الإصلاحات والخروج من ظلمات الاستبداد إلى نور الحرية والكرامة والعدل على انتهاء الأطماع الصهيونية في المنطقة معناه شيئا واحدا وهو بقاء الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر من الشعب أن يخبط رأسه في الحائط .
    ثم ماهذه المعادلة الغريبة والشاذة .. التي يرسخها في اذهاننا الطغاة والحكام الظلمة ، ويضعوننا دائما أمام خيارين كلاهما مر .. إما الثورة والفوضى وخروج الشطار والبلطجية والشبيحة إلى الشوارع .. وإما بقاء النظم المستبدة الفاسدة مدى الحياة مع اصلاحات طفيفة لاتسمن ولا تغني من جوع ؟؟
    لما لايكون هناك خيار ثالث ورابع وخامس من مبادرة هؤلاء الحكام إلى إصلاح تاريخي حقيقي يبدأ بالإلغاء الفوري لمشروع التمديد والتوريث لأنه قد ثبت تاريخيا أنه السبب الرئيسي لاستفحال الفساد والاستبداد بكل أشكاله .
    لماذا لانخاطب الحكام الذين نرفعهم إلى مصاف الألهة ونعبدهم ونقدسهم كما كانت قريش تعبد اللات والعزى وهبل .. إن كان هؤلاء الحكام مخلصين بالفعل لأوطانهم فعليهم أن يبادروا بالاصلاح الجذري الحقيقي ويجنبوا الشعوب والأوطان الفتنة والفوضى .. أما أن نطالب الشعوب دائما أن تصمت وأن ترضى بالظل والهوان وجرائم السلطان التي لاتقل عن جرائم الصهاينة والصليبيين وغيرهم من المتربصين بنــا فأمر غير أخلاقي ..
    الاستبداد هو عدونا الأول لأنه هو الذي يأتي بالمحتل .. ليس في ميادين القتال وحدها بل في كل ميدان آخر .. حيث يضعف إرادة الشعوب على مقاومة المحتل وومقاومة الغزو الثقافي والأخلاقي ويدمر نفسيتهم ..
    هل المنطقي أن نطالب ملايين الشعب أن تصمت وأن تقبل الظلم والطغيان لتجنيب البلاد الفتنة .. أم نطالب شخصا أو مائة شخص أو حزب بالاستجابة لمطالب الشعب المشروعة ؟
    الفتنة والفوضى يصنعهما ببساطة شديدة عناد الحكام وإصرارهم على البقاء في السلطة مدى الحياة باعتبار أنه لايوجد في الشعب من يصل إلى ذكائهم وحنكتهم وخبرتهم وقدراتهم في الحكم وهذا الفرض في حد ذاته إهانة لشعوبنا العربية الأصيلة .. فضلا عن وجود اختراع قديم اسمه صندوق الانتخاب نستطيع من خلاله أن نصل إلى إرادة الشعوب بشكل شبه يقيني
    مطالب الشعوب اليوم هي مطالب طبيعية مشروعة .. ووقوف الحكام وجلاوزة السلطان وجوقة النظام الحاكم في وجه هذه المطالب هو شذوذ فكري وعوار أخلاقي لايبرره أبدا وجود ألف مؤامرة متوقعة من العدو .. فالشعوب المستعبدة تظل محتلة ومهزومة دائما .. لأن فاقد الشىء لايعيطه .
    تحياتي لك



    المصدر
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=637384#post637384

  5. #5

    رد: سوريا ،، ثوار التصحيح أم عصابات التغيير ؟؟ !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    تحية سريعة من غزة:
    ************
    مقالان منقولان للحوار:




    المصدر
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=637384#post637384
    أخي الحبيب "جريح فلسطين" ،،، ادامك الله ،،
    كل الشكر لك على هذا النقل المفيد لهذه الحقائق التاريخية التي تفيدنا في تحديد مداركنا اتجاه كل ما يجري في وطننا العربي الكبير .
    وأدعو الأخوة إلى الانتباه لهذين المقالين والبدء بحوار للفائدة .
    اعود وأكرر شكري لك .
    وتقبل احترامي !!!

  6. #6

    رد: سوريا ،، ثوار التصحيح أم عصابات التغيير ؟؟ !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    تحية سريعة من غزة:
    ************
    مقالان منقولان للحوار:



    المصدر
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=637384#post637384

    أخي العزيز كل الشكر لك لنقل الموضوع إلى هنا وإغناء الحوار حول مضمونه , من أجل تحقيق الإدراك الأدق لما يجري حولنا وفي بلدنا , ومعرفة مصادره التاريخية والجغرافية , وطرق تفاعله فوق الأرض العربية في كل قطر عربي ,

    [QUOTE=أدونيس حسن;685917]
    الأستاذ الكاتب محمد شعبان الموجي المحترم
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    من المستغرب جداً موقف المثقف العربي من ما يجري فوق الأرض العربية في كل مكان
    فبدلا من أن يكون المُنظر والمفكر لبعث الثورة العربية على قاعدة الوعي والإدراك لما يجري من استهداف لتاريخ وهوية هذه الأمة
    ركب هذه الموجة من التحركات الشعبية
    وصار يردد تلك الأسماء والمصطلحات والشعارات التي كانت تلف تلك المظاهرات والاحتجاجات
    ولم يستخدم معرفته بطرح أسئلة في غاية الأهمية وضمن مقاربة نقدية تؤطر وتضبط مشروعية هذا الحراك
    وأبسط سؤال كان من المفترض طرحه
    كيف يمكن أن نقيس بنفس المسطرة
    هذه التحركات مع اختلاف الأماكن والدول والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ؟
    هناك من هذه الدول من أنهى الصراع العربي الصهيوني باتفاقيات سلام واعترف به وترك علمه يرفرف في سماء بلاده
    ومنها من أغرق شعبه بالحاجة والفقر والعوز
    وغيرها من لم يغادر منطقة النهي والأمر من حراس المصالح الصهيونية والأميركية
    والقليل إلى درجة الندرة من هذه الدول ومنذ فجر استقلالها لم يترك ساحة الصراع والمقاومة ضد الصهيونية ومن يخدم مصالحها
    ولم يتوقف عن تقديم الشهداء ولم يبخل بـأغلى ما يملك
    وكان غياب هذا السؤال وعدم المحاولة لإيجاد الجواب الكافي له سبباً في تفشي التضليل ومصطلحات جديدة في غير مكانها مثل \ المرتزقة ,, الشبيحة ,, النظام ,, وقلب الحقائق وآلات التزييف والتزوير ,, ووو غيرها
    وأيضا لم يتوقف عند تعاريف لبعض التسميات التي طُرحت كتسمية ثورات ,,,
    بعودة بسيطة للتاريخ نرى أنه كان يحدث ثورة واحدة وإن اختلفت أشكالها وليس عدة ثورات كما هو موصوف الآن
    وكانت تتشكل الثورة بدافع معرفي جديد يتشكل في قالب سياسي يضع برامج العمل والتغيير بهدف الارتقاء بالمجتمع إلى مرحلة حضارية أعلى
    وكان انتشار الثورة عالمي وإن نشأت في منطقة معينة
    لأن المعرفة بطبيعتها هي إنسانية
    وكان لكل ثورة رأس هو المنظر والمفكر
    وجسد يتحرك على الأرض يتمثل في الحركة والحزب أو حتى الدين
    وهدف يكون عادة غير مطروق وليس مكرر
    كثورة عيسى بن مريم ومحمد بن عبدالله والثورة الفرنسية وكذلك الثورة الشيوعية وغيرها من الثورات
    وبهذا المنطق نلاحظ أن ما يجري الآن
    ليس في المنطقة العربية فحسب بل في أنحاء كثيرة من العالم ليس إلا ارتدادات لثورة المعلوماتية والاتصالات
    التي تم استخدامها من قبل صانعيها لتمرير مصالحهم وبرامجهم ضمن عالم افتراضي بعيد عن الحقيقة
    من أجل تدمير حقائق التاريخ والجغرافيا ومسح الهوية القومية لأية أمة كانت
    هؤلاء غير قادرين على الدفاع عن وجودهم أمام أضعف قومية
    لأنهم لا يملكون التاريخ ليس لهم منطقة جغرافية تعبر عن أي فعل إنساني يعرف بهم
    الولايات المتحدة الأمريكية قامت بمذابح لسكان المنطقة الأصليين من الهنود الحمر
    والسكان المهاجرون إليها قتلوا أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين لتلك الأرض
    وما يدعى بإسرائيل الآن تقوم على أساس ديني بسبب التعدد القومي داخل مجتمعها
    وتدرك أنها لا تستطيع الاستمرار إلا بتقسيم المنطقة المحيطة بها بنفس المنطق
    وهذا ما أطلق عليه العولمة ووضعوا أصحاب هذا الهدف اسما للطريق المؤدي إليه الفوضى الخلاقة
    كما أن هذه التحركات الشعبية عندما رفعت شعار \ إسقاط النظام \
    لم تقدم النظام البديل ولم تطرح البديل السياسي والاقتصادي والثقافي
    بل راحت تردد شعارات عمياء خالية من أي مضمون
    لأنها لم تتصور النظام إلا شخص بعينه
    ولم تدرك أنه مجموعة القيم التي تحكم مجتمع بعينه
    الأمر الذي أدخل بعض الدول التي نجحت بالإطاحة بهذا الشخص ضمن دائرة الاستثمار والاستغلال الخارجي كما يحدث الآن في مصر
    و كذلك هناك مصطلحات أخرى كان من الجدير التوقف عندها
    حتى نستطيع أن ندرك النقطة التي نقف عليها والهدف الذي ننشده

    لك التقدير والاحترام
    والتحيات البيضاء

    [/QUOTE]

    أحببت الله .. فأحببت الوطن
    ولما عرفتك
    عرفت من
    خان ..ومن كفر

المواضيع المتشابهه

  1. بصائر في التسديد المنهجي
    بواسطة عبد الرزاق أبو عامر في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-02-2018, 06:08 AM
  2. كتاب: تجربتي في التصحيح اللغوي
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-13-2015, 05:52 PM
  3. عصابات صهيونية أم مؤسسات يهودية؟
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-25-2014, 10:52 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2012, 03:33 PM
  5. سلطة قطاع عصابات
    بواسطة سوسن البرغوتي في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-08-2011, 07:18 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •