أول الغيث
نــعـم إنَّ أوَّل غـــيـثي الـنــدى
ســأروي بــه قــاحــلات المـدى
وأجـعل مــنـه سـيـولَ الـشــتاء
لأغُـرق فـيـها حـصــونَ الـــعـدا
أســيـرُ وكــلِّي ضـــياء ونــورٌ
لأنـــي اتـبــعــــت نـبــيّ الـهــدى
فــإنِّي صحــوت عـلى نهجــهِ
فــأنَّـى لـيَّ الـيــوم أن أرقـــــــدا
نــعـم إنَّ دربي طــويل عسـيرٌ
ولابدّ للـحــرّ أن يـــــصــمــــــدا
يـرون به الشـوك من كل جنبٍ
ولــكـن أرى الـورد والــــمــوردا
سأمضي وإن كان دربي مخيفــاً
وإن كــــان فـــيــــه يــقيـم الردى
سنبعث في كلّ جـيل "صــلاحاً"
ونــجـعـلُ مـن بـيـــنـنا "خـــالدا"
نـكـونُ شــعاعاً بـقلـب الـظــلامِ
وحــصـنـاً مـنــيــعـاً إذا استنجــدا
وشــربــةَ مــاءٍ لــري العطاشى
وشـعــلـــة ضـــوء إذا اسـتُرشــدا
ونـفـحـــة ظلٍ بــقــلـب الهجــير
ودفءً إذا الــــجــــوّ مـــا أبـــردا
أكـــونُ كـســـاء لــكــلّ العـرايا
وأقــوى عــلـى الــجوع كي أرفـدا
سـأنـزع من بين شـدق الأفاعي
حــقــوقــي الـتي ضيَّعــوها سدى
سأمـضي إلى "القـدس" في عزمةٍ
وأجــعـــل "حــطـــين" تأتي غدا
أُطـهـــِّرها مــن دنــايــا اليهـود
وأطـلــق مــن حـبسـه المسجــدا
لــتــمــرح فـيـــها تلال النخـيل
ويـلــعــب زيــتـــــونها والنـّـدى
ويــبســم أطـفــالها الـدامعــون
وأسـمــع عــصــفــورها إن شــدا
أنــا قــادم كـائـــتـلاقِ الصــباحِ
وأفــرح إن نـــور فـــجــري بدا
محمد فؤاد محمد
نشرت هذه القصيدة في مجلة منار الإسلام الإماراتية والوعي الإسلامي الكويتية والمنهل السعودية ولحنها وأنشدها أبو راتب وتذاع على بعض القنوات الفضائية