الورقة الأولى:-
ضبابيه الأشياء والعتمة المنتشرة تدفعك بقوة رهيبة وشيطانيه لترتفع فوق مستوى رغباتك المتقيحة والراكدة في أعماق الحزن الأسود وتهدرك دما قانيا ينزلق بين المسارب والأشياء اللزجة محملا بروائح مقززة ومختلطة من القذارة والنكد اليومي.
وعلى حين غرة ومن حيث لاتدرى يتسلل بهدوء غامض ذاك الضوء الأزرق ليخترقك وينزلق في جسدك وينهش ذاتك بقوة مارد أحمق والأصوات المزعجة تحيط بك من كل النواحي في عزف نشاز كرهت ذاتك من اجله فقط
تتوقف حركه الأرض عن الدوران وتصبح مكعبه وبهلوانيه وتختلط كل النظريات والثقافات في تشكيله غريبة متنافرة ومتماوجه ومقهورة ايضا فتهتز المباني والأبراج الشاهقة وتسقط النيازك شهبا و(أنت) ترفع كفيك لتلتقط حصاة ذات حواف مدببه تسد مجرى التنفس في فصبتك الهوائية وتتناغم مع الشعيرات الدافعة للهواء المرن وتطوف أمام مخيلتك فقط شبح حمامه سوداء ذات منقار اخضر وشعر كثيف فوق عرف الديك وذيل مسحوب إلى الأرض وجناحها يخفقان كالخفافيش في المعابد الهندوسية وتبدأ (أنت) في حاله من الهذيان المكبوت والابتسامات البلهاء المافونه
تفيق على صوت الرصاص الفضي المنهمر فوق راسك (الم أولد آنذاك) فتبتسم لأنك وحدك تملك الحكاية وتتمنى أن تكون هناك حيث شاهدت كل شيء وحفرته في ذاكرتك كنقش بارز في خلاياك .. يدغدغك الحنين ليله بعد ليله وشتاءا بعد آخر والمشوار يطول منذ مولدك (أنت) حتى موتك
اعرف الآن قوة احتمالك لاننى افتقدتك وأنا أتطلع إليك تحتضن وشادتك وتغرقها دمك وآهاتك وتبدأ ذكرياتك (أنت)