كان اليابانيون عقلاء عندماإقتبسوا من الحضارة الغربية جانبها الصناعي تاركين ماعداه لأصحابه، لأن مالديهم أهدي وأجدي.
.وكان محمد علي باشا مؤسس الأسرة المالكة أعقل وأبصر من حفيدة الخديوي إسماعيل عندماأرسل بعوثا من الازهر لتتعلم ماينقصها من العلوم والحرف النافعة،
فكانت هذه العلوم دعامة الدولةالتي أقامها فشدت أزره ودعمت سلطانه، أماإسماعيل فقد تمني أن تكون مصر قطعة من أوروبا، ولكي يحقق أمانية بني دار (الاوبرا) وظن أن التمثيل يغني عن الحقيقة، وأن الفن الصناعي والغناء اللاهي يدلان علي تقدم الشعوب فكان الطريق إلي زوال ملكه وإذلال أمته
إن الغزو الصناعي أنكي من الغزو العسكري لأن الأول يمحق الشخصية، والأخر يهزم الأجسام..،الأول يسلب التراث والوعي ويجعل المهزوم يستحلي قيودة، أما الثاني فهو جرح متجدد الألام، ينادي بالثأر،ويوم لك ويوم عليك..
والإستعمار العالمي إجتهد بعدغلبه المادي أن يتحول إلي إستعمار ثقافي كي يمحو خصمه ويطمس وجودة
قرأت مقالات في هذا الموضوع للواءأحمد عبد الوهاب كشف فيه كيف أن بعض حملة الأقلام عندنا خدموا المستعمرين بأكثر ممايخدمون أنفسهم وهاجم عقائدنا وتقاليدنا واستمات في تجريحها وتشويهها.
يقول سلامة موسي في كتابة (اليوم والغد)..أريد من التعليم أن يكون أوروبيا لاسلطان للدين عليه، وأن يتولي تعليم اللغة العربية رجال متمدينون يفهمون علي الأقل نظرية التطور،ولايعتقدون أن العربية أوسع اللغات ، وأريد أدبا مصريا أبطاله فتيان مصر لارجال الدولة العباسية ولارجال الفتوحات العربية، أما الثقافة الشرقيةوالتوكل علي الألهه فلا مكان له الآن... إلخ
وذهب سلامة موسي وجاءبعده لويس عوض الدي إجتهد في إبعاد الشباب عن الدين ، والذي يقول عن نفسه علي طريقة إياك أعني واسمعي ياجارة:-بعد حصولي علي الثانوية توقفت عن الصوم وكنا في بيتنا لانتكلم أبدا في موضوع الصوم والصلاة.بل كنا نعدها قلة أدب أو قلة ذوق أن يسأل أحدنا الآخر هل انت تصوم أو هل أنت تصلي؟
وذهب لويس عوض بعد تاريخ حافل في كلية الآداب، كما ذهب من قبله سلامة موسي بعد كفاح طويل في نشر الإلحاد والفوضي،وخلفت من بعدهما خلوف تسير في نفس المنهاج وتستقي من الينبوع ذاته ولكنها كانت أكثر دهاء وأوسع مكرا وتعلمت من الهزائم والإنتصارات أن تدور حول أغراضها، وأن تختل القارئ الساذج بما تختلق من موضوعات عامة وقضايا مائعةوالمهم أن تبعد العروبةعن الإسلام ، وأن تبتعد بالتربية عن العقيدة، وأن تبتعد بالأدب عن القيم النبيلة والروابط التقليدية بالعرف والتراث. .
إننا نحن المسلمين في فترة يقظة لإستعادةمافقدنا، وحراسة مستقبلنا حتي لانتعرض لما عرض له آباؤنا من فتن وهجمات، والغرب اليوم في مرحلة ترف ورفاهية لم تفقده بعد قواه .. ومايستمرئه من لذات نجسه لايؤثر فيه كثيرا، ولكنه يقتلنا إن قلدناه ويجرنا إلي هاوية تذهب بالقليل الذي ربحناه..
والأقلام الذي ترنو إليه بإعجاب يجب كسرها.. قال اللواءاحمد عبد الوهاب :إن الغرب يطالعنا كل يوم بقيم جديدة يصل الفحش في أغلبها إلي حد يفوق كل تصور..
من أمثلة ذلك مانشرته المجلة الفرنسية (ليفن مانت)في تحقيق صحفي عن الخيانة الزوجية قدمت له علي الغلاف بكلمة جاءفيها:
لم تعد الخيانة الزوجية كما كانت من قبل، إن الخيانة الزوجية رباط يشد الزوجين!!
. نقول :ماهذا العقد الذي تشده الخيانه وتقوية؟!!
أما سلامة موسي فيقول :كانت المرأةالفرنسيه أعظم ماحرك وجداني أريد حرية المرأة كما يفهمها الاوروبي!!
ولاتزال المدرسة التي أنشأها سلامة موسي ولويس عوض وينتمي إليها صحافيون كثير لاتزال تقود الغزو الثقافي، وتزين أرجاسه للمخدوعين..
محمد الغزالي
مقال رقم ٣٣ نشر بجريدة الشعب