من أسباب الفشل في النهوض بالمسؤولية:
ضعف الوازع الإيمانيّ: فمن عمّر الإيمان قلبه، وتمكّنت مراقبة الله من نفسه، علم أن الله تعالى سيسأله عما كلّفه من تكاليف، ولا نجاة له إلا بالقيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه، وأداء الأمانات المؤتمن عليها، فيكون المعينُ الأوّل خشيتَه من الله والسعيَ إلى مرضاته.
ضعف الهمّة: من المفارقات أن تجد أن بعض المسؤوليات البسيطة تصعب على أصحاب الطاقة والقدرة ويرجع ذلك إلى ضعف الهمة والكسل وغياب الدافع الذي هو المحرك الأساس للقيام بأي عمل حتى تعظم الصغائر في عين الكبير.
الاتّكالية: من أسوء المحن الاتكال على الغير، وعدم قيامنا بأعمالنا بأنفسنا، وهو ما يُفقدنا القدرةَ على الفعل والإنجاز، ويُربّي فينا خمولا واستكانة وتقاعسا عن القيام بأبسط الواجبات، فيضحي المتكل عالة على عائلته وأصدقائه ومجتمعه.
الإحباط: الإحباط من أبرز أسباب القعود عن العمل وترك المهام والتقصير في المسؤوليات، وما جَنَى مُحبَط غيرَ الخسران والإخفاق. والتفاؤلُ هو روح الإنجاز، فالمسؤوليات لا يَقْوى عليها المحبَطون لأنّ نظراتِهم المتشائمةَ تُمثّل حجابا يمنعهم من الإقدام ويُثنيهم عن التقدم وإنجاز ما هو من واجباتهم.
عدم وضوح الرؤية: فكثير من الناس لا يعرف المسؤوليات الموكلة له أصلا حتى يقوم بها ويعيش على هامش الحياة دون إدراك لم هو مطلوب منه.
تعاظم المسؤوليات: لقد صار الجميع يصارع في كل الأصعدة، وقديمًا قيل: "إذا عظم المطلوب قل المساعد"، وبتطور الزمان والعلوم والتكنولوجيا تطوّرت المسؤوليات هي الأخرى وتشعَّبت وصار بعضها أكثرَ صعوبة وتعقيدا، ولكن ذلك لا يمنع دور الإنسان الإيجابي في التعامل معها والسيطرة عليها.
عدم تقدير من يقوم بمسؤولياته: إن المساواة بين الذين يعملون والذين لا يعملون ميزان مختل، قال الله تعالى: "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" (الجاثية: 21) وهو من عوامل التقصير في أداء المهمة والقيام بالمسؤولية.
الخبير التربوي