يالك من يوم بارد تتجمد فيك الاشياء شيئا فشيئا ؛إنه المنفى الذي رست فيه سفينتي خلف هذه النافذة
انظر وأتأمل
كل شيء تجمد حتى فنجان القهوة في يدي تجمد
كل المصابيح هنا صفراء باهتة لتساعدنا على تحمل جرعات الاكتئاب ،، اتأمل هذه الاوراق كيف تتساقط الى الارض كما نتساقط نحن تاركين خلفنا كل شيء
،، فشرد ذهنى ،، وسألت نفسي ،، مع فقدان عام هل افرح أم أحزن ؟؟؟ ،، شهادت الميلاد ترتفع ارقامها ،، ورصيد العمر يتراجع ،، وما حدث بالأمس لن يعود ،،،، "عام مضى" ،،،، اليوم ينتابني شعور اني خرجت من الزمن العام إلى الزمن الخاص ،، جلست مع الشخص الوحيد الذى ابتعدت عنه ،، إنه ،،، "أنا" ،،، وقفت مع نفسي أتأمل أيامي ،، من أحببت ،، ومن صادقت ،، ومن أعطيت ،، وتساءلت ؟ ،،،،
ماذا بقى من هؤلاء جميعا الآن؟ ،، وأين هم الآن؟ وأين أنا؟ ،، وأين الزمن الذى جمعنا وفرقنا وشردنا ؟؟ أقف أمام المرآة كل صباح واشاهد ملامحي ولون شعري وابتسامتي وشحوبها ،، كم أنت تكذبين ايتها المرآة اللعينة،، وما أشاهده اليوم ليس ما شاهدته بالامس ،، ولم ادرك في زحام الحياة ان كل شىء تغير داخليا وخارجيا وانا لا أدرى ،، سنوات كثيرة عبرت وكأنني في قطار ،، وكأنني ذهبت في لحظة نوم لا ادري كم طالت ولكننى اكتشفت بعد أن صحوت من غفوتى القصيرة أن محطات كثيره قد عبرت في رحلتي ،، حاولت أن أعيش كما أحب فشلت احيانا ،، ونجحت احيانا ،، وصمدت امام اغراءات كثيره ،، وهناك من حاول يدفعني تحت عجلات القطار وكانت عناية الله اسبق ،، ووجدت أيضا من أخذ بيدي ،، ووجدت قلوبا احببتني وهى لا تعرفنى ،، ووجدت قلوبا احتوتني ،، ووجدت من ظلمنى بدون أن يعرفنى ،، وتذكرت من مدوا إلي ايديهم في لحظة انكسار ،، ومن تناسوني في لحظة نجاحهم وصعودهم ،، ومن اطلقوا علي السهام فارتدت الى صدورهم ،، وتذكرت من مروا في حياتى مرورا سريعا ولكن تركوا شيء بداخلى ،، ولكننى اخيرا اكتشفت ،، أن لكل زمان مذاقه الخاص ،، ولكل عمر بهجته ،، وأن الحياة تسرق منا العمر وتعطينا التجربه ، ونحن نودع عام لن يعود ،، ولكن ،، أدركت أننا نستطيع أن نعيش العمر مئات المرات مادام في اعماقنا قلب ينبض
ونفس محبة
كل عام وانتم بخير
اخوكم نذير الدوامنة