مآذنُ سويسرا: مقاربةُ مسيحيّ سوريّ
مساهمات القراء

في البداية يجب التأكيد على أن كتابة هذه الكلمات تطلبت - إضطرارياً - الإلتزام ببعض الحدود، هي قواعد النشر في سيريانيوز والأوضاع الإعلامية في بلادنا إن صح التعبير.


يتوجه هذا المقال إلى فئة معينة من القرّاء تتحلى بالموضوعية، والهدوء، والتروي في إطلاق الأحكام إلى جانب صفاتٍ أخرى، وأعتقد أن قسماً كبيراً من قراء هذا الموقع يتحلون بها، ولذا سأتجنب الوقوع في فخ الإستطراد في الشرح والتبسيط الناتجَين عن الخوف من بعض التعليقات.

قد تابعت موضوع بناء المآذن في سويسرا منذ ما قبل التصويت الشعبي عليه، ولم أهتم كثيراً حينها بسبب تأكيد إستطلاعات الرأي خسارة اليمين في دعوته إلى منع بناء المآذن: "أمرٌ محسومٌ لا يستحق المتابعة".
حصل ما قد حصل وقال الشعب السويسري كلمته، وسرت المفاجأة بين المهتمين، قريبين وبعيدين، وبدأ حينئذٍ نشر المقالات والتحليلات وما تليها من تعليقات القراء. نعم، قد تمَّ استفزازي بسطحيّة وإنغلاق وظلاميّة بعض هذه التعليقات، وتذكّرت قول الفقيه الأندلسي أبو بكر الطرطوشي: "فُطِرَ الإنسانُ على طلبِ الإنتصافِ والإبتعادِ عن الإنصاف".
لذا اسمحوا لي أن أوُرِدَ بعض الملاحظات والتوضيحات حول هذا الموضوع:
-أولاً: لست معنياً كوني من المسيحيين السوريين بالدفاع عن خيارات مسيحيي أو علمانيي أو ملحدي سويسرا في ما يخص شؤون بلادهم، لكن أنَّ يتحول الموضوع من نقاشٍ يخص الشعب السويسري إلى مناقشةٍ حول المسيحية عموماً فهذا أمرٌ آخر.
-ثانياً: نعلم جميعاً حق العلم أن لا مسلمين أصليين في سويسرا وإنما مهاجرين إكتسبوا الجنسية السويسرية لاحقاً، إكتساب الجنسية هذا أو حتى مجرد الإقامة يفترض قبول المواطن أو الوافد الجديد بقوانين البلاد بما فيها قانون إعتماد التصويت الشعبي لإقرار أمور تخص البلاد. ونتذكر هنا تصريح الرئيس الفرسني نيكولا ساركوزي الذي قال فيه ما معناه: عندما ندخل مسجداً في مكانٍ ما فإننا نحترم قيم المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم فنمشي حفاة ونرتدي ملابس ملائمة، وهكذا هم مطالبون بإحترام القيم الفرنسية والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الفرنسي.
عليَّ أن أسجل هنا أنني في المبدأ قد لا أوافق على مبدأ التصويت الشعبي على نحوٍ دائم، فإن أردت أن أتكلم بمثالية أنقل القول التالي: "تقاس ديموقراطية الأنظمة والدول بمقدار ما تحافظ فيها الأكثرية على حقوق الأقلية". في موضوع حديثنا تم استعمال التصويت الشعبي لمخالفة هذا القول - المبدأ.
-ثالثاً: المئذنة هي وسيلة لا غاية، الهدف منها إيصال صوت المؤذن لأبعد مسافة ممكنة دعوةً للمسلمين إلى الصلاة، اليوم وفي حالتنا التي نتكلم عنها ولمن يريد أن يؤذن لديه من مكبرات الصوت ما يغنيه عن صعود المئذنة خمس مراتٍ يومياً ناهيك عن بنائها أصلاً، والأهم أنه ليس من المسموح لأحد أن يؤذن (بمعنى الآذان الذي يصل إلى خارج المسجد) في سويسرا على نحو ما نرى في بلادنا.
هل تستحق وسيلة غير ضرورية في حالتنا هذه كل هذا الغضب والتصريحات والتهجم؟ ألا يجدينا كلنا التركيز على المضمون وعمقه أكثر؟
-رابعاً: يبدو أننا لن ننتهي من موضوع مسيحيي بلادنا (سورية، لبنان، فلسطين، العراق، الأردن، مصر...)! حسناً، إسمحوا لي أن أقولها مجدداً: حين قدم الإسلام إلى هذه البلاد كنا نحن في استقباله وليس العكس، واليوم نحن نعيش في بلادنا المشتركة ساعين (كلنا) نحو المواطنة، نعيش ونعمل ونأكل من عرق جبيننا ولا منة لأحد في ذلك علينا إلا الرب القدوس وأيضاً نعمل ونضحي في سبيل خير بلادنا – كما غيرنا – وهذا واجبنا وليس في أداء الواجب من فضل. عدا أنه وفي الأساس يكفي كوننا بشراً ليكفل لنا هذا حرية المعتقد والعبادة بغض النظر عن التاريخ.
من يفكر (كما قرأت في التعليقات على خبر متصل على موقع الجزيرة.نت) في طرح موضوع إغلاق الكنائس في بلادنا للتصويت الشعبي ولو من باب الرد! عليه أن لا يفكر في حال لم يعد من وجود للمسيحيين في بلادنا بما سيربح، بل بما سيخسر.
-خامساً: صحيح أن الفاتيكان نظرياً ووفقاً للمعاهدات الدولية يعتبر دولة مستقلة قائمة بذاتها، لكني أنصح من يريد الخوض في موضوع المطالبة ببناء مسجد في الفاتيكان أن يطّلع أولاً على حقيقة وضعها كدولة عملياً على الأرض أو أن يفتش ليعرف مقدار مساحتها مثلاً، أو أن يخبرني عن عدد أبناءها من المسلمين المجنسين أو المقيمين! يا أخي دعك مما سبق، إشترِ أرضاً في الفاتيكان إن استطعت وأبني عليها ما تشاء! ليس من أراضٍ أو عقارات للبيع في الفاتيكان لأي إنسان مهما كان دينه.
حين يبني أحدهم داراً للعبادة في مكان ما (أو يفكر في ذلك على الأقل) فإنه ينطلق من واقع أن هناك عدداً من الأشخاص المهتمين بالصلاة في هذا المكان لقربه منهم فيُبنى مسجد في روما ليستطيع المسلمون الإيطاليون والمقيمون أن يقوموا بشعائرهم الدينية، وكذلك الأمر عندما نتجرأ على التفكير ببناء كنيسة (أو أكثر) في السعودية لخدمة عشرات الألوف من المسيحيين المقيمين، أما أن تبني جامعاً في دولة ضئيلة المساحة ليس فيها من مسلم مقيم حتى فهذا يدخل في باب التحدي والعبثية.
الأمر أشبه بمحاولة بناء كنيسة في حي الصاخور الحلبي أو حي السيدة زينب الدمشقي! ما الجدوى؟
-سادساً: لو وَجد العرب بمسلميهم ومسيحييهم مكاناً أفضل من سويسرا لإيداع أموالهم في مصارفه لفعلوا، ولو تأكدوا من عدم دقة ساعاتهم وسوء مذاق الـ "شوكولا" التي يصنعون لما اشتروا، من حقكم إتخاذ الموقف الذي ترونه مناسباً، لكن هل رأيتم كيف ركعت الدانمارك متوسلةً إيقاف مقاطعتكم لمنتجاتها؟ هذه دعوةٌ للعقلانية.
لن أُنَظِّرَ عليكم في أحاديث التعايش لكن بعض المواقف فيما يخص موضوع سويسرا هذا ينذر بالسوء فيما يخصنا محلياً! لن أقرع جرس الإنذار بل سأطالب بالعقلانية، لن أطيل عليكم مع أن جعبتي لم تفرغ بعد، المجال ضيق والحديث يطول.

رجا
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=105722


السلام عليكم
مااوردته اخي الكريم احترمه جداجدا ولن ننسى وقوف اخوتنا المسيحيين صفا لصف في عالمنا الاسلامي ومازالوا اخوة لنا نحبهم في سوريا المجد وفي كل مكان,هم منا وفينا نحبهم ويحبوننا وعندما نطرح موضوعا كهذا نحاول ان نقف بالموقع المقابل لو منع في سويسرا صوت اجراس الكنائس يوما ما ماذا سيكون موقفكم
؟تهمني اجابتك هنا لان الامر قد ان يطال الجميع يوما ما.
لك كل الاحترام

الخبر حديثا:
نحو 57 بالمئة من السويسريين مع حظر بناء المآذن


إيموجين فولكس
بي بي سي ـ جنيف






يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير

قالت وكالة الانباء السويسرية ان نتائج الاستفتاء المتعلق بحظر بناء منارات جديدة للمساجد، وهو مقترح بادرت به احزاب يمينية، اظهرت ان نحو 57.5 في المئة من السويسريين مع مبدأ حظر بناء المنارات.
وكانت الحكومة والبرلمان قد رفضا المبادرة على اساس انها انتهاك للدستور، ولمبدأ حرية التعبير والحريات الدينية، والتقاليد السويسرية العريقة في تحمل وقبول الرأي والمعتقد الآخر.
وكان المقترح قد طرح من قبل منظمات مسيحية محافظة وحظي بدعم اكبر احزاب البرلمان السويسري، حزب الشعب السويسري اليميني، بزعم ان السماح ببناء المآذن سيؤدي الى اسلمة البلاد.

يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير

ويعيش في سويسرا نحو اكثر من 300 الف مسلم في سويسرا، اغلبهم من يوغسلافيا السابقة او تركيا، من مجموع سكان البلاد وعددهم قرابة سبعة ملايين.
ويعد الاسلام اكثر الديانات انتشارا في البلاد بعد المسيحية، لكن، وعلى الرغم من وجود اماكن للصلاة، فان المساجد ذات المآذن قليلة جدا ومتباعدة.
ويوجد اربعة مساجد في كافة انحاء سويسرا، وفي السنوات الاخيرة رفضت كل طلبات بناء المآذن.
وكانت استطلاعات الرأي اشارت الى تنامي التيار المؤيد لهذا المقترح بين السويسريين.
ورغم ان الجالية الاسلامية المسلمة تبتعد عن الأضواء الا ان مسجد جنيف تعرض لالقاء علبة دهان عليه.
وفي وقت سابق طافت سيارة بمكبر صوت في المنطقة وبها من قلد صوت المؤذن، كما قام مخربون بالقاء حجارة على مبنى المسجد مما أفسد الفسيفساء به.
مؤيدو الحظر

ويقول مؤيدو الحظر ان وجود المآذن سيمثل نمو ايديولوجية ونظام قانوني لا يتسق مع الديموقراطية السويسرية.
وقال عضو البرلمان اوسكار فرايسنجر: "ليست المأذنة بالبناء البريء، فقد استخدمت تاريخيا للدلالة على ارض الاسلام وانتشاره في الدول الاجنبية".
ويضيف: "يقول المسلمون انها ديكور فقط، لكني لا اوافق على ذلك. وحين يقول رئيس الوزراء (التركي رجب طيب) اردوغان ان "المأذنة هي حربتنا" فهذا يعني امرا، ولا اريد لحرابه ان تنصب هنا في سويسرا".
ووجدت تلك الحجة اذنا صاغية من ناخبين في اللقاءات العامة لمناقشة اقتراح الحظر.
لكنها سببت احباطا شديدا للجالية المسلمة في سويسرا، التي تصر على ان كل ما تريده هو بناء مسجد يعرف بعلامة.
يقول محمود الجندي من المركز الاسلامي في زيورخ: "اننا نعتبر الماذنة رمزا لحرية العقيدة. في بعض الاحيان هناك بعض الخوف في المجتمع من الاسلام او المسلمين استنادا الى احداث سياسية، لكن عندما يأتون هنا ويتحدثون مع الناس ويطرحون اسئلتهم يمكنهم ان يروا ان الاسلام دين سلم مثل الاديان الاخرى".
وأعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لنتيجة التصويت مشيرة الى ان منع المآذن يمثل انتهاكا لالتزام سويسرا بحرية التعبير عن العقيدة.
وهناك اشارات على ان بعض البلاد الاسلامية، التي تتمتع سويسرا بعلاقات جيدة معها، قد تقاطعها بسبب الحظر.
وسبب الغضب انه تم استهداف الاسلام دون غيره، حيث بنيت في سويسرا حديثا معابد السيخ وكنائس الارثوذكس الصرب، كما توجد معابد اليهود (الكنيس) منذ اكثر من قرن.


بيبيسي
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandculture/2009/11/091128_am_swiss_minarets_tc2.shtml