رومانسية روايات كورين تييادو
بقلم عبد القادر كعبان
تعد الروائية ماريا ديل سوكورو لوبيز المعروفة بإسم كورين تييادو من أشهر الكتاب قراءة على نطاق واسع بعد العالمي سرفانتس حتى أدرجت ضمن قائمة كتاب غينيس للأرقام القياسية سنة 1994
لقد اعتبرها العالمي فارغاس يوسا "ظاهرة سوسيولوجية و ثقافية " و هدا لما نقلته أعمالها الروائية من أحلام رومانسية لملاييين من نساء اسبانيا و امريكا اللاتينية
لقد عاشت كورين وحيدة بين خمسة أولاد من أب مهندس بالبحرية و أم ربة منزل تسهر على توفير الراحة العائلية
عرفت تييادو بشغف القراءة مند نعومة أظافرها فقد حملت بين يديها البريئة كتابات ألكسندر دوماس و بلزاك و الكلاسيكية الفرنسية الأخرى
بوفاة والدها بدأت العائلة تعرف ضائقة مالية دفعتها الى الكتابة و حملتها الصدفة الى الوقوع بين أيادي "بروغيرا" احدى دور النشر المعروفة في تلك الفترة لتحتضن كتاباتها حيث أصبحت تدفع لها مبلغا معتبرا يقدر بحوالي ثلاثة آلاف بيزيتا مقابل كل رواية قصيرة و رغم دلك ظلت الظروف المالية لعائلة الروائية ضعيفة فعملت الى مضاعفة جهودها و قررت العمل بإحدى معامل الأحدية لكن القدر عاد ليقف الى جانب كورين لتجد نفسها ضمن قائمة أهم الكتاب بفضل نفس دار النشر التي تعاملت معها و كلفتها مرة أخرى بكتابة رواية قصيرة أسبوعيا
كانت كورين من المهتمين بنفسية الكائن البشري فعمدت الى دراسة السيكولوجيا لكنها لم تتمكن من مواصلة المشوار و لكن بالمقابل عرفت رواياتها القصيرة نجاحا ساحقا لم تكن تنتظره كورين لرومانسيتها و اكتسبت قراء أوفياء عرف عددهم تزايدا ملحوظا
في سنة 1951 احتضنتها مجلة "فانيدادس" التي كانت تعرف نشاطا واسعا في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية و قامت بتوقيع عقد معها يتطلب كتابة روايتين قصيرتين لم يسبق لها و أن نشرت من قبل و بفضل أعمال تييادو عرفت مبيعات المجلة تزايدا غير محدود قدرت نسبته بحوالي 68000 نسخة كل أسبوعين
دخلت كورين القفص الدهبي سنة 1959 في كوبادونغا و رزقت بطفلين لكن سرعان ما أصبحت مجرد مطلقة تتدافعها اليوميات
لكن لم تتخلى عن الكتابة و أصبحت رفيقتها الوحيدة و هدا ما فعلته كورين تييادو من خلال توقيع عقد حصري جمعها ببروغيرا مقابل مبلغ مالي يقدر بحوالي 150 000 بيزيتا
أعلنت اليونيسكو أن كورين هي الأكثر شهرة و مقروئية بعد الكتاب المقدس و رواية الفوروسية الحالمة دون كيشوت و لم تكتفي أعمالها بالنشر بل دخلت عالم الصورة الملونة حيث ظهرت صور لروايتها القصيرة الأولى الموسومة أنت مغامرة و التي تجاوزت مبيعاتها حوالي 750000 نسخة خلال أسبوع واحد
لكن لا بد لكل إنسان أن يرقد بسلام يوما و هكدا تركتنا المبدعة كورين تييادو لنحلم برومانسية رواياتها لترحل عن عمر يناهز 82 عاما جراء سكتة دماغية حادة سنة 2009
لكن ظل العالمي فارغاس يوسا يشيد بأعمال الراحلة كورين تييادو رغم ما لاقته رواياتها الرومانسية الحالمة من انتقادات لادعة حيث قال "كورين تييادو مع تلك الروايات الخفيفة منحت لقراءها تلك الحصة من الخيال و اللاعقلانية و التي بدونها يستحيل أن نعيش
انتهى