(( دال ))
دال .. هي الشعبة التي جمعتنا كزملاء دراسة و لازمتنا منذ المرحلة الإبتدائيَّة حتَّى إنهائنا المرحلة الثانويَّة
و من ثمَّ تخرُّجنا من مدرستنا المجيدة " مدرسة الثغر النموذجيَّة " بجدَّة ..
دعانا قبل سنوات الأخ الكريم " يوسف باناجة " إلى إفطار رمضانيٍّ مبارك و لقاء " إعادة لمِّ شمل " ففي ذلك كانت هذه القصيدة ..
و لمَّا أعيدت الكرَّة قبل أيَّام قليلة و التقينا مجدَّدا في منزل الأخ " يوسف " أيضاً طَلبَ مني بعضُ الإخوة أن تنشر " دال " لتتاح للقراءة دوماً ..
آمل أن تعجبكم الأبيات و أن تلامس بعضاً من الذكريات
*****************
جـادَ السّحـابُ فَوابـلٌ هـطَّـالُ =بالحُـبِّ يـومَ لقائـنـا يــا دالُ
نقلـت بواكـرُهُ إلـى رَوحـاتِـهِ =أنَّ الحدائـقَ حَيْثُـمـا نَنـهـالُ
أهدتْ لِذي الأشواقِ نَضـرَةَ قلبِـهِ =و يظُنُّهـا قلـبُ الخلـيِّ تُــذالُ
و النهر كالحبِّ الذي نَسمـو بـهِ =يَهـبُ الجَمـالَ و زائـرُوهُ نِهـالُ
ما نالَهُ و الـرَّوضُ مُحتفـلٌ بـهِ =وَهَنُ المَسيرِ و لا اعتـراهُ كَـلالُ
يا طيريَ الشَّادي أنيبُكَ عن دَمـي =ماذا بحضـرةِ مَـن أُحـبُّ يُقـالُ
أصفَيْتُهـم وُدِّي فمـن تَبعـاتِـهِ =أنِّـي يُسَيِّرُنـي الهـوى و الفـالُ
يا طير ليتَ من ارتضَيْتُ للوعتـي =سَكَـنٌ لنـا فبُعـادُهـم قـتَّـالُ
يـا دالُ ردَّتنـا إلـيـكِ محـبَّـةٌ =يَطغـى بألطـفِ شأنِهـا البَلبـالُ
و من المحبَّـةِ مـا يُلهَّـبُ إثـرَهُ =بردُ الحَشـا و تُقطَّـعُ الأوصـالُ
يا ثغرُ يا ثغـرَ التفـوُّقِ و العُـلا =أأظـنُّ فيـكِ تغيُّـراً و إخــالُ ؟
نُبِّئتُ أنَّ عرى المكـارمِ هُلهِلـتْ =و تبدَّلـتْ دونَ العَـلاءِ خــلالُ
فعلى مسارحِـكِ العتيـدةِ ظُلمـةٌ =و على الرِّيـادةِ وقفـةٌ و سـؤالُ
و على الملاعبِ وحشـةٌ و كآبـةٌ =هَمُلتْ و غابت خُضـرةٌ و ظِـلالُ
آهٍ لأيَّـامِ الشِّـبـابِ و صـفـوهِ =أيَّـامُ ينعـمُ حالُـنـا و الـبـالُ
أيَّـامَ نركلُهـا فنبعـثُ سِحرَهـا =و كأنَّنـا فـوقَ الحَبيـرِ خَـيـالُ
أيَّـام أقتحـمُ الصفـوفَ كأنَّنـي =خَلَـلَ الجـآذرِ ضَيْغَـمٌ رِئـبـالُ
في كلِّ دربٍ منكِ ذكـرى خُلِّـدت =طـابَ المـدى فتقـدَّمَ الخـيَّـالُ
و بكـلِّ طاولـةٍ لـديَّ قَصـيـدةٌ =و لَدى المُديـرِ عُقوبـةٌ و نَكـالُ
حيِّ العباقرةَ الأولي مـن فَصلِنـا =فـي كـلِّ مُنطلَـقٍ بهـم نَختـالُ
طـبٌّ و هندسـةٌ و عـلـمُ إدارةٍ =و هدىً و أهـلُ تجـارةٍ و رجـالُ
نُجباءُ فصلي كالشُّموسِ مُضيئـةً =دفءُ البسيطةِ و السَّنـا المُنثـالُ
حفظوا المطهَّرَ و الحَديثَ و أُشرِبُوا =أدَباً و أُشعِلَ فـي العلـومِ سجـالُ
يا يُوسُفَ الحسنِ ابتدرتَ إخاءنـا =فإذا الشِّتـاتُ تقـاربٌ و وصـالُ
حُلِّيتَ بالخُلُـقِ الرَّفيـعِ بَشاشـةً =فعلـى إهابِـكَ رَونَـقٌ و جَمـالُ
و سَبقتَ بالكـرمِ الـذي أوليتَـهُ =إنَّ التَّكـرُّمَ فـي الرِّجـالِ كَمـالُ
ناهيكَ عن شهـرِ الصّيـامِ فإنَّـهُ =تربُو الفضائـلُ فيـهِ و الأعمـالُ
شعر
زياد بنجر
******************
السلام عليكم
قصيدة جديدة لشاعرنا الرائع زياد بنجر وهو هنا يقدم لنا عملا فريدا بغرضه على الأقل وقلما نجد غرضا شعريا مماثلا هنا خاصة عن ذكريات المدرسة.
القصيدة على بحر الكامل ذو الايقاع الجميل والذي أحبه شخصيا .
المعاني واضحة وجلية وقريبة من المتلقي وتتقاطع معه عبر قناة ذكرسات المدرسة التي تركت في كل واحد فينا بصمات لاتنسى.
هنا:
جـادَ السّحـابُ فَوابـلٌ هـطَّـالُ =بالحُـبِّ يـومَ لقائـنـا يــا دالُ
نجد بداية موفقة جدا حيث مزن الذكريات تهمي بغزارة وقد عبر عنها الشاعر بصدق وشفافية منقطعة النظير.
وتتالى الأبيات تراوح بنفس المعنى حتى نأتي لهذا البيت:
ما نالَهُ و الـرَّوضُ مُحتفـلٌ بـهِ =وَهَنُ المَسيرِ و لا اعتـراهُ كَـلالُ
وهنا يعبر عن ان تلك الذكرى لن تنسى على مر الزمن,ولايمل من تكرارها.
كما يتقاطع هنا مع هذا البيت في بعض معانيه:
يا طير ليتَ من ارتضَيْتُ للوعتـي =سَكَـنٌ لنـا فبُعـادُهـم قـتَّـالُ
*****
يا ثغرُ يا ثغـرَ التفـوُّقِ و العُـلا =أأظـنُّ فيـكِ تغيُّـراً و إخــالُ ؟
نُبِّئتُ أنَّ عرى المكـارمِ هُلهِلـتْ =و تبدَّلـتْ دونَ العَـلاءِ خــلالُ
فعلى مسارحِـكِ العتيـدةِ ظُلمـةٌ =و على الرِّيـادةِ وقفـةٌ و سـؤالُ
و على الملاعبِ وحشـةٌ و كآبـةٌ =هَمُلتْ و غابت خُضـرةٌ و ظِـلالُ
آهٍ لأيَّـامِ الشِّـبـابِ و صـفـوهِ =أيَّـامُ ينعـمُ حالُـنـا و الـبـالُ
*******
في تلك الاليات نجد ذكر واضح لفكرة التفوق المرواحة في عباب الدراسة وتوق الافضل وخيبات المواقف الدراسية الملاعب والرياضة واثرها الذي يترك في تاريخنا أجمل ما نبحث .
*********
ام أقتحـمُ الصفـوفَ كأنَّنـي =خَلَـلَ الجـآذرِ ضَيْغَـمٌ رِئـبـالُ
في كلِّ دربٍ منكِ ذكـرى خُلِّـدت =طـابَ المـدى فتقـدَّمَ الخـيَّـالُ
و بكـلِّ طاولـةٍ لـديَّ قَصـيـدةٌ =و لَدى المُديـرِ عُقوبـةٌ و نَكـالُ
حيِّ العباقرةَ الأولي مـن فَصلِنـا =فـي كـلِّ مُنطلَـقٍ بهـم نَختـالُ
نجد تميزا هنا وصفوة ابيات من القصيدة حتى لتخال نفسك بصرف النظر عن الشاعر مع المتنبي وامثاله من الشعراء العظام.
**********
ثم تمضي القصيدة بتؤدة ولين ونفس رضية سمحة وههي تطغى هنا على جو القصيدة حتى لتخال لونا زمرديا لظللها ويجعلك تعتقد وكانك تقولها انت.
مايؤخذ على بعض الشعراء عدم عهنايتهم بترك هامش لشرح مفردات قصيدتهم لتسهل على القارئ العادي المتابعة وددنا لو التفت اليها شاعرنا العزيز.
***********
المفردات:
بلبل:المتاع بلبلة-وبلبالافرقه وبدده
رئبالا:الاسد والذئب الخبيث مترصد-رئبال:جريئ مترصد بالشر
حبيرا:حبر-حبورا:سرّه ونعمه
جئز:بالماء -جأزا ,جأَزا وجأْزا: غصَّ به فهو جئز ٌ وجئيزٌ
______
الصور:
نسوق بعص أمثلة:
و النهر كالحبِّ الذي نَسمـو بـهِ
يا ثغرُ يا ثغـرَ التفـوُّقِ و العُـلا
نُجباءُ فصلي كالشُّموسِ مُضيئـةً
لم تأت الصور فريدة أو غريبة عن المخيلة وربما تماشت مع الغرض الشعري تماما
************
أعددت دراسة بيناية عن درجة صعود وهبوط المشاعر وحرارتها في القصيدة ولن أشرح فالخط البياني كافي للتوضيح هنا:
ولكن مانلمسه هنا تأجج العواطف وصدقها فالمناسبة عزيزة على صاحبها وقد كانت صادقة فعلا تبين هذا من خلال الدراسة وكما نرى ارتفاعها مجسدة عبر الابيات:
3-9-13-19
وكانت نموذجا هنا.
أتمنى ان أكون قد قدمت دراسة مفيدة هنا
مع أمنياتي للشاعر بكل التوفيق والنجاح في حياته.