و كان البحر موعدنا

إليها عند بحرها البعيد

شعر عماد على قطري

و كان البحر موعدنا
و لم تأت ِ ..
و أسأله ُ أيا موجا على الشطآن منكسرا
أما جاءت ْ قبيل الضوء سيدتي ؟
فلم ينطق ْ
أشار إلى خطى كانت مسافرة
فتاه العقل و المنطق ْ
و أسأله ُ..
يغني الموج " سيدتي "
لذاك الموج أغنية
ترددها رمال الشط و النورس
و تحكيها لأصداف و زوار
و تنقشها على المرفأ ْ
يقول الموج سيدتي
هنا عينيك مرساتي
و فيروز الهوى الآتي
فكل جمال شاطئنا
يُخَبّر أنك المنبع ْ
و أنّ نوارس الدنيا غدت ْ أبهى
لأنك ِ زُرْت ِ شاطئها
فسال العطر واللؤلؤ ْ
و قال الرمل سيدتي
بأن الخطو في رفق يزلزله ُ
يهز كيان حباته
فهلا الرفق سيدتي
بخفقات ترج فؤاد ذراته ؟
و يا رمل الهوى مهلا ..
وكن أهلا
لخطوات رقيقات
فذاك الخطو أغنية
و ذاك الحسن مولاتي
وقالت شمسنا الخجلى
و قد مالت إلى الغرب ِ
بهاء أصيلي الساري أتى يجري
من الوجنات و القلب ِ
إذا جاءت ْ ..
ترى الدنيا مسالمة
و كل الناس قد تاقوا إلى الحب ِ
و قال الليل ..
سيدتي .. سواد الشعر أرهقني
فصرت الآن يغويني سواد الشعر
بل صارت ْ دروب الوجد سارحة
غدت أعرض ْ
و لكني أُقَضي الوقت مشتاقا
و تغويني وضاءتها
و فلب ساحر أبيض ْ
أراقبها .. و أعشقها ..
و عهد الحسن يجمعنا
بميثاق ولن يُنْقَض ْ
تقول نسائم الفجر ِ
و قد تاهت على الشطآن
عطرني مرور " مشيرة " الأبهى
فسال العطر أردية
أزخرفها و ألقيها بتحنان
على الآفاق و العشاق و الصحبة ْ
فيغدو الكل في ألق
رقيق النفس مرتاحا
بلا خوف .. بلا غربة ْ
و قال البحر ..
مولاتي وسيدتي
إذا جاءت ْ ..
يحن الموج مشتاقا و يجري نحو رجليها
إذا غابت ْ ..
يعود لقلب أعماقي
و منكسرا يردد صمت آهات ِ
و بين المد والجزر ِ
يبوح الماء منتشيا بذكراها
أعاتبه ُ..
يموء الماء مهتاجا
و ينطقها .. " هي الأبهى و أعشقها
و أهواها .. و لي عذري "
رأيت الحسن في جسم
برئ القلب في الفجر ِ
أتت نحوي
و ألقت حسنها المغري
فهاج الموج مشتاقا إلى النهد ِ
و ثار الموج رقراقا إلى النحر ِ
فهمنا ساعة كانت
بكل الماضي و العمر ِ
و مازلنا نريق الدمع نرجوها
تعيد القلب للفجر ِ