الثورتان التوأم
ثورة تونس و أختها ثورة مصر توأمان ما في ذلك شك حيث تشابهتا في كل شيىء تقريبا لذلك فان ما حصل في تونس من فعاليات ثورية وردود فعل الطابور المستبد والظالم حصلت منه نسخة هناك بالتمام والكمال حتى أن الرئيس المخلوع اللامبارك قد خطب ثلاث مرات مثل مخلوع تونس وهرب كل منهما من الميدان يوم جمعة وكان الجيش في البلدين محايدا ان لم نقل منحازا للجماهير المنتفضة ولكن ننبه الى أن بقايا النظام في كلا البلدين لا يزال يسيطر على الأوضاع وعلى الشباب في كلا البلدين الانتباه الى خطورة أن تسرق كلا الثورتين بعد أن قدم الشعبان مئات من الشهداء الأبرار الذين اغتالتهم أو أعدمتهم بدم بارد الأيادي القذرة في كلا البلدين وتشابهت الثورتان في كونهما قامتا على نظامين عميلين للغرب والصهيونية فالخاسر الأكبر في هذين الثورتين الكيان الصهيوني والغرب وكذلك فانه بعد فرار الديكتاتورين بدأت الاحتجاجات القطاعية لمختلف المهن التي كانت مهمشة ومضروبة على أيديها وحتى الشرطة في كلا البلدين قد تظاهروا بعد انهيار النظامين واعتذروا للشعبين وأقروا بانهم كانوا يسيرون بالتعليمات وقد آن الأوان لتكون الشرطة في خدمة الشعب وليس في خدمة النظام
كما تحرر الاعلام في كلا البلدين وتنفس الناس الصعداء وانقلبت وسائل الاعلام الرسمية في كلا البلدين لتتحدث وتوثق مخازي النظامين بعد أن كانت بوقا متقدما لهذين النظامين كما تبين بشكل واضح ان أسرة الرئيسين المخلوعين كانت تسيطر على معظم اقتصاد البلد وتملك كل شيىء تقريبا في حين أن الشعب يعاني الويلات فقرا وبطالة وتهميشا وانعداما للحرية الى درجة أن الشباب قد فجر نفسه حرقا بالنار كتعبير عن حالة الاحتقان ورفضا للظلم الحاصل في البلدين .
ومن ناحية أخرى فان التآمر الغربي والصهيوني المعادي لتطلعات الأمة العربية في تغيير جذري و حقيقي من شأنه أن تعيش هذه الأمة حرة وكريمة قد حصل لكلا الثورتين ولكن الشعب العربي في كل من تونس ومصر قد استبسل ولم يترك الميدان الذي سيطر عليه بطريقة حضارية راقية جدا سواء في ساحات تونس أو مصر فان أعمال البلطجة والنهب والسرقة والحرائق كانت من فعل عناصر محسوبة على النظامين لمقايضة الشعبين اما الفوضى أو بقاء النظام وحتى السجناء وقع اطلاق سراحهم قصدا لهذه الغاية الخسيسة في كلا البلدين.
وأمام هذا التشابه في الثورتين فان النتيجة التي نخرج بها هي أن أوضاع الامة العربية واحدة في مواجهة حكام من فصيلة قذرة واحدة وما على بقية الامة العربية الا النسج على منوال ما فعل الشعبان في كل من تونس ومصر من طرد للحكام الفاسدين وان لا تاخذ اخوتنا العرب بحكامهم أية رحمة أو شفقة فكلهم في الفساد سواسية وفيهم من هو أكثر فسادا وتآمرا على المصالح العربية وأكثر ارتباطا بالكيان الصهيوني بمن سبقهم من الحكام المخلوعين عبر الثورتين التوأم في كل من تونس ومصر والى أن يلتحق بهما شعب عربي آخر على درب الثورة والخلع للفاسدين الى لقاء قريب باذن الله فان الأمة العربية قد خلعت نهائيا والى الأبد رداء الخوف.
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/

facebook

http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524


groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar