مقامة الانتظار حتى الاحتضار
وصفوا له إياها ، فتشعلق بسماها ، حتى رآها ، فصاح قلبه : سبحان من سواها ، وجه جميل ، وجفن كحيل ، وعود نحيل ووجه يضيء من نوره القنديل ، أحبها فوق طاقته ، وباح لها بعمق محبته ، ترددت ، وتمنعت ، وأقبلت ، وأدبرت ، كلما ظن اقترابها ، نابه أن يرتوى سرابها ، سافر لها يحمل لهفته ، وعاد من عندها يكابد حسرته ، تركته على رصيف الانتظار ، ينتظر الاحتضار ، فحبها صار كل حياته ، وبعدها يبذر فيه أناته ، يراها في صحوه ، ويضمها في نومه ، وهي عنه لاهيه ، ولأمره ناسيه ، تقول له تعال ، وتتراجع في الحال ، تقبل وتدبر ، وتكسر وتجبر ، إن أقبلت خاف من الإدبار ، وإن أدبرت اختلط الليل بالنهار ، احتار ماذا يفعل ، فذهب إلى طبيب القلوب يسأل ، فقال له الطبيب ، بلسان عربي أريب ، أنت عليك الانتظار ، حتى الاحتضار ، فحبيبتك نافره ، بترددها سافره ، فعليك إما الانتظار ، أوتعجيل الانتحار ، فعاد مهموما ، وبات مكظوما ، ينتظر قمره أن يقول له تعال ، كي يطير له في الحال ، فليس في الحب محال ، ولن يفكر أبدا بالنسيان ، بعد أسره قمر الزمان !!!