المستقبل ومارد الدرهم

[المحامي منير العباس]

الفصل الثاني من رواية (( الأخطل على شفا شفرة ))

المستقبل ومارد الدرهم

((طبيبا يعالج المرضى و يساعد الفقراء )) لم يكن هذا جوابا على سؤال لم يُسأَلَهُ أصلاً كما يُسألُ باقي الأطفال : (( ماذا تريد أن تكون في المستقبل ؟ )).
لكنه حقاً أراد أن يكون طبيباً لان الطبَّ من منظوره يؤمِّن له مركزاً اجتماعياً مرموقاً ودخلاً جيداً .
العلامات التي تتكشف عنها نتائج امتحانات الثانوية العامة هي بوابته إلى كلية الطب .... ومن ثم إلى المستقبل الأخضر الذي ينشده .
سمع من التلفاز أن النتائج ستعلن بعد أيام .. فراح يعدُّ هذه الأيام .. تكفيه أصابع كفٍ واحدة ليعدَّ عليها 00 ولكن هذه الأصابع تكدَّمت لكثرة العدّ 00 إنها أيام طويلة .. وبقدر ما تثير الرُّعبَ تحمل على التفاؤل .. كدواليب سحب اليانصيب ... توقف الضغط وهي تدور لتعلن الفوز أو الخسارة ، لكنه لم يكن يرى الأمر على هذه الشاكلة 00 فالدواليب تعلن الحظ واللاحظ 000 بينما نتائج الامتحان تعلن ثمار الجهد والتعب .
وضع رأسه على الوسادة متمنياً أن ينام ولا يصحو إلا على زغرودةِ تهنئةٍ لم يكن ينتظرها من أحد... حتى من والدته ... ولا ينسى ديك جيرانه الذي طالما أحبه خلال أيام الدراسة كونه كان يوقظه من الفجر...ولكنه وفي هذه الليلة بالذات شعر أنه يكره ذلك الديك .. لأنه فيما لو انتصر على أرقه ونام فانَّ هذا الديك سيبدِّد انتصاره مع بزوغ الفجر، فتمنى لو أن مرضاً يحلُّ به .. ولو لهذه الليلة فقط .
وبينما هو يرتب ويرتل ما أمكنه من أدعيةٍ تضمنُ له صمتَ ذلك الديك...غطَّ في نوم عميق .
- إن لم يكن ما تُريد فَرِدْ ما يكون .. قالها صديقه وهو يوقظه
- ماذا ؟!
- نجحت ولكن مجموعك العام لايؤهلك لدراسة الطب .
أمسك بعبارة صديقه وحاول مضغها فما استطاع 00صرخ دون انتظار جواب:
- لن أكون إلا ما أريد وستجري الريح بمشيئتي ويسبق قاربي أيَّ تيارٍ يكون... تذكَّر أنَّ أحد أقاربه من ذوي النفوذ بالعاصمة ردّد على مسامعه مراراً قول أحد شعراء عصر الانحطاط :
إذا كنت في حاجةٍ مرسلاًَََ 00 وأنت بها كلف مغــــرم
فأرسل حكيما ولا توصه 00 وذاك الحكيم هو الدرهم
في اليوم التالي سافر إلى العاصمة والتقى ابن عمه الذي قاده إلى الشخص الذي يستضيف الدرهم ويتفهم مطالبه حتى لتخاله مارداً بيد هذا الدرهم .
ولدى دخولهما منزل ذلك المارد استقبلهما شخص في غرفةٍ تغصُّ بالمنتظرين .. وطلب منهما الانتظار..
سأل الأخطل أحد المنتظرين الذي كان يجلس بجواره عن مركز ووظيفة هذا المارد القابع في الغرفة الأخرى ، فأجابه بما لم يجبه ابن عمه (( إنه خطيب جامع)) .
- رجل دين ؟! تساءل الأخطل باستغراب .
- نعم إنه رجل دين ، ولكن ألا ترى هاتين الصورتين وكلٌّ منهما تغطي جدارأً !؟
ألا تعرف صاحبي هاتين الصورتين !؟
أجاب بأنفاس مختنقة وكلمات تتلاطم حروفها ... أجل إنهما ...إنهما 00 ؟!
أدرك الأخطل أن انتظاره سيطول ، وقتلاً للوقت حاول أن يشغل نفسه باستقراء حاجات المنتظرين معه .
فابتدأ بجاره في المجلس ، إنه رجل في خمسينات العمر ولا يمكن أن يكون قد حصل على الشهادة الثانوية حديثاً ، وبالتالي لا يمكن أن تكون حاجته متصلة بهذه الشهادة ، كما أن رحيله عن الأناقة فضلاً عن شواربه الغليظة والمتدلية إلى أسفل شفته السفلى ، وأسنانه الصفراء المتخاصمة مع بعضها، كل ذلك لا يوحي أنه موظف يسعى إلى مركز وظيفي مهم .
وبعد أن فشل استقراؤه سأله ما حاجتك عند هذا المارد ؟
- قتل .
- لم أفهم !
- شقيقي قتل زوجته لأنها ردَّت على الهاتف وهي تكشف عن رأسها فهجم أشقاؤها الثلاثة على شقيقي فقتلهم شقيقي الآخر.
- ولكن هذا عمل المحاكم فما علاقة هذا الشخص بمثل هذه الأمور ؟
أمام هذا التساؤل أدرك المجالس جهل السائل وغبائه ، فأجابه محتقراً جهله :
- من هنا تصدر الأحكام 000 من هنا تصدر الأحكام !!
أدرك الأخطل أنه لن يجد إلى استقراء حاجة أحدٍ من المنتظرين سبيلاً فقرر الانتظار بصمت .
ولكنه بعد ما سمعه و رآه في مطبخ الفساد هذا تساءل في نفسه :
إن انتصر على التيار ووصل قاربه إلى المستقبل الذي ينشده وأصبح طبيباً، ألن يجد ألف ماردٍ كهذا الذي ينتظره ليأخذ مرضاه منه ؟؟ أليس كل الموجودين هنا مرضى ولكنهم في عيادة مارد الدرهم الذي يجهل الطب ويملك العلاج في نفس الوقت ؟؟
أجل فليس الفارق كبيرا بين المريض بالإجرام والحاجة وبين المريض بعلة في الجسد أو الأعصاب .
جاء دور الأخطل أخيرا ودخل مع ابن عمه والتقى المارد الذي بدا حريصا على وقته فسأل مباشرة : ما المطلوب ؟
- دراسة الطب في إحدى الجامعات الأوروبية .
- منحة على حساب الدولة أم على حسابك ؟
- وهل المنحة ممكنة ؟
- (( متهكماً )) 00 كله بثمنه .
وأدرك الأخطل الثمن !! فأدرك أن هذا الثمن يفوق ثمن شقة فاخرة في أرقى أحياء العاصمة
قال في نفسه وهو يهم بالخروج دون استئذان حتى من ابن عمه : ( الحمد لله أن باب هذا المسجد مقفل وكفاني الله الصلاة خلف هكذا إمام ) .
لم يعد الطب مطية الأخطل إلى ذاك المستقبل الأخضر الذي طالما حلم به ، فقد حزم أمره على دراسة الحقوق وامتهان المحاماة للوقوف في وجه أولئك المردة
أجل فللباطل جولة وللحق جولات ولا بد أن يشيخ ذلك المارد وأمثاله وينجلي ليلهم الجاثم على صدر المجتمع بكافة أطيافه .

بقلمي : المحامي منير العباس (الأخطل الحمصي)

[ريمه الخاني]

احجز المقعد الاول استاذنا الكريم.
واحيي سخاء عطائك الادبي

[المحامي منير العباس]

احجز المقعد الاول استاذنا الكريم.
واحيي سخاء عطائك الادبي

يا أديبتنا وشقيقتنا الغالية ام فراس
المقعد الأول محجوز
فقد سبقنا إلية شقيقنا
الشاعر الغرِّيد ظميان
لكِ وله كلّ الحب والتقدير
وألقاكما بخير إن شاء الله

[علي جاسم]

السلام عليكم

تصوير مبالغ فيه لدور رجل الدين

فرجل الدين لا يملك هذا الدور

وحقيقة في معدلات الثانوية لا توجد أي واسطة

سواء لرجال الدولة وسلطتهم أم لرجال الدين

تقديري لك

[المحامي منير العباس]

السلام عليكم

تصوير مبالغ فيه لدور رجل الدين

فرجل الدين لا يملك هذا الدور

وحقيقة في معدلات الثانوية لا توجد أي واسطة

سواء لرجال الدولة وسلطتهم أم لرجال الدين

تقديري لك

أخي الفاضل الأستاذ علي الجاسم الموقر :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بدايةً أستاذي الفاضل أشكركَ على مروركَ الكريم
وأحترم رأيكَ وأراهُ قيِّماً وقويماً
ولست على خلافٍ معكَ في هذا الرأي
بل أشاطركَ إيّاه بالمُطلق
0000
ولكن يا أستاذي الفاضل نحنُ أمام عملٍ قصصيّ ولسنا أمام مقال
وأنت أستاذنا وأعلم منا بالفارقِ بينَ القصةِ والمقال
0000
ففي العمل القصصي يجب أن تمرّ العبارات والإشارات
عبر مجهرٍ مُكبِّرٍ قدر الأمكان لتوضيح الفكرة
والقصة هنا تُداهمُ بعضَ أوكار الفساد
ومن أوكار الفساد ما ضمَّ أشخاصاً تستروا بالدِّين وارتدوا عباءته
ليمرروا فسادهم والدينُ منهم براء
وهؤلاء من تُشير إليهم القصة
وليسَ رجال الدين الحقيقيين الذين ننحني إجلالاً وإكباراً أمام هاماتهم
0000
ومع أنكَ ظلمتني في ردّكَ هذا فلا أشكُّ بحُسنِ نواياك ونقاء سريرتك
أشكركَ أستاذ علي على إشراقتك الكريمة عبر صفحتي
ودُمتَ بحفظ الله ورعايته

[فراس الحكيم]

هناك فرق بين المنتفعين عن طريق منصبهم الاجتماعي...
وبين من يريدون الخير للمجتمع بصدق وفي عصرنا اختلط الحابل بالنايل حتى صار رجل الدين المثالي اما نادر الوجود او لايقدر على تلميع نفسه كما هؤلاء المنتهزون ونحن امة تعمم ولا تفرق بين الغثاء والصادقين....
وهذه الطامة الكبرى لاننا صرن نفتقد للقدوة الصالحه ومازلنا نحتاجها ومن الخطا بمكان التعميم ...
هو هذا المصاب به هذا المجتمع ..
ففي كل مجال في عالمنا الغث والثمين في كل مجال... والاهم ان تكون قاعدتنا المعرفية صلبه لنعرف التفريق..
والجهل له عدة اوجه...
اترك تحيتي وتقديرياستاذنا
فراس

[المحامي منير العباس]

هناك فرق بين المنتفعين عن طريق منصبهم الاجتماعي...
وبين من يريدون الخير للمجتمع بصدق وفي عصرنا اختلط الحابل بالنايل حتى صار رجل الدين المثالي اما نادر الوجود او لايقدر على تلميع نفسه كما هؤلاء المنتهزون ونحن امة تعمم ولا تفرق بين الغثاء والصادقين....
وهذه الطامة الكبرى لاننا صرن نفتقد للقدوة الصالحه ومازلنا نحتاجها ومن الخطا بمكان التعميم ...
هو هذا المصاب به هذا المجتمع ..
ففي كل مجال في عالمنا الغث والثمين في كل مجال... والاهم ان تكون قاعدتنا المعرفية صلبه لنعرف التفريق..
والجهل له عدة اوجه...
اترك تحيتي وتقديرياستاذنا
فراس

أخي الفاضل الأستاذ فراس الحكيم الموقر :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بدايةً أرجو أن تقرأ ردّي السابق على ردّ أستاذنا الأستاذ علي الجاسم
وذلكَ لمزيدٍ من التوضيح
آملاً أن يكون تنويهي عبر هذا الردّ مُرضٍ ومُقنعٍ للجميع
00000000000
وبعد:
حقيقةً أنكَ حكيمٌ وفارس
وردودكَ عبرهذا المُنتدى
تعكسُ نُبلَ أخلاقك وسعة مداركك
أشكركّ أستاذي وأخي وحبيبي فراس
وألقاكَ بخير إن شاء الله

[ظميان غدير]

قصة رائعة وجميلة كعادتك يا الاخطل الاديب والمحامي البارع


فساد رجال الدين موجود منذ زمن

لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا منه

وقال فيما معناه

إثنان إن فسدا فسد سائر الناس

الامراء والعلماء ...

والعلماء هنا هم بمثابة رجال الدين المتبحرين في العلم الشرعي والذين يؤخذ بكلامهم في جميع امور الحياة

ولا شك أن كل الاديان تعاني من فساد رجال الدين سواء المسلمين او اليهود او النصارى وأقرب مثال ما يحصل من نفور من الدين في اوربا ما هو إلا بسبب فساد رجال الدين وبسبب استغلال الدين في تمرير السياسات الظالمة حتى أقتنع معظم الاوربين بعدم اتباع دين لان اتباع الدين ما هو إلا شكل من اشكال العبودية ...فتوجهوا للتحرر والدعوة لتقديس العقل والمنطق .حتى وصلوا لمرحلة الالحاد والعياذ بالله حينما لم يستطعوا الايمان بالاشياء الغيبية التي لا تخضع عادة لحسابات العقل والمنطق وأيضا بسبب فساد رجال الكنيسة واستغلالهم للناس ...الخ

وأظن رجل دين صالح يستطيع ان يجعل الحياة جميلة ورجل دين فاسد بمقدوره ايضا ان يجعل الحياة تعيسة

لان كلامه وتصرفاته محط انظار الجميع .....


تحيتي لك يا الاخطل الحمصي

ظميان غدير

[المحامي منير العباس]

قصة رائعة وجميلة كعادتك يا الاخطل الاديب والمحامي البارع


فساد رجال الدين موجود منذ زمن

لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا منه

وقال فيما معناه

إثنان إن فسدا فسد سائر الناس

الامراء والعلماء ...

والعلماء هنا هم بمثابة رجال الدين المتبحرين في العلم الشرعي والذين يؤخذ بكلامهم في جميع امور الحياة

ولا شك أن كل الاديان تعاني من فساد رجال الدين سواء المسلمين او اليهود او النصارى وأقرب مثال ما يحصل من نفور من الدين في اوربا ما هو إلا بسبب فساد رجال الدين وبسبب استغلال الدين في تمرير السياسات الظالمة حتى أقتنع معظم الاوربين بعدم اتباع دين لان اتباع الدين ما هو إلا شكل من اشكال العبودية ...فتوجهوا للتحرر والدعوة لتقديس العقل والمنطق .حتى وصلوا لمرحلة الالحاد والعياذ بالله حينما لم يستطعوا الايمان بالاشياء الغيبية التي لا تخضع عادة لحسابات العقل والمنطق وأيضا بسبب فساد رجال الكنيسة واستغلالهم للناس ...الخ

وأظن رجل دين صالح يستطيع ان يجعل الحياة جميلة ورجل دين فاسد بمقدوره ايضا ان يجعل الحياة تعيسة

لان كلامه وتصرفاته محط انظار الجميع .....


تحيتي لك يا الاخطل الحمصي

ظميان غدير

أخي الغالي الشاعر ظميان غدير :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لا أملكُ إلا الإنحناء إجلالاً لفكركَ النيّر
وحكمتكَ الرزينة
دمتّ فخراً لنا أيها الشاعر الغرِّيد
والمُفكِّر العظيم
حفظكَ الله شاعرنا العظيم
لكَ فائق تقديري واحترامي
يا أستاذ صالح

[يونس محمود يوسف]

أستاذنا الغالي الأخطل الحمصي
ألا ترى يا صديقي انك طبيب ومحامي في آن واحد
محاميا بحكم عملك ووظيفتك وطبيب يداوي الأرواح بالنصح والمحبة والحكمة
نعم أيها المحامي المتميز والطبيب الناجح
دمت بخير صديقي العزيز
مودتي واحترامي