أنا الداء ..



..









ما انصاعَ لِي الشِّعرُ إِلَّا حاسِـدِي اعتَرَضـا
فَما التَفَتُّ لَـهُ - فِـي غَفلَـةٍ - عَرَضـا
لِعاذِلِـيَّ - أَنــا - داءٌ أَلَــمَّ بِـهِـمْ
فَـلا جُنـاحَ بِـأَلَّا يُحبِـبُـوا المَـرَضـا
وَ لا عُجـابَ إِذا مـا أَبغَضُـوا قَلَـمِـي
وَ لا عَلَـيَّ بِأَنِّـي حَتـفُ مَـنْ بَغَـضـا
وَ لاتَ حِينَ رَشِيـدِ الـرَّأيِ ؛ يَنصَحُهُـمْ
وَ لا تَحَيَّـنَ غَـدرًا غَيـرُ مَـنْ رَفَـضـا
فَأَنكَرُوا - لَيتَ شِعـرِي - كِبرِيـاءَ فَـمٍ
بِتِيـهِ نَبرَتِـهِ الشِّريـانُ قَــدْ نَبَـضـا
فَقُلتُ : ( تِيهُوا ؛ إِذا مـا اسطـاعَ أَيُّكُـمُ
جَرَّ الأَناشِيدِ - عَنْ قِيثارَتِي - عِوَضـا ! )
أَيُّ الأَمانِـيِّ لَـمْ تَضبَـحْ إِلَـى لُغَتِـي ؟
وَ أَيُّها لَـمْ تَنَـلْ مِـنْ أَحرُفِـي غَرَضـا ؟
لَمَستُ مُهجَـةَ مَيـتِ الحِـسِّ فانتَبَهَـتْ
فَبـاتَ يَلهَـجُ مَـنْ أَلفَيـتُـهُ حَـرَضـا
فَكُـلُّ قَلـبٍ بِمـا أَحيَيـتُـهُ كَـلِـفٌ
وَ كُـلُّ عِـرقٍ بِمـا رَوَّيـتُـهُ انتَفَـضـا
أَنـا الَّـذِي لَـمْ تَقُـمْ لِلشِّعـرِ قائِـمَـةٌ
لَولَايَ . لَـولَا حُروفِـي الغُـرُّ لَانقَرَضـا !
لَمـاتَ مِيتَـةَ كَلـبٍ فِـي دَفاتِـرِهِـمْ
وَ شَاقَـهُ كَلَـفُ النُّـظَّـامِ فانقَبَـضـا !
لَو كُنـتُ أَعلَـمُ فِيهِـمْ مُستَحِـقَّ يَـدِي
لَحَمتُـهُ بِحُسـامٍ مـا نَضَـوتُ مَـضَـى
لَكِنَّنِي لَا أَرَى فِـي القَـومِ مَـنْ سَنَحَـتْ
لَهُ القَوافِي - كِفاحِـي - عِندَمـا قَرَضـا
فَزاعِـمُ الثَّـأرِ مـا هاجَـتْ ضَغائِـنُـهُ
بِحَـدِّ رَدِّيَ وَعـدَ الثَّـأرِ قَـدْ نَقَـضـا
وَ رَاغِـبٍ بِعِـدائِـي لَــو أَرَدتُ بِــهِ
شَـرًّا ؛ فَقَـأتُ لَـهُ عَينَيـهِ مُـذْ رَبَضـا
أَنـا لَهُـمْ هَجمَـةُ الطَّاعُـونِ ؛ جَائِحَـةٌ
ما غَادَرَتْ مَنْ ثَوَى مِنهُمْ ؛ وَ مَـنْ رَكَضـا
إِنْ شِئتُ حَطمَ قَوافِي الشِّعـرِ ؛ لَامتَثَلَـتْ
أَو شِئـتُ نَهضَتَـهُ ؛ مِـنْ فَـورِهِ نَهَضـا
لَكِنَّنِـي قَـدْ وَجَـدتُ الـرَّدَّ يَرفَعُـهُـمْ
إِلَى عُلُوِّيَ ؛ حَيـثُ الضَّـوءُ قَـدْ وَمَضـا
فَعِفتُهُـمْ ؛ كَـي يُعانُـوا لَيلَهُـمْ أَرَقًــا
وَ نِمتُ وَ الشِّعرِ ؛ فِي ضَوءِ الضُّحَى ؛ بِرِضى