في كُلِّ لَيْلَةٍ أَقِفُ على شُرْفَتي أنظُرُ إلى القَمَرِ أنتَظِرُ تَكاتُف النورِ فيهِ ليرسمَ مَلامِحَ وجهِها المُضيء تَلتفُ حَولَه النَجماتُ مُشَكِّلَةً عِقداً تَرتَديه فيزيدُ نَحرَها رِقَةً وأنوثَةً.
أنتَظِرُها تعودُ راكِبةً خُيوطَ الشوقِ الواصِلَةِ بين قَلبي وضوءِ القَمَر، بيدي أُمسِكُ وردةً نَمَتْ بينَ جنباتِ رُوحِي وشَربَت مِنْ أَنينِ وِجداني حينَ يَطعنُني خِنجرُ البُعدِ فيوقِظُ في كَياني وَحشَ الفراقِ الناهِشِ سَنابِلَ عُمري.
برحليِها رحَلت الفراشاتُ عَنْ ربيعِ قلبي وصمَتت البلابلُ عَنْ شَدوِ لحن السعادة واستبدَلَته بدموعٍ ترَكت على خديِّ الشوقِ أخاديدَ حَفرتها بهطولِها المستمر، فأبقَتني داخلَ بوتَقةِ الألَم يُعْمِلُ بي كُلَّ فُنونِه ليزيدَني عذاباً ونزفاً لا يَنْضَبُ ما بقيَ في قلبي نَقيرَ حُبٍ لأميرة العشقِ المتُوجَةِ على مملكةِ هواي.
منذُ زمنٍ قديمٍ أعلنتُ سقوطَ قلاعي أمامَ جُيوشِها وها أنا أبحثُ عن ذلك الجيشِ ليعودَ إلى قلاعي التي باتَتْ مهجورةً بغيابها إلا منَ الأحزان