بطيخ الشعر ...!!
زيّف حروفك فالجميع يُزَيِّفُ
واجعل شِعارك أنّني لا أعرف
واجعل من الشعر الجميل عباءة
واهرف فكل النّاس صارت تهرف
نافق تَرَ القطعان نحوك أقبلت
أسرابُهم مثل الفراش تُرفرف
هرطقْ حروفك مثلهم سترى الذي
كرهوا حروفك في ثنائك أسرفوا
وترى الورود تناثرت من فورها
لتقول أنك رائع ومفوِّف
كم شاعر قطرانه في حرفه
وقبيحةٍ أوزانَه لا تعرف
صارت يُطاف على فحيح حروفها
ويقال : من نظم اللآليء أشرف
نعثوا الزهور ولم يبالوا علّة
في نحوها مهما تخور وتنعف(*)
ما همَّهم إلا فتات أنوثة
باتت تحرِّك جمعهم إذ تَعْلِف
لا النحو تعرف لا البحور ولا يرَوا
إلا الغثاء وساقط ما تَهرف
لكنّهم من اجل لمسة كفِّها
جاءوا بمسبحة النفاق ليهتفوا
من أجل همستها أتوا لا شِعْرها
ولأجل عينيها حبَوا وتصوّفوا
يا شِعْرُ أنت غدوت نصف حمارة
والكل يركب والحمارةُ تَضْعُف
كَتَبَتْ : بأني قد غدوت مريضة
فالكلُّ جاء إلى هضابك يسعف
الشعر أصبح مومسا لجميعهم
والكل من قطف التساقط يقطف
والكل أصبح لا جريرَ يفوقه
ومن الفرزق في التهاجي أعرف
يا ويح طرفة لو يجيئ لساعة
سيجنّ من فرط الأسى أو يَخْرَف
ثمّ المعرّي بات ينتف شعره
وأبو نواسٍ بالهمهمات يُجدّف
يا ناس هذا الشعر أصبح (موضة)
والكل من فرع الشجيرة يقصف
وغدا الذي قد كان أتيس صفـّه
يفتي وفي هذيانه يتفلسف ...!
داهن فكلّ الناس صار مداهنا
فالعدل يقضي أنه لا يَنْصِف
ميزانه المعوجُّ أضحى عدله
ظلما وفي أحكامه يتعسَّفُ
فاسكر على أشلاء شعر قبيلتي
حتى يقالَ مُهازلٌ ومخرِّف
واخصِف على نعليك بعض كرامة
ما فاز بالألقاب من لا يَخْصِف ....!!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي