-سوف أتزوج مرة أخرى، إن لم تتخلصي من تلك الشحوم التي تملأ جسدك البض، والتجعدات التي تظلل وجهك الذي كان طفوليا يوما ما.
- سامحك الله إنها من نتائج الإنجاب، هكذا كل أمهاتنا...
قالتها همسا فقد كانت تخشى نزقه المرعب:
-ليتك تخفف من التحديق في نساء التلفاز قليلا...وسترتاح من هذا الشعور الطارئ.
عندما كرر وأصر ولمح وقرب وبعد....ولون جمله بمفرقعات كلامية مزعجة.
لم يترك لها ردا ولارفضا ولا صمتا ، كل الاحتمالات وضعها في جيبه الخرق...
قررت أخيرا لترضيه، وعله يرضى هذا كثير التعليق والنقد...
وستبيع ماا صفر من مالها وما احمر، و الذي وهبها أياه يوما ما، لأجل ذلك...
نعم ستبيعهم لترضيه، لأنه لاطاقة له على الإنفاق الآن!، أو لنقل سيكون الأمر مفاجأة، هكذا أجمل:
-دكتور ساعدني أرجوك....سأفقد زوجي...والد أولادي..
- حسنا جدا لاعليك الحلول دوما عندي:
لدي برنامج ناجح جدا:
1-سوف نشل العصب الجبهي حتى لا تظهر تجاعيد الجبهة....
2-وسوف نقص شيئا من الجفن الأسفل لأنه منتفخ قليلا...
3-سوف نشد جلد الفك لأن التقليعة الحالية، إنها تميل للفك العظمي الواضح المعالم، والخالي من الدهن الواضح.
4-وسوف نرفع النهد ونحشوه بقليل من السيليكون ، ليظهر أكثر شبابا.
وإن أحببت يمكننا حقن الخدود بالباتوكسس، بحيث تظهر أكثر امتلاء ، جميع النساء باتت تلجأ له كحل أمثل، هي سترفع بدورها جلد الوجه وتمنع من هبوطه.
سوف نخفف التهيج الجلدي بعد ذلك، بإبر جلدية مهدئة، ،
************
كان هذا منذ فترة قريبة ، لكنها هرعت الآن تصرخ بألم:
-دكتور الحواجب تهدلت...
والأنف صار كبيرا مقارنة بشكل الوجه..
شحم البطن معيب جدا..يالله..
-لاعليك الحلول كلها عندي.
لدي برنامج ناجح جدا:
1-سوف نرفع الحواجب بعملية جراحية بسيطة.
2- وسوف نسحب شحم البطن بإبرة بسيطة في رأسها كاميرا، وسوف نذيب الشحم ونسحبه...بالحرارة.
ورغم أن الشحم الحميد أصلا يرفع نسبة تواجد الشعيرات الدموية للتغذية، حيث تختفي هي تلقائيا بعد النحول الطبيعي ، لكننا سنختصر عليك الطريق ونزيحها مع الدهون...
3- ومن الأفضل عمل طي للمعدة، أو هناك بدائل تقرريها بنفسك فلدي خيارات كثيرة، سوف أطلعك عليها عندما تقررين...
*************
مازالت تغص كلما تذكرت ماحدث...وتنظر للمرآة بإعجاب:
-ماأجملني الآن...
ومن جديد، ماهذا الألم دكتور؟...
-تفضلي إلينا حالا، أظنني نسيت..
برنامج بسيط يحل المشكلة..
لا عليك
عملية أخرى بسيطة لاتضر...
وهنا أيضا تحتاجين لعملية أخرى لاتضر...
وهناك عملية أخرى لاتضر....
ولاتنسي عملية أخرى هنا لاتضر....
خرجت صارخة من الألم...
لم تعرف نفسها أبدا...لقد تبدلت ملامحها تماما، وأنكرها أولادها وحملقوا مندهشين ومنادين...
-نريد أمَّنا الحقيقية...لانريد دمية من السيليكون...
كان جالسا في زاوية الغرفة يقرأ جريدته كالعادة ببرود شديد، عندما نظر إليها من وراء النظارات شزرا..
لم يعجبه هذا المظهر الجديد...كانت قد تأخرت كثيرا حتى وجدت الرد المناسب:
-كن شجاعا أولا في الإقدام مثلي، فصلعتك لم تصلحها بعد، وكرشك العظيم غطى على طول بدنك، و...
هل وجدت حلا لكل هذا؟.
-تذكري أنني متصالح مع ذاتي دوما ...راض عن هذا تماما، لذا لالزوم لعمل شيء البتة!.
نظرت حولها ، فلم تجد أولادها....ولازوجها..
قالت الجارات همسا من الشباك:
-مسكينة لقد كان قد قرر زوجها الزواج من قبل، وحتى قبل أن تقوم بكل هذه التغييرات.
تذكرت نصيحة أمها أخيرا..
-لماذا تبحثين عن الحل الصعب؟، الحل الأسهل موجود لماذا لم تراه عيناكِ؟.
بكت حيث لم تعد تنفع الدموع بعد الآن...
30-1-2018