أسفي على الأيّامِ غابَ سناها
واستسْلمتْ للشامتين رؤاهـــا
وغفتْ يُعاتـبُها الأنينُ وتنحني
لغـــةُ ، نواحُ أخيلتي أبـكــاهــــا
وتربّعتْ تبكي على القلب الجريح
شــواطيءُ الماضي الشفيفُ أساهـا
من منطقِ الحسَراتِ بثّي مترعٌ
مُــذ رصّعتْ منّي الخطوبُ جباهـا
واهــاً أخا الخلصاء كيفَ سلبتْـني
وهَـجَ الأمــاني بلْ كتمْتَ صِــباهــا
فترنّـحتْ هِيفُ المشاعرِ وانزوى
عبقُ العيون ، فلم تـــدعْ ليَ فاهــا
نأسى حيارى بالفُـتات نجبّ عن
أكــبادنا ما قـــد يـفـتُّ عُـراهــــا
وتطاولُ الشمّ الجبال همومُنا
ماذى جــرى ، عبراتُـنا تـتـباهى ؟
حتى شكتْني للحمى عُصفورةٌ
جَــدْبُ الخِــــلال لـعـلّــــةٍ آذاهـــا
أسفي على زيفِ الحياةِ وبُهرجٍ
لم يغنِ مـتــبولاً ويـفـقـه جاهــا
ولكم تعاهدني المباهج هدهدٌ
لـكنّـه فرط اللغــوب نـفـاهــــا
فاهّـابـط الدمع السخينُ على الثرى
واصّاعدت سُحُبٌ ، وجـلّ صـداهـا
خـبّر جُهينة يا حبيبُ : مروءتي
هي موردي ، والحِـلمُ فيّ تــناهــى
والنورُ زادُ بصيرتي ، لا كالذي
يُزجـي القوافي ، غافـلاً مـعـناهـا
أو راح يجتلبُ النفوس مصـفّــقـاً
والنفسُ توحي ، خاب مَن دسّاهـا
إن كان من صفوِ الوئام بقـيّـةٌ
فلعلّ مَــن وسَـمَ الحَـيـا واسـاهــا
أو رامَ شَــهْـدَ الأوّليْنِ مُصابرٌ
أغنى الحضارةَ لم يخنْ فحواها
هاتيك نجوايَ التي ما أنجبت
إلا يسيراً من أنين رَحـــاهــا
تعنو إلى ذكــرى الرفاهة والصِّبا
علّ الزمـــان بلطفـــه أغـنــــاهـا
قلباه : لن يجدي التأسّف فانتهضْ
واقـــرأ على روحي سلامَ حماها
أسفي ، ويرْأفني الجماد ، وغيره
يسْتاف من زفـــراتــنا تــيّــاهـــا
باللهِ قل لي يا ابنَ ذيّــاك المدى
من أيّ فـــجٍّ بهجتي ألـقــاهـــا ؟