( معاقة شامخة )


قصة وسيناريو وحوار

ايهاب هديب





المشهد 1
نهاري ــ خرجي ــ صباحا
مبنى الإتصالات والهواتف ، في الشارع
تروح السيارات وتجيء
صوت السيارات وزماميرها
تأتي سيارة صالون بلون أصفر من بعيد
وتتوقف أمام المبنى الذي يُفتح بابه الزجاجي
ويخرج منه أحد العمال ويتقدم إلى باب السيارة الأمامي
قائلا بترحاب
العامل : أهلا أنسة ميسون
تنزل الكاميرا على شباك السيارة فيظهر وجه
انسانة محجبة وهي تبتسم
ميسون : أهلا صباح الخير أخ كريم
يمشي كريم إلى صندوق السيارة الخلفي فيفتحه
ويخرج منه كرسي المعاقين ويوصله إلى ميسون
فتنزل من السيارة عليه ، ثم تغلق السيارة بجاهز صغير
في يدها ، ثم تدعُّ الكرسي وكريم خلفها ،
وتدخل مبنى الأتصالات .

قطع
*******

مشهد2
نهاري ــ دخلي ــ صباحا
ميسون تجلس على كرسيّها المتحرّك أمام
مقسم التلفون والكمبيوتر ، وتقول لزملائها الأصحاء
من شباب وبنات
ميسون : صباح الخير يا إخوان كيف حالكم
عساكم طيّبين .
صديقتها سالي : نحن بخير ياميسون والحمدلله .
يرنّ جرس الهاتف
ترفع ميسون سماعة الهاتف وهي مبتسمة وتقول
ميسون : آلو نعم سيدي ، وعليكم السلام ، لحظة
تُكبّس بيدها على الكمبيوتر ، وتقول . صوت كبسات الكمبيوتر
ميسون : 65532096 ، خدمة أخرى مع السلامة .
صوت وضع سماعة الهاتف
يأتي كريم بكوب شاي ويضعه أمام ميسون
ميسون : شكرا كريم .

قطع
***********


مشهد3
نهاري ــ داخلي ــ مطعم ــ وقت الغداء
ميسون تجلس بكرسيها المتحرك إلى طاولة
الغداء التي عليها بعض الطاعم مع صديقتها سالي
ويتحدثان تقولان
سالي : أنا معجبةٌ بإرادتكِ ياميسون ، ولكن قولي
لي كيف وصلتي إلى وظيفتك التي أنتِ فيها الآن ؟؟ .
ميسون وهي تمسك برغيف وتقضمه
ميسون: حسناً سأقول لكِ ياسالي ، وأنا طفلة صغيرة
كنتُ أعيش مع أبي وأمي بسعادة بالغة رغم إعاقتي ،
وكان أبي يوصلني بسيّارته الأجرى إلى المدرسة كلّ
يوم إلى أن توفّاه الله ذات يوم بحادث سيْر ، ثم تزوّجت
أمي بضغط من أهلها رجلاً آخر رفض وجودي في البيت
وهنا بدأت مشاكلي ... !
هنا تقترب الكاميرا على وجه ميسون وهي تتذكّر .

قطع
******

المشهد4
ليلي ــ داخلي ــ في بيت الأم
الصالون ، برداية على الشباك ، ثم تنزل الكاميرا
على كنبايات متواضعة وسجادة وتلفزيون ..
صوت موسيقا الخوف
الأم تجلس أرضاً وتحنو على إبنتها الصغيرة المعاقة
والدموع في عينيها ، ثم تحمل أبنتها وتجلسها على الكنبة
وتنظر إلى ذلك الرجل المنكوش الشعر المحمرّ العينيْن بفنيلته الشباح وبنطاله ، وقنينته التي يحملها بيده
الأم : حرامٌ عليك يارجل دعِ الطفلة وشأنها
وهجم الرجل عليها وأمسكها من شعرها وهي تصرخ
صوت الطفلة تبكي
الرجل بصوت سكران : قلتُ لكِ ياإمرأة ، لا أريدُ هذه
الطفلة في البيت ، أرسيليها ألى الملجأ أو إلى الشيْطان !! .
وتنظر الأم وهي تبكِ إلى ابنتها الطفلة ..
وتنظر الطفلة إلى أمّها وتبكي بكاءاً حزيناً ...
صوت الموسيقا حزين

قطع
********


المشهد5
نهاري ــ داخلي ــ في الملجأ
صوت موسيقا حزينة
غرفة صغيرة فيها تخت فوقه شباك صغير
عليه برداية ، وإلى جانبه كرسي متحرّك صغير
وفوق التخت الطفلة المعاقة ميسون تنظر من
الشباك نحو الفضاء والدموع تسيل على خدّيْها ...
قطع
المشهد6
نهاري ــ داخلي ــ الملجأ
نفس الغرفة بنفس المنظر
ميسون وهي كبيرة تجلس على التخت وإلى جانبها كُرسيّها المتحرّك ، تُمسك بيديها كتاب ..
وصوتها يحكي يروي عنها
ميسون : لقد ماتت أمّي رحمها الله وأكملتُ دراستي
المتوسّطيّة ، وبعدها دبّرت لي إدارة الملجأ هذه الوظيفة
في مصلحة التلفونات والحمدلله .
قطع
******
المشهد7
نهاري ــ داخلي ــ مطعم ــ وقت الغداء
نفس المشهد 3 ميسون تجلس بكرسيها المتحرك
إلى طاولة الغداء وبيدها رغيف الخبز المقضوم
وصديقتها سالي تستمع إليها ..
ميسون : كانت أيامٌ صعبة ياسالي عشتها ومرّت عليّ .
سالي : لا أدري ماذا أقول لكِ ياميسون .. ولكن أنتِ رائعة ! .
ميسون : الحمدلله .. ولا يلُقاها إلا الصابرون صدق الله العظيم.

النهاية
من مجموعة قصصي (إعدام معوّق )
ايهاب هديب