منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    Talking موستافا ..دخل الجيش !!

    كتب مصطفى بونيف

    موستافا ..دخل الجيش !!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    كنت في موعد غرامي مع بنت من بنات الجامعة احتفالا بالتخرج عندما فضحني (ابن الجيران) في الحرم الجامعي :
    - يا موس ، يا موس ..لقد جاء الدرك إلى بيتكم ، ومعهم أمر أداء الخدمة وإلا سيكون يومك أسود في المحاكم العسكرية ، وهناك (ماعندهمش يا ماما ارحميني !)...
    التفت إلى صديقتي كمن يريد أن يرمي يمين الطلاق على زوجته ..وقلت لها بصوت مبحوح ( جاءك الموت يا تارك الصلاة !)...
    وقفت عن المقعد الخشبي الذي كانت تجلس عليه ، وارتفعت بقامتها تماما مثلما في أفلام الأبيض والأسود الرومانسية ، تنهدت وقالت ( سأنتظرك يا موس ، وإن تمكنت من زيارتك سوف أحضر لك خبزا وبيضا وجبنا قديما ) .
    أجبتها مفزوعا : - خبز وبيض ، هل أنا ذاهب إلى المعتقل ؟ ، روحي وأنت طالق بالثلاث .
    وما إن دخلت الحارة حتى بدأت النساء بالزغاريد ، والرجال يصرخون "الله أكبر"...ركض عمي رشيد وهو يبشرني ( لقد جاء الدرك وأحضروا لك أمر الالتحاق بالجيش وإلا سوف يكون يومك أسود في المحكمة العسكرية ..)
    فقاطعته قائلا :- وهناك (ما عندهمش ياماما ارحميني )
    فقال لي مصححا : - لا طبعا (ماعندهمش يا بابا ارحمني !) ..
    دخلت إلى البيت ، فوجدت والدتي تجهز لي الحقيبة ودمعتها تفر من عينها .
    ابتسمت ساخرا : - يا أمي تضعين العباية في الحقيبة ، هل أنا ذاهب للختان ؟، في الجيش لا نأخذ شيئا سوى الملابس الداخلية ..
    وفي الخيوط الأولى من الفجر ، خرجت من البيت متسللا حتى لا يراني الجيران ، ووالدتي تمشي ورائي وتدعو " روح يا ابني ، الهي يجعلها أمامك خضراء ووراءك خضراء ..روح يا ابني إلى جنة الخلد يا موس يا ابن بطني "
    فأجبتها ساخرا : - جنة الخلد ، هل أنا ذاهب إلى الشيشان لأستشهد ؟.
    لا شيء كان يحز في نفسي سوى البنت التي سيعلقها مني الغرماء والمنافسون .( تأخذونها على صحتكم وعافيتكم ، إلهي من يقترب منها يسخط إلى قرد ) .
    كان السفر طويلا إلى الثكنة ، وكانت رسائل العزاء تصل إلى هاتفي المحمول
    ( يا موس يا جامد خليك في خدمة الوطن ) ، ( يا موس يا أسد المعارك هل أخذت صورة بشعرك قبل أن يحلقوه لك عالزيرو .؟..يا أقرع ) .
    أما عمي رشيد فكتب لي ( يا موس لا تشرب لبنا في الجيش لأنهم يضعون فيه مادة تجعل منك ياء ياء ياء ..) .
    وصلت إلى الثكنة العسكرية ، استقبلني جندي عند البوابة ..تلقف هويتي وحقيبتي ، وقال في لهجة حازمة ( مالك تنظر إلى البوابة ؟، هيا فوت ، يبدو أنك فوضوي ، سوف نقوم بنفخك ) ..
    قادني أحد الجنود إلى العيادة ..حتى لمحت طابورا من الشباب يقفون عرايا ..
    - هيا انزع ثيابك وقف في الطابور !
    - لا طبعا ، أهلي لو يعرفون سيقطعونني ، أهلي من الفلاحين والشرف عندنا لا يكيل بالناذنجان !!.
    - هيا اخلع ملابسك ، وإلا خلعناها لك بالقوة !
    - سأبلغ عنكم مجلس الأمن ، وجامعة الدول العربية ، وقناة الجزيرة ، ثم إني أخاف أن يلتقط أحدهم صورتي وأنا طرزان ، وينشرها في الهواتف المحمولة ومواقع النت ، ويكتب شاهدوا فضيحة موستافا الملط !.
    - يا ابني من تظن نفسك ، نانسي عجرم؟ ، انزع ملابسك وخلصنا في يومك الأسود .
    طلب مني الطبيب أن أقرأ لوحة الحروف المعلقة على الجدار ..( اقرأ) .
    فسألته ( ماذا اقرأ ؟).
    -اقرأ الحروف المكتوبة على اللوحة ؟
    -أية لوحة يا دكتور .؟
    - اللوحة المعلقة على الجدار .
    - أين الجدار يا دكتور .؟ ..أنا كفيف قديم .
    ورغم الاستهبال ولعب العيال ، كتب الطبيب ، في تقريره أن نظري 10/10.
    سألني طبيب آخر : - ما فصيلة دمك يا ابني ؟
    فأجبته بصوت مختنق - أنا ماعنديش دم يا دكتور !.
    ثم لا أدري أين وضع طبيب آخر يده وقال لزميله ( اثنتان ..أكتب عندك ).
    ومن كونصولتو الأطباء ..توجهوا بي إلى الحلاق ..
    جثوت على ركبتي أمام قامته كأنني خادم بين يدي الملك . أخرج آله عجيبة أشبه بالمنشار الكهربائي ...ررررررر..رررررر..كان شعري يتساقط ، وأنا أنظر إليه وأغني ( أي دمعة حزن لا لا لا لأ) .
    لبست البزة العسكرية ، ووقفت شامخا وسط الساحة ، وتخيلت نفسي للحظات بأنني أنا الوحيد الذي بإمكانه أن يحرر الأقصى ..ورحت أمشي متبخترا ، وأنا أفكر في انقلاب عسكري ضد النظام ..ووسوس لي شيطاني الرجيم أن أسطو على دبابتين وقطع سلاح ، وأتوجه إلى مقر الرئاسة في العاصمة ، ثم أتلو البيان رقم 1 ، على شاشات روتانا سنيما ( أيها الشعب العزيز بيان رقم 1 / لقد قمنا بتطهير بلدنا بعد أن حكمه إما مرتش أو فاسد أو قليل أدب ، وقررنا نحن جماعة الضباط العزاب تصحيح الأوضاع ..) حتى قاطعني أحد ضباط التدريب ( إلى أين أنت ذاهب يا حيوان ؟، خذ مكانك في الطابور واستمع إلى كلمة السيد النقيب أبو كلوة بلوة ) .
    كانت بطن حضرة النقيب تسبقه بيومين ، كأنه بلع بطيخة كبيرة بمعرفته ، وتساءلت كيف لنقيب في الجيش أن يكون بمثل هذه البطن العجيبة ، ما الذي سيفعله بها عندما تشب معركة حقيقية .؟ ، وسرعان ما قادني ذكائي إلى إجابة مقـنعة وهو أن هذه البطن واقية من الرصاص ) .
    راح النقيب يخطب فينا خطبة ابليس في أهل جهنم ( اليوم أنتم هنا ، لا ينفعكم شيئ ، سوى حبكم للوطن ، سوى إخلاصكم للوطن الذي قدم لكم كل الخير ولقد حان الوقت لكي تردوا شيئا من جميله ، فأنتم حماته ، وبواسله ، عليكم أن تذودوا عنه بأرواحكم ، وشبابكم...من أجل ذلك عليكم أن تودعوا شهواتكم ، امسحوا من ذاكرتكم الجامعة وبنات الجامعة ، هنا عندكم زملائكم الجنود من رجال الصاعقة ، انظر إليهم فقط سوف تنسى بأن الله قد خلق الإناث أصلا...
    لا مجال لنانسي عجرم أو روبي ..هنا الالتزام ...أحذركم أن كل من معه شريحة هاتف محمول سوف نجعله يبلعها ...)
    فخطر في بالي أن كل من سيحاول الاتصال بي ستقول له الرسالة الصوتية ( إن مراسلكم قد يكون ممسكا أو مسهلا ..اقفل أنفك ) .

    واصل النقيب خطبته العصماء في حب الوطن الذي هو من الإيمان ، وذكرنا بمآثر جدودنا وجدود جدودنا وبطولاتهم التي لم يورثوا شيئا منها إلى الأجيال التي لحقتهم .
    رفعت صوتي فجأة بعد أن فقدت السيطرة على نفسي ( أين هي بطولات الشهداء الذين ماتوا لرفع الظلم عنا ونحن مظلومون ليل نهار ، ماتوا ليرفعوا الجوع والفقر عن الشعب ..فأصبحنا أكثر فقرا ؟ ، عن أي وطن وكرامة تتحدثون ونصف الشعب يمد يده للتسول والنصف الآخر يركب قوارب الموت هربا إلى أوروبا ؟ ، عن أي وطن سندافع وهو يدار بكعب حذاء عاهرة .؟ ، عن أي كرامة ووطن تتحدث والغني يزداد غنى ، والفقير يزداد فقرا ؟ ، هل تتصورون بأن الشعب سيحمل السلاح حقا ليدافع عن الوطن بعد الذي رآه من القهر والظلم والبؤس والجوع ؟..هل تتوقعون من شباب يركبون قوارب الموت هربا إلى أوروبا أنهم سيحملون السلاح دفاعا عن الوطن .؟)
    نظر إلى النقيب نظرة الكافر لمن صبأ ..وأمر الجنود بسحبي إلى السجن ثم ترحيلي إلى المحكمة العسكرية ..وهناك (مفيش يا ماما ويابابا ارحماني ) .
    حين خرجت من المحكمة .. وضع الطبيب يده لا أدري أين ، وقال لصاحبه اكتب
    (واحدة فقط ) .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  2. #2
    الحمد لله سبفت الأخت ريمة ونشرت مقالي بنفسي .

    إلى الجميع تحية حب وتقدير

    وإهداء خاص لفراس ابن أم فراس
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  3. #3
    السلام عليكم
    اولا هذه المرة سبقتني ولك الحلاوة من غير اضراس
    ثانيا هي قصة قصيرة حملت معاني حارقة وقادحة عن واقعنا واضيف لك من البيت عبرة
    كان لازم يرقصوك يا جدع على الوحدة ونص علشان يتبسطوا منك ويفرجوا عنك لاحقا من غير تمديد
    وثالثا سوف ندعو فراس لقراءة المقال لانه حتى الان غير مصدق انه سيذهب الى....
    والف سلام
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

المواضيع المتشابهه

  1. الحدس
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-09-2016, 01:36 PM
  2. جمعة دعم الجيش الحر2012
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-13-2012, 12:04 PM
  3. موستافا ( محامي الشيطان !)
    بواسطة مصطفى بونيف في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-15-2010, 11:17 PM
  4. موستافا في الخرطوم !!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-28-2009, 04:14 AM
  5. موستافا بونيف مسجون : عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-19-2009, 07:15 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •