قوافل الإغاثة الأوروبية ساهمت في تخفيف معاناة سكان قطاع غزة (الجزيرة نت-أرشيف)
تامر أبو العينين-سويسرا
قررت اللجنة الأوروبية لكسر الحصار على غزة اليوم الجمعة إطلاق قافلة معونات جديدة لصالح سكان قطاع غزة ممن أصابتهم إعاقات جسدية بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وستحتوي القافلة المكونة من مئات الشاحنات على ما بين ألف وألف وخمسمائة كرسي متحرك ومعدات طبية متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وبرامج للحاسوب لضعاف البصر والمكفوفين وأجهزة لضعاف السمع.
وسيرافق القافلة عشرات من النواب البرلمانيين الأوروبيين ونشطاء السلام ودعاة حقوق الإنسان، حيث ستبحر مطلع الشهر المقبل من إيطاليا في اتجاه ميناء الإسكندرية المصري، وتقوم السفارات الأوروبية لدى القاهرة بالتنسيق مع السلطات المعنية لتسهيل مرور القافلة بالطريق البري من الإسكندرية إلى معبر رفح.
تذكير بالمعاقين
ويقول رئيس الحملة الدكتور عرفات ماضي إن "حرب غزة الأخيرة فاقمت معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، وخلفت بجانب آلاف الجرحى والشهداء عشرات الآلاف من القصص المأساوية والمنازل المدمرة وآلاف المشردين الذين لا يجدون المأوى بفعل ما اقترفته آلة حرب الاحتلال".
ويؤكد ماضي في حديثه مع الجزيرة نت من بروكسل أن هناك حالات إعاقة متعددة مثل شلل تام عن الحركة أو فقدان البصر أو السمع كليا أو جزئيا وبتر الذراعين والأطراف ما يجعل حياتهم بالغة الصعوبة والتعقيد، في ظل تبعات الحصار الجائر عليهم منذ ثلاث سنوات.
كما ستعمل القافلة على تقديم ما تيسر من إمدادات طبية أساسية لإغاثة القطاع الصحي في غزة، إلى جانب برامج ووسائل تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة.
ويشير ماضي إلى أن من بين أهداف الحملة أيضا لفت الأنظار إلى معاناة الفلسطينيين المستمرة والمتفاقمة جراء الحصار الخانق، وحث الحكومات العربية والإسلامية على اتخاذ مواقف ملموسة من أجل إنهاء تلك المعاناة والتضامن مع المحاصرين في القطاع وإشعارهم بوقوف أحرار العالم إلى جانب قضيتهم العادلة.
عرفات ماضي دعا إلى التذكير الدائم بالحصار الجائر على قطاع غزة (الجزيرة نت)
مأساة تتواصل
وأشار إلى أهمية إطلاع المشاركين في القافلة على حقيقة الواقع المعاش في القطاع عبر تنظيم العديد من الزيارات للمباني المهدمة والمؤسسات والأسر والعائلات الفلسطينية لا سيما أن من بينهم عددا كبيرا من البرلمانيين والناشطين في العمل السياسي الأوروبي.
وأسف ماضي لغياب قضية الحصار وتبعاته عن المتابعة الإعلامية عربيا وإعلاميا "فالأوضاع باتت خانقة في كافة مناحي الحياة وألحقت خسائر فادحة في كل القطاعات الحيوية إلى جانب التسبب بوفاة مئات المرضى جراء عدم توفر العلاج اللازم وانهيار القطاع الصحي".
وأشار إلى ضرورة التذكير دائما بأن هذا الحصار الجائر قد "أدى إلى شلل في معظم القطاعات الاقتصادية بسبب عدم إدخال المواد الخام وقطع الغيار ومواد البناء الأمر الذي أدى إلى انهيار البنية التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء".
بطالة وفقر
وليس خافيا –حسب ماضي- أن هناك عشرات آلاف العاطلين عن العمل وأكثر من مليون ونصف المليون مواطن في القطاع محرومون من الحصول على احتياجاتهم الأساسية والإنسانية، فالحصار والإغلاق المستمر لمعابر القطاع السبعة بما فيها معبر رفح، شل حركة الأفراد والبضائع ومنع إمدادات الغذاء وإمدادات الوقود وقطع الغيار والإمدادات الطبية.
وأكد ماضي أن الأصوات المطالبة برفع الحصار لم ترق إلى مستوى المعاناة التي يحياها الفلسطينيون رغم العديد من المحاولات التي هدفت لإثارة الموضوع على الساحات العربية والدولية.
ويشار إلى أن الحملة الأوروبية لكسر الحصار تساهم وبأشكال متنوعة في إثارة القضية على المستويات الرسمية والشعبية بهدف الضغط على الحكومات الأوروبية لاتخاذ موقف حازم تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
رابط الخبر