د إسماعيل أبو شمالة "أبو نضال" عضو المجلس الثوري لحركة فتح، رقد ليلته الأولى تحت التراب، ترك رام الله وترك غزة، مثلما ترك بلغاريا التي عمل فيها سفيراً، ترك أبو نضال الأشياء كلها، ورقد بعمله الصالح تحت التراب مطمئن الروح هانئ البال، فقد كان رحمه الله وطنياً صادقاً، وكان غيوراً على مصالح الناس.
اتصلت بأبي نضال في إحدى أيام الحصار على غزة مطلع سنة 2005، وقلت له عبر الجوال: لقد أغلق الصهاينة طريق "أبو هولي"، وقطعوا غزة عن خان يونس، وفرقوا بين سكان المنطقتين، وموعدنا اليوم مع زفاف ابنتي "إبتسام"، للدكتور ساهر الوليد.
قال أبو نضال رحمه الله مازحاً: وما المطلوب مني؟ لا أقدر على فتح الحاجز الإسرائيلي.
قلت له: ابنتي "إبتسام" موجودة اليوم في غزة، والعريس يسكن قريباً من غزة، وقد حجز أهل العريس الصالة، وأرسلوا الدعوات إلى أصدقائهم لتناول طعام الغذاء، وطلبوا مني عدم تأجيل الزفاف.
قال أبو نضال رحمه الله: لا تقلق، أنا أبوها، وكل عائلة أبو شمالة الموزعون على مساحة غزة أهلها، سنزفها نحن إلى عريسها، كن مطمئناً.
وفي غيابي، وغياب أهلها من سكان خان يونس، أمسك أبو نضال بيد ابنتي "ابتسام" وزفها نيابة عني إلى عريسها "ساهر الوليد" الذي يعمل حالياً عميداً لكلية الحقوق في جامعة الأزهر.
ليرحمك الله يا أبا نضال، كنت النخوة والشهامة التي ترعرعت أغصانها في قرية بيت دراس.