من تاريخ بدء الكتابة

كان المصريون والعراقيون القدماء يدونون أحداثهم بالصور، فإذا أرادوا أن يذكروا سفينة في البحر يرسمونها، وإن أرادوا أن يذكروا بقرة يرسمونها، أو طيراً أو قتيلاً الخ. ولا يزال بعض المصريين في الأرياف في الوقت الحاضر، يتبعون نفس الأسلوب، فإذا ما أدى أحدهم فريضة الحج، فإنهم يرسمون على أعلى باب داره جملاً وهودجاً وصورة للكعبة، ليدللوا أن صاحب هذا البيت قد أدى فريضة الحج.


لكن واجهت العراقيين بعض المشاكل في التعبير عن الحزن والسرعة والفرح الخ، فقاموا برسم جناح طير دلالة للسرعة، وشعر امرأة منسدلا دلالة الحزن وذراعاً مفتولة دلالة للقوة الخ.

سنقوم في هذه السلسلة من المساهمات المتواضعة تتبع الكيفية التي بدأت بها الكتابات من المسمارية (السومرية) ومن ثم الأكدية، وتتبع العلاقات بين الكتابات القديمة في كل المنطقة الممتدة من سواحل الأطلسي بما فيها الأمازيغية الى تلك التي انتشرت في وادي النيل وسواحل البحر المتوسط الشرقية، والجزيرة العربية والعراق.

وسنعتمد مجموعة من الأبحاث العربية والأجنبية ومقارنتها بالمشاهدات التي نلحظها بالصدفة من خلال المعايشة بين أصناف مختلفة من المواطنين الذين لا زالوا يحتفظون ببعض العبارات النادرة...