إلى كفرسوسة
ملاحظة: كفرسوسة الرمزهي : محبة واعتزازا, دمشق بأسرها وسورية بكل شبر فيها والوطن العربي بكل
أصقاعه , وفوق هذا هي كل بلد يعيش أهله بمحبة وسلام
أو يطمحون للعيش بمحبة وسلام.
كفرسوسة , أو كما ضبطها ياقوت الحموي في معجم البلدان
"كفرسوسبة" كانت قرية من قرى الغوطة الغربية لدمشق
وأقربها لسور المدينة من جهة الغرب . اليوم :هي حي دمشقي
يتمركز في وسط المدينة التي توسعت كثيرا
بسبب امتداد العمران.
في العقود الأخيرة
إلى كفرسوسة الشمّاء منتسبي أكرمْ به نسبا يزهو على النسب
كروضةٍ من رياض الخلد فاتنة ترى بها جنة الفردوس عن كثب
قد خصّها الله بالإكرام مذ وُجِدتْ وجادها الغيث منهلا من السحب
وطرزتها يد الرحمن مبدعةً بخالص الدرّ والياقوت والذهب
كم من غدير جرى في أرضها فسقى بفيضه الثرّ كرم التين والعنب
وكــم سُـــويقِـــية بالتِـــبر مترعةٍ تواصل السير في جدًّ وفي دأَب
تسقي العطاش فراتا طاب مشربه يوْدي بما عندهم من بالغ التعب
كم طاب لي السير عصرا في مسالكها والشمسُ محجوبة عني ولم تغب
والجوز والحور والصفصاف صحبتُنا وجدول الماء مُنسابا بلا صخب
تشابكت فوقيَ الاغصان وانضفرت في صورة فذّة في منظر عجَب
وللعصافير فوق الغصن جلجلةٌ أبلغْ بها خطبةً من أجمل الخطب
أمّا الفراشات مالي لاتفارقني تحوم حوليَ في أثوابها القشب
تطير عن كتفي تحطّ فوق يدي ان جئت أسبقها تشتدّ في طلبي
وللأزاهير عند المنحنى عبقٌ يطهّر النفس من همّ ومن وَصَب
والبدر تحت سماها جِدُّ مختلفٍ يرنو إلينا بعين العاشق الطّرِِِب
ننام يحرسنا نصحو يواعدنا نهفو لأوبته كالزرع للسّحُب
كم قد رعى سهرة بالدفء مترعةً الراءُ في جنَب والنون في جنَب
والكلُّ ينصت للراوي بلا صخب والبدر من فوقهم يصغي بلا صخب
وللطفولة بين الجمع محتشَدٌ يصغون في أدب يَلهُون في أدب
وبيدر القمح والفلاحُ يرمقه والعين عين رضى: أثمرْتَ ياتعبي
ويلهج القلب مرتاحا لقسمته: الحمد لله, من يسألْه لم يخِبِ
وأم يوسفَ والتنور توقده وقد أعدّت له كوما من الحطب
لتصنع الخبز والجاراتُ عاكفة على العجين عكوفا بيّن الدأَب
ليلى مقرّصةٌ هند مرقّـقةٌ فطوم تدفع للتنور ذي اللهب
ياخبزَ قريتنا كم كنت تشبعنا وكنتَ ـ لاأدعي ـ أشهى من الرُّطَب
واليومَ نحن بخبز السوق قد سقِمت أجسامنا ثم لاننجو من السغب
هذي كفرسوستي الخضرا مرابعُها في حقبة قد خلت من أجمل الحِقب
عاشت وعشنا زمانا طيبا حسنا وبعده العيش لم يَحسُن ولم يطب
إذْ أحكمت غزوةالاسمنت قبضتها على الحقول فيا دمعاتي انسكبي
الشاعر : محمد علي كنعان