منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    رد الشبهات حول حديث : استوصوا بالنساء خيراً

    رد الشبهات حول حديث : استوصوا بالنساء خيراً



    د. رشيد كهوس -المغرب

    عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ،
    وفي رواية أخرى للبخاري كذلك: استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا
    دخلت في يوم من الأيام إلى إحدى المكتبات في مدينة وجدة فرأيت كتابا
    جذبني عنوانه فاقتنيته لأطلع على محتواه وكنت أظن أنه يدرأ الشبهات التي أثيرت حول المرأة، ولكن خيب ظني لما اطلعت على حقيقته البلجاء، فكان حالي معه كحال من يجلس مع نافخ الكير وجدت منه ريحا منتنة، أكاذيب وخزعبلات واتهامات لم أسمع بها في الكتب التي أطلعت عليها، وسلط جم غضبه على أحكام الشريعة حتى الرسول عليه الصلاة والسلام لم يسلم من هذه الاتهامات. الكتاب تحت عنوان: "الضلع الأعوج" بخط كبير وتحته بخط صغير: "المرأة وهويتها الجنسية الضائعة" لكاتبه إبراهيم محمود باحث سوري.
    فالكتاب من ألفه إلى يائه اتهامات لا أساس لها من الصحة ولا تستند إلى دليل منطقي بل هي حماقات وأغاليط جاء بها هذا الكاتب محاولة منه التشكيك في أحكام الشريعة وتمويه النساء وتأليبهن على أزواجهن، فالكتاب كله حديث عن المرأة وجسدها وأعضائها، والرجل وفحولته وهلم جرا من الأكاذيب... فلا يغررك تقلبهم في البلاد.
    وقد حاولت ألا اقتطف من أقواله شيئا لأنه كلام بذيء لا يرقى إلى مستوى الكتب العلمية، بل كتاب يصلح أن يكون حطب جهنم.
    أرجع إلى شرح الحديث الذي ذكرته في مستهل هذا المبحث.
    يقول الإمام النووي:"شرح قوله صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها)، العوج ضبطه بعضهم بفتح العين وضبطه بعضهم بكسرها ولعل الفتح أكثر، وضبطه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وآخرون بالكسر وهو الأرجح على مقتضى ما سننقله عن أهل اللغة إن شاء الله تعالى.
    قال أهل اللغة: العَوج بالفتح في كل منتصب كالحائط والعود وشبهه، وبالكسر ما كان في بساط أو أرض أو معاش أو دين، ويقال: فلان في دينه عوج بالكسر هذا كلام أهل اللغة. قال صاحب المطالع: قال أهل اللغة: العوج بالفتح في كل شخص، وبالكسر فيما ليس مرئي كالرأي والكلام. قال: وانفرد عنهم أبو عمرو الشيباني فقال: كلاهما بالكسر ومصدرهما بالفتح. (والضلع) بكسر الضاد وفتح اللام.
    وفيه دليل لما يقوله الفقهاء أو بعضهم أن حواء خلقت من ضلع آدم، قال الله تعالى: "خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" (سورة النساء:1) , وبين النبي صلى الله عليه وسلم أنها خلقت من ضلع وفي هذا الحديث ملاطفة النساء و الإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلا سبب وأنه لا يطمع باستقامتها والله أعلم .
    ويقول الإمام الشوكاني رحمه الله: والفائدة في تشبيه المرأة بالضلع التنبيه على أنها معوجة الأخلاق لا تستقيم أبدا، فمن حاول حملها على الأخلاق المستقيمة أفسدها، ومن تركها على ما هي عليه من الاعوجاج انتفع بها، كما أن الضلع المعوج ينكسر عند إرادة جعله مستقيما وإزالة اعوجاجه، فإذا تركه الإنسان على ما هو عليه انتفع به وأراد بقوله: ".. وإن أعوج ما في الضلع أعلاه" المبالغة في الاعوجاج والتأكيد لمعنى الكسر بأن تعذر الإقامة في الجهة العليا أمره أظهر، وقيل يحتمل أن يكون ذلك مثلا لأعلى المرأة لأن أعلاها رأسها وفيه لسانها وهو الذي ينشأ منه الاعوجاج. وقيل أعوج هاهنا من باب الصفة لا من باب التفضيل، لأن أفعل التفضيل لا يصاغ من الألوان والعيوب .
    وعلاوة على ذلك فإن الحديث الذي يذكر أن المرأة خلقت من ضلع أعوج قد صدر على سبيل توصية الرجال بالنساء خيرا ورعايتهن والإفضاء عما قد يقع منهن من هنات ، فطبع المرأة فيه اعوجاج لحكمة إلهية، ولذلك وجب على الرجل أن يحسن إليها ويعاشرها بالمعروف، والحديث كما سبق جاء بتوصية للرجال بالإحسان إلى النساء، هكذا عنون البخاري أبواب هذا الحديث: باب المداراة مع النساء، باب الوصاة بالنساء" وكما يقال: فقه البخاري في تبويبه.
    ففي الحديث إشارة إلى أن في خلق المرأة عوجا طبيعيا، وأن محاولة إصلاحه غير ممكنة، وأنه كالضلع المعوج المتقوس الذي لا يقبل التقويم. ومع ذلك فلا بد من مصاحبتها على ما هي عليه، ومعاملتها كأحسن ما تكون المعاملة، وذلك لا يمنع من تأديبها وإرشادها إلى الصواب إذا اعوجت في أمر من الأمور .
    يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي: معنى الضلع الأعوج: حينما يقول ذلك فإنه لا يذم النساء بهذا، وإنما هو صلى الله عليه وسلم يحدد طبائع النساء، وما اختصهن الله به من تفوق العواطف على العقل، على العكس من الرجل الذي يتفوق فيه العقل على العواطف، فما زاد في المرأة نقص من الرجل، وما زاد في الرجل نقص من المرأة.
    ليس العوج في الحديث مراد به الفساد في طبيعة المرأة، لأن عوجها هذا هو صلاحها لأداء مهمتها، فالمرأة من وظائفها أن تتعامل مع الأطفال، والأطفال في حاجة إلى الحنان والانعطاف الشديد، وليسوا في حاجة إلى التعامل معهم تعاملا عقليا أو يغلب عليه العقل، بل هم في حاجة إلى تعامل تغلب فيه العاطفة على العقل، حتى يمكن أن يكون احتمال القذر ومشقات السهر والبكاء والبحث عن راحة الطفل بين متاعبه التي لا يعرف لها سبب أحيانا.
    ولذلك كان أعوج ما في الضلع أعلاه، وأعوج ما في المرأة أعلاها يعني انعطاف صدرها على طفلها، وغلبة عاطفتها على عقلها.
    من هنا أصبح العوج صفة مدح، وليس صفة ذم للمرأة، إذ أن هذا العوج في حقيقته هو استقامة المرأة لمهمتها .
    فالمقصود بالضلع الأعوج إذن المعنى المجازي وليس اللفظي وهذه هي الحقيقة الثابتة التي تناولها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسلوب المجازي. والمعروف أن القفص الصدري للإنسان يتكون من ضلوع معوجة إلى حد ما. والصواب بقاؤها على عوجها. ولن تجد طبيبا جراحا يجري عملية تجميل لتقويم اعوجاجها.
    وبناء على هذا الوضع الطبيعي - المعروف من قبل الجميع- لجزء من جسد الإنسان شبه به الرسول صلى الله عليه وسلم وضع المرأة، وأمرنا بالتعامل مع النساء بما يلائم طبائعهن، والتصرف معهن على أساس أنهن الجنس الناعم، وعاطفيات أكثر من الرجل، وقد خلقهن الله كذلك بمشيئته لدواع خاصة، مما يتوجب على الرجال مراعاة الرفق في التعامل مع النساء دائما، وإبلاغهن بأمر ما بالرفق والأسلوب الجميل.
    وإن كنت قاسيا في تعاملك مع المرأة فهي لن تتحمل ذلك بوضعها النفسي والعضوي، وستنجرح مشاعرها كما ينكسر الضلع لدى محاولة تقويمها فالحديث إذن يؤكد ويوصي بالرفق والرحمة في معاملة النساء، فكيف يدعي دعاة التحرر أنه ينقص من مكانة المرأة وشخصيتها؟
    ولو تأملنا عاطفة المرأة، وحنانها على أطفالها، وأردنا أن نرسم في أذهاننا صورة المرأة الأم مع أطفالها لرسمنا امرأة منحنية عليهم مائلة برأسها فوقهم، فلا تجتمع استقامة الجذع مع حدب المرأة وعطفها، فالأم إما ترضع طفلها أو تحضنه وتحميه، أو تنظفه وتلبسه، وفي جميع هذه الحالات لا تكون إلا منحنية .
    فاعوجاج الضلع إذن فيه حماية لقلب الرجل، فكأنما المرأة لتحمي الرجل... وتوفر له الاستقرار والطمأنينة والرضا، الأمور التي تكفل لقلب الرجل عدم الاضطراب. ومن ثم السلامة والعافية .

    رحبت النساء والأمهات بهذا المفهوم واعتبرنه وصفا لطبيعتهن وتوصية للرجال بالإحسان إليهن والرفق بهن. ولم يعبأن بالشبهات التي أثيرت حول الحديث واعتبرن ذلك أشواكا يزرعها أعداء الإسلام في طريق من يطلب السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.
    http://dc09.arabsh.com/i/02062/qm4x4aormryt.jpg

    ماذا يستفيد المرء لو ربح العالم كله ..
    وخسر نفسه ... ؟

  2. #2

    رد: رد الشبهات حول حديث : استوصوا بالنساء خيراً

    رحبت النساء والأمهات بهذا المفهوم واعتبرنه وصفا لطبيعتهن وتوصية للرجال بالإحسان إليهن والرفق بهن. ولم يعبأن بالشبهات التي أثيرت حول الحديث واعتبرن ذلك أشواكا يزرعها أعداء الإسلام في طريق من يطلب السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.
    جوزيت خيرا ومرور سريع

    ولي عودة واسمح لي بنقله لقسم الحديث
    كل التقدير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: رد الشبهات حول حديث : استوصوا بالنساء خيراً

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    التقدير والاحترام موصول لك سيدتنا الفاضلة أم فراس

    وشكراً جزيلاً لك على التثبيت

    لي ملاحظة صغيرة أحب أن أنوّه عنها وأرجو أن تتقبليها مني :

    ( جوزيت خيرا ومرور سريع )

    جازى تستعمل للخير والشر فإن استخدمنا جازى نقول : جوزيت
    بينما جزى تكون للخير عادةً وإن استخدمنا جزى نقول : جُزيت

    فهذا يعني بأن قول "جوزيت " و"جُزيت " [ خيراً ] ، كلاهما صحيح ، على أن الأصح أو الأدق جُزيت
    ( لأنها تخدم المعنى المراد منه القول أكثر من الأخرى )
    http://dc09.arabsh.com/i/02062/qm4x4aormryt.jpg

    ماذا يستفيد المرء لو ربح العالم كله ..
    وخسر نفسه ... ؟

  4. #4

    رد: رد الشبهات حول حديث : استوصوا بالنساء خيراً

    السلام عليكم

    وبناء على هذا الوضع الطبيعي - المعروف من قبل الجميع- لجزء من جسد الإنسان شبه به الرسول صلى الله عليه وسلم وضع المرأة، وأمرنا بالتعامل مع النساء بما يلائم طبائعهن، والتصرف معهن على أساس أنهن الجنس الناعم، وعاطفيات أكثر من الرجل، وقد خلقهن الله كذلك بمشيئته لدواع خاصة، مما يتوجب على الرجال مراعاة الرفق في التعامل مع النساء دائما، وإبلاغهن بأمر ما بالرفق والأسلوب الجميل.
    وإن كنت قاسيا في تعاملك مع المرأة فهي لن تتحمل ذلك بوضعها النفسي والعضوي، وستنجرح مشاعرها كما ينكسر الضلع لدى محاولة تقويمها فالحديث إذن يؤكد ويوصي بالرفق والرحمة في معاملة النساء، فكيف يدعي دعاة التحرر أنه ينقص من مكانة المرأة وشخصيتها؟

    جزاك الله خيرا للموضوع الذي يجب ان يكون لبنة أساسية لدينا وفي فكرنا وعاطفة المراة وسام على صدرها.
    اسمحوا لي بنقل التصويب اللغوي القيم
    كل شكري
    رغد
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  5. #5

    رد: رد الشبهات حول حديث : استوصوا بالنساء خيراً

    " جزاك الله خيرا للموضوع الذي يجب ان يكون لبنة أساسية لدينا وفي فكرنا وعاطفة المراة وسام على صدرها. "


    وجزاكِ الله جميل الجزاء وأحسن إليكِ

    شكراً لمرورك الكريم
    http://dc09.arabsh.com/i/02062/qm4x4aormryt.jpg

    ماذا يستفيد المرء لو ربح العالم كله ..
    وخسر نفسه ... ؟

  6. #6

    رد: رد الشبهات حول حديث : استوصوا بالنساء خيراً

    بسم الله الرحمن الرحيم
    [ يقول علي ابن ابي طالب( كرم الله وجه )المراة كهرمانة اذا انكسرت ماصلحت والله عز وجل فضل الرجال على النساء بقوله عز من قائل والرجال قوامين على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض اي بمعنى اذا كان الرجل هو المعيل للاسرة اما اذا المراة تعمل كما الرجل فلا قوامة للرجل على المراة فهم متساوين من حيث الانفاق وليس لاحدهما فضل على الاخر لان الخطاب الاهلي لايفرق من حيث الايمان بين الرجال والنساء ياايها المؤمنون والمؤمنات سوف اكمل البحث غدا

المواضيع المتشابهه

  1. رد الشبهات عن حد الرجم
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 09:41 PM
  2. كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-19-2011, 09:27 AM
  3. جزاك الله خيراً
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-12-2009, 11:58 AM
  4. شرح حديث ((استوصوا بالنساء خيراً)) -للعلاّمة بن باز رحمه الله
    بواسطة يوســـــــف في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-29-2006, 12:01 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •