حدثنا أشعب عن جواده الأشهب وجيبه الأغرب وصديقه الأعزب,أنه ذات يوم لما أفاق من النوم وشبع من الفراش وفيه من العوم, ونسي هموم الأعمال ومتاعب القوم والأشغال.
صاح في ذات صباح و النور فيه قد لاح , فشمسه الحارة حمراء كفيه الملاح,وقد كان في الدكان يتذكر ماكان ,و من أمر ألم به في الزمان والمكان..
فالدكان فيه كثير من الجرار,الأحمر والأبيض وبعض رمان, والرزق حلال و زلال...يتيه فيه سعادة ودلال , وعمل وجد فنادى بلال:
-أنت ياعزيز,عملك نظيف وجهدك ظريف ولسانك لطيف فتعال نرتب الجرار أنا وأنت في الحال ..إنها فريدة وغالية جدا ً وجديدة, ولاتقترب من الحصان فمزاجه اليوم عكر وبغير أمان.
فمر به لطيف بن أبي ظريف بردائه النظيف وشكله الطريف:
-يا أشعب يا بن ابو أشعب أين موائدك العامرة ؟ولياليك الساهرة؟هلا أجـّرتني جرارا لأعطيها لأخي ضرارا كي يضع فيها سمنا ووزيتا, ليبيعهم ويأتي برزق مرارا ًوتكرارا ً...
فحاله غريب وأمره عجيب...
-أليس ابن ضرار صاحب موائد الأبرار والخير الوفير في الدار والعطاء بلا إضرار؟
-نعم ومائة نعم ,لكن لاتكلفني المطالبه السريعة فالانتظار , ولاتجعلنا ند َين بسبب تلك الجرار, فقد مللت أعمال الخير لجمهور ماله من وعد ولا خط سليم ٍ في سير...
لكنه عمل لله فساعدني وتوكل على الله.
-وهل تعار الجرار يا عمـّار؟
فما كان من الحصان في الدكان إلا أن رفسه في الحال وأوقع الجرار..بعد دهشة وألم ومـَرار..
فماكان من صاحبنا لطيف ألا الذهول والصمت والفـِرار..
فندبت حظي ونثرت فظي..وعرفت أني في أسوا حال وأن هكذا أمور ستودي للمحال...
فقلت في سري لتذهب الجرار للجحيم وناديت في الحال :
- أين أنت يا ظريف؟
فاختفى وترك لي الدكان كالخريف..
فضربت الحصان ..وعدت لشراء جديد الجرار...وتبت عن التردد في تلك الأحوال.
والدتي أم مناف النوري -9-2010