إسرائيل تمنع السفر إلى دول "العدو" نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيحليحل: إسرائيل تسعى لسلخنا عن العالم العربي ومنعنا من التواصل معه (الجزيرة نت)
محمد محسن وتد-أم الفحم


شرَّعت إسرائيل العديد من القوانين التي تعرف بعض الدول العربية على أنها دول "عدو" يحظر السفر إليها، والتواصل الثقافي والاجتماعي والسياسي مع سكانها، وتشمل قائمة دول "العدو" هذه لبنان وسوريا والسعودية والعراق واليمن وإيران.

وتعيق هذه التشديدات من الحراك الثقافي والفني والأدبي للفلسطينيين بالداخل مع الأمة العربية، في محاولة لاستثنائهم وعزلهم عن هذه الحضارة.

وكان آخر هذه الإجراءات المتعسفة رفض السلطات الإسرائيلية سفر الكاتب الصحفي الفلسطيني علاء حليحل للبنان للمشاركة في مهرجان "بيروت 39" الذي وجهت إليه دعوة للمشاركة بفعالياته.

والتمس المركز الحقوقي للفلسطينيين "عدالة"، للمحكمة العليا الإسرائيلية، وطالب بالسماح لحليحل -وهو من سكان عكا- بالسفر إلى بيروت الأسبوع المقبل للمشاركة في المهرجان بعد أن اختير واحدا من بين 39 كاتبا عربيا دون سن الأربعين، من أفضل الأدباء العرب الشباب.

وقد اختير حليحل واحدا من الفائزين في المهرجان في المسابقة التي تنظمها مؤسسة "هاي فيستيفال"، بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية والمجلس البريطاني.نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مخططات إسرائيل
وقال الكاتب الفلسطيني "بيروت بالنسبة لي جزء لا يتجزأ من ماضي وحاضري ومستقبلي الثقافي والإبداعي، ومن حقي، كابن الأمة العربية، أن أكون جزءا من ثقافة بيروت ومن مبدعيها".

وأضاف للجزيرة نت "نتحدث عن قضية جوهرية وعامة، حيث تسعى إسرائيل لسلخنا عن العالم العربي ومنعنا من التواصل معه، وتصورنا على أننا مجموعة مبتورة تابعة لها، ليس لنا أي حيز أو أي امتداد ثقافي وسياسي".

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيجبارين: الإجراءات الإسرائيلية تمس بحقوق حليحل الدستورية (الجزيرة نت)
وتابع حليحل "لكن الرموز الثقافية التي سبقتنا حافظت على هذه الصلة وأحبطت مخططات إسرائيل، وتواصلنا مع العالم العربي أصبح مباشرا وعبر الفضائيات والإعلام الذي ينقل الوجه الحقيقي والانتمائي والثقافي والوطني لنا كعرب فلسطينيين".

وبعد فوز حليحل وتلقيه الدعوة للذهاب إلى بيروت، توجه مرارا إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي ووزير داخليته بطلب إصدار تصريح للسفر إلى بيروت، ولكنه لم يتلق أي رد.

ويمنع القانون الإسرائيلي وبشكل صارم، أي مواطن أو ساكن من السفر خارج البلاد إلى الدول المعرفّة وفقًا للقانون الإسرائيلي دولا "عدوا"، إلا إذا حصل المواطن على تصريح من وزير الداخلية أو رئيس الحكومة، وإلا فسيكون سفره غير قانوني.

وقال المحامي حسن جبارين "إن تقاعس السلطات عن اتخاذ قرار في طلب حليحل بالسفر إلى لبنان وتجاهل طلباته المتتالية يمس حقوقه الدستورية، بما فيها حقه الدستوري بالسفر إلى خارج البلاد وحقه في حرية العمل وحرية التعبير. كما أن عدم إصدار تصريح لحليحل من دون سماع ادعاءاته يمس حقه في الإجراء العادل".نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينعامنة: على السلطات الإسرائيلية تحديد معايير استعمال صلاحية تقييد السفر للخارج (الجزيرة نت)
معايير واضحة

وأضاف جبارين للجزيرة نت "الكثير من أبناء وبنات الأقلية الفلسطينية في إسرائيل كانوا قد توجهوا للسلطات الإسرائيلية في ظروف مختلفة للحصول على تصاريح للسفر إلى الدول العربية المجاورة، إن كان ذلك لزيارة أقربائهم أو للاشتراك في مؤتمرات سياسية أو لأسباب دينية أو لأسباب صحافية وثقافية".

بدورها قالت المحامية حنين نعامنة إنهم طلبوا في الالتماس المقدم للمحكمة العليا الإسرائيلية "تحديد معايير واضحة لاستعمال وزير الداخلية ورئيس الحكومة لصلاحيتيهما بمنح تصاريح للسفر خارج البلاد إلى الدول المعرفة "دولا عدوا".

وأضافت نعامنة للجزيرة نت "إن بند القانون الذي يحظر السفر إلى دول "العدو" هو بند صارم ومجحف"، وأن "على السلطات تحديد معايير تحدد استعمال الصلاحية بتقييد السفر إلى خارج البلاد، آخذة بعين الاعتبار ضرورة ضمان الإجراء العادل".نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0...973BCEDE55.htm