خروف يذهب إلى المسلخ.....
كانت مستلقيه أمام التلفاز ....
تفطر قلب كل من يمر بغرفة الجلوس...
ليست نفساء ولا متفدمة في السن...
كثرت الجولات للأطباء...
واختلفت التشخيصات
وكثرت الأدوية...
ومازال الملاك يعاني الأوجاع....
دموع وغصة تحلق في جو المنزل بصمت...
لا يتجرأ أحد إلا أن يروح عنها...
أيام الدراسة تتبعثر هباء....
قرر الوالد المحب أن يفديها بذبيحة...
خروف يتقبله الله بدعاء....
أتت مع العائلة متكئة على كتفي والديها....
كان أبيضا كالثلج....فريدا من بين جميع الخراف...
وكأنه يعرف طريقه تماما....
تركت يدي والديها...واتجهت إليه بمحبه غريبه....
رمقت عينيه ونظر إليها بتركيز...
وكان حوارا خفيا حاول الجميع فهمه...
-الموت أدنى من حبل الوريد....
لا يتحمل ذنبا ولا سيرا بعكس الركب السليم...
لاشيء يستأهل أن نغضب الرب أو أن نتحمل عقابه....
اقترب المزارع ومعه الجزار....
هل نتوكل على الله يا صغيرتي....؟
قالت نعم!!!!
وأدارت وجهها الملائكي....
وقطع الوريد..وسال دم زكي حلله الله....
ووسط حركاته المبهمة وهو يصارع الموت وبعض أصواته الذبيحة ..
نظر إليها نظرة وداع....
ونظرت إليه بشفقه....
-كلنا بعضنا فداء......
من أرضى الله كسب معركة خاسرة....
تماثلت للشفاء تلك المحبوبة.....
يقال...انه كان خطأ تشخيص...
ويقال ..أنه عامل نفسي....
لكن ما كنت على يقين منه تماما...
أنه كان مقبولا وعونا إلهيا....
أم فراس