كيف يتكون الأمان النفسي للطفل؟
من المثير للغرابة أن الأمن النفسي للطفل يتكون مع بدايات الحمل وحتى قبل ذلك، فالاستعداد النفسي للمرأة الحامل ومشاعر الأم نحو الجنين وكذلك الأب والتفاهم الحادث بين أفراد الأسرة كلها تؤدي دورا» أساسيا» في تهيئة الأجواء داخل الأسرة لاستقبال المولود الجديد.
ويعتبر الأمان النفسي والانفعالي للطفل من الأمور التي من الصعب تحديدها، فقد يكون من السهل على الأم التعرف على الحاجات البيولوجية للطفل بسهولة كالحاجة للنوم أو الطعام، إلا أنه قد يكون من الصعب عليها تمييز مشاعر الخوف والقلق والارتباك التي تتحكم في نموه النفسي وتحقق له الأمان له.
ماذا نقصد بالأمان النفسي للطفل؟
- هو حالة من الاستقرار العاطفي وإشباع الحاجات المختلفة للطفل تؤدي إلى تأقلم وانسجام الطفل مع البيئة المحيطة به, والتخلص من المشكلات النفسية المختلفة التي تعوق ذلك الانسجام
وحتى يتكون الأمان النفسي للطفل فلابد من إشباع حاجاته المختلقة منها:
- الحاجة إلى الحب:
- الحاجة إلى المكانة:
- الحاجة إلى الطمأنينة
- الحاجة إلى الشعور بشيء من الاستقلال الذاتي ضمن إطار الأسرة
ماهي أسباب افتقاد الطفل للأمان النفسي؟
- اضطراب الأجواء الأسرية وعدم الاستقرار العائلي.
- انفصال الوالدين أو غياب أحدهما لأي سبب كان مثل مرض الأم أو الطفل.
- وجود إعاقة جسدية أو عقلية لدى الطفل أو أحد الوالدين.
- أساليب تعامل الوالدين غير السليمة مثل الحماية الزائدة، التذبذب وعدم الاستقرار، التفرقة بين الأبناء.
- المقارنة وعدم المساواة بين الأطفال.
- التعرض للأزمات والصدمات دون تقديم دعم نفسي كاف.
- سوء الأوضاع الاجتماعية والفقر
مظاهر انعدام الأمن النفسي لدى الأطفال :
يمكن أن يظهر ضعف الشعور بالأمن النفسي في عدد من المظاهر حسب عمر الطفل وقدرته على التعبير عن نفسه وقد لاتكون هذه الأعراض ظاهرة دائما»، وهي تظهر في عدة أشكال منها:
-الشكوى من الألم .
- ضعف الشخصية.
- اضطراب النوم.
- نوبات الفزع الليلي.
- نوبة البكاء.
- كثرة الشكاوى المرضية.
- حدوث نوع من النكوص في النمو مثل التبول الليلي.
- ظهور بعض العادات مثل مص الإصبع وقضم الأظافر.
- العدوانية وسرعة الانفعال والعناد.
- رفض الذهاب للمدرسة .
- التعبير عن الخوف والقلق.
- الانعزال وعدم الاختلاط أثناء اللعب مع الأقران.
- ضعف المستوى الدراسي.
كيف نحقق الأمان النفسي لأطفالنا؟
- تحقيق جو أسري ينعم بالألفة والمحبة.
- توفير الاحتياجات الأساسية من مأكل وملبس ورعاية شاملة من كل الجوانب.
- توفير جو من الحنان والعطف داخل الأسرة.
- تشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم.
- عدم توجيه الإساءة النفسية إليهم لخطورة ذلك على البناء النفسي للأطفال.
- حماية الأطفال من الصدمات المختلفة، كالشجار على مرأى ومسمع منه، وتعريضه للمخاوف من الحيوانات أو الأفلام أو الألعاب الخطرة.
- الحب غير المشروط للطفل: وذلك بالتعبير عنه مهما كانت سلوكياته، فقد نحب أبنائنا في كل وقت ولا يعجبنا تصرفاتهم أحيانا، فلابد من الحب غير المشروط، ومحاولة إثبات الحب له باهتمامنا بحديثه والإنصات إليه مهما كان كلامه لبناء علاقة قوية معه.
مشاركته ألعابه واهتماماته، والحديث عن ذلك معه، وتمثيل بعض اللقطات من القصص المقروءة عليه، ويفضل تخصيص وقت يومي للعب معه أو مشاركته حديثه ولو نصف ساعة يوميا.
- الحرية في التعبير: أي عدم كبت المشاعر والسماح له بالتعبير عن انفعالاته بحرية بشكل لا يؤثر سلباً على احترام الآخرين.
- التعرف على قدرات الطفل وجوانب القوة فيه، واهتماماته وميوله وتنميتها وتعزيزها، وتسليط الضوء على مكامن القوة قدر الإمكان، دون التركيز على السلبيات.
- إتاحة المجال للطفل لتكوين مجموعة من الصداقات خارج إطار الأسرة، وإعطائه الحق في ممارسة بعض الأنشطة مع أصدقائه مع وجود الإشراف، دون إشعار الطفل بالمتابعة اللصيقة.
- التقليل قدر الإمكان من الأوامر والنواهي التي تجعل الأطفال يشعرون بالملل، وليس معنى ذلك ترك الحبل على الغارب، فخير الأمور الوسط، فالحزم مع المرونة والتسامح وغض الطرف أحيانا والمحبة تحقق التربية الاستقلالية الرائعة والسليمة.
- الابتعاد عن الأساليب التي تدمر الثقة بالنفس، كمقارنته مع إخوته وأصحابه أو النقد أو التوبيخ أو النعت بنعوت سلبية أو التهديد والتخويف المستمر أو الصراخ وعدم وجود لغة حوار هادئ.
- متابعته دراسياً، وتشجيعه على التفوق، وخلق علاقات إيجابية بين الطفل ومدرسيه ورفقاء الدراسة