‎| السلطان المؤيـــد شيخ |


يرتبط إسم المؤيد شيخ عند الكثير بالجامع الذي بناه داخل باب زويله بينما
لا يعرف أكثر الناس من هو هذا السلطان الكبير و ما هو موقعه الحقيقي بين
سلاطين و حكام مصر عبر التاريخ .

فالحقيقه أن شيخ يعتبر هو المؤسس
الحقيقي لدولة الجراكسه التي حكمت مصر قرابة قرن من الزمان بالرغم مما هو
مشهور أن الظاهر برقوق هو عراب عصر الجراكسه لكن من يطالع تاريخ تلك
المرحله ما بين عصر برقوق و ما تبعه من سلطنة إبنه الناصر فرج ثم المؤيد
يدرك أنه و بالرغم من قوة الدوله المصريه في سلطنة برقوق إلي أن حكم ابنه
فرج قد محي كل الإنجازات التي تحققت في عصر أبيه حيث سادت الفتن و الحروب
بين الأمراء و طرق تيمورلنك البلاد و وصلت حالة التدني لدرجة أنه روي أن
فرج قد راسل تيمور بأنه سوف يضرب العمله بإسمه و أنه سيدعوا له علي المنابر
و هو ما يعني خضوع مصر لتيمور , لكن بعد مقتل فرج و سلطنة المؤيد فإن هذا
السلطان الهمام لم يدخر جهداً في القضاء علي الفتن و جاب البلاد شرقاً و
غرباً و قبض علي العصاه و رد ما غصب من بلاد المملكه و جرد الحملات و علي
رأسها إبنه الأمير صارم الدين إبرهيم فوصل
حتي مدينة قيساريه من بلاد الروم و غير ذلك من الحملات حتي عادت إلي مصر و
سلطانها الهيبه و القوه مما ضيع في زمن الناصر فرج و لتنهض مره أخري بعد أن
اوشكت أن تغرب شمسها ليستمر حكم الجراكسه حتي مقتل طومان باي 1517 مـ 923
هـ .

و مع كون المؤيد منذ أن جلب إلي مصر صغيراً مملوكاً للسلطان
برقوق حيث نشأ في طباق المماليك و عرف عنه إفناء أوقاته في المران علي فنون
القتال و الفروسيه حتي صار من كبار الفرسان المعروفين بالقوه فإنه في
سنوات حكمه القصيره – حكم 9 سنوات – قد شجع العلوم و قرب العلماء و أعلي من
شأنهم حتي لمع في زمانه نجم علماء أمثال الشيخ المقريزي و الحافظ بن حجر و
العيني و غيرهم الكثير هذا كله مضافاً لما اشتهر عنه من حب العمران و كونه
محبباً لدي العامه متابسطاً معهم .

كان هذا طرف من سيرة السلطان
المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي الجركسي الأصل رحمه الله , سلطان مصر ما بين
815 هـ حتي 824 هـ ... إن شاء الله نورد الكثير من أخباره في مشاركات أخري
, تابعونـــــا
______________________________________
* الصوره من داخل رواق القبله بجامع السلطان المؤيد داخل باب زويله بالقاهره

أ.س







نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي