موسوعة نجيب محفوظ والسينما..
المصدر بلدنا
18 / 02 / 2007
وتسجل الموسوعة كل ما يتعلق بمحفوظ والسينما بين عامي 1947 و2000 من أخبار ومقالات ومقابلات بلغ عددها 637 وكتبها 222 صحفيا وناقدا حيث ارتبط 71 فيلما قدمها 25 مخرجا باسم محفوظ كاتبا للسيناريو أو الحوار أو مؤلفا للقصة. وكانت أول إشارة إلى فيلم شارك محفوظ في كتابة السيناريو له في باب (نقد فيلم) بمجلة (الراديو والبعكوكة) يوم 17 أغسطس- آب 1947 ففي صفحة كاملة دون توقيع خلا نقد لفيلم (المنتقم) الذي أخرجه صلاح أبو سيف من ذكر اسم محفوظ.....





أما الفيلم الثاني (مغامرات عنتر وعبلة) فأخرجه أبو سيف وشارك محفوظ في كتابة السيناريو وكتب الحوار الشاعر بيرم التونسي. وفي الثاني من يناير كانون الثاني 1948 كتب أنور أحمد مقالا في مجلة (المصور) مشيدا بمخرج الفيلم لكنه لم يشر إلى اسم محفوظ. وعن الفيلم نفسه نشرت مجلة الراديو والبعكوكة مقالا بتوقيع (المويلحي) لم يذكر اسم محفوظ ولكنه أشار إلى أن القصة للشاعر عبد العزيز سلام.

ونشرت مجلة (الفن) في ديسمبر- كانون الأول 1951 مقالا دون توقيع عن فيلم (لك يوم يا ظالم) سجلت بطاقته أنه "سيناريو.. نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف" بهذا الترتيب لكن مجلة (سيني فيلم) نشرت في عدد يناير كانون الثاني 1952 مقالا دون توقيع عن الفيلم سجل أنه "إنتاج.. شركة أفلام صلاح أبو سيف" الذي أعيد اسمه مرة أخرى كمخرج أما السطر الأول فكان هكذا "التأليف.. ..." دون اسم. لكن المجلة نفسها نشرت في إبريل- نيسان 1953 مقالا عن فيلم (ريا وسكينة) جاء ترتيب الأسماء كما يلي "تأليف.. نجيب محفوظ. حوار.. السيد بدير".

أما أول مقال يكتبه محفوظ عن السينما فنشرته مجلة (الفن) في سبتمبر أيلول 1955 بعنوان (السينما والجاهلية والمسرح الضائع.. بقلم القصاص نجيب محفوظ) مصحوبا بصورة له حيث قال إن "السينما اليوم تختتم فترة الجاهلية لتبدأ من غد فترة الرشد والنور" معربا عن أمله في إنتاج أفلام لها قيمة كتابة وإخراجا وتصويرا كما حذر من السرقة "أو اللطش" بزعم الاقتباس داعيا إلى "القضاء التام على السرقات الخسيسة وتشجيع المؤلف واحترام أفكاره". ونشر اسم محفوظ لأول مرة وبشكل عابر في نقد فيلم (النمرود) في مقال دون توقيع بمجلة (سيني فيلم) في مايو- أيار 1955 حيث أشار إلى أن القصة كتبها بطل الفيلم فريد شوقي "وتعاون معه على وضع السيناريو نجيب محفوظ وعاطف سالم (مخرج الفيلم) والسيد بدير". والطريف أن المجلة نفسها نشرت في يونيو حزيران 1956 مقالا آخر عن الفيلم دون توقيع وخلا من ذكر اسم محفوظ وحملت بطاقته التعريفية "قصة.. فريد شوقي. حوار.. سيد بدير" وفي يونيو 1957 نشرت المجلة أيضا مقالا عن فيلم (الفتوة) بدأ هكذا "قصة.. فريد شوقي ومحمود صبحي. حوار.. سيد بدير" في حين تشير موسوعات السينما إلى أن محفوظ وأبو سيف شاركا في السيناريو.



كما تجاهل نقاد الأدب ثماني روايات كتبها نجيب محفوظ في بداياته خلت المتابعات النقدية للأفلام الأولى التي كتب لها السيناريو أو الحوار من أي إشارة إلى اسمه رغم الاحتفاء بكل آثاره الأدبية والسينمائية بأثر رجعي ومنحه لقب "الكاتب العالمي" منذ حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1988.

وتشير (موسوعة نجيب محفوظ والسينما 1947 - 2000) التي صدرت عن أكاديمية الفنون بالقاهرة إلى أن الصحافة الفنية ظلت تتجاهل جهود محفوظ السينمائية ولم تنتبه إليه حتى نهاية الخمسينيات بعد أن صدرت ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين) و(قصر الشوق) (والسكرية) وأصبح نجما في مجال الرواية.

ففي عام 1956 كتب عميد الأدب العربي طه حسين (1889 - 1973) دراسة عن رواية (بين القصرين) قال فيها إن محفوظ "أتاح للقصة أن تبلغ من الإتقان والروعة ومن العمق والدقة ومن التأثير الذي يشبه السحر ما لم يصل إليه كاتب مصري قبله" لكن محفوظ قال عام 1958 إن الأدب العربي لم يصل إلى المستوى الذي يستحق عليه جائزة نوبل.

وتسجل الموسوعة الوجه الآخر لإنجاز محفوظ الذي يرى نقاد أن إنجازه السينمائي لا يقل تأثيرا عن دوره في مجال الأدب حيث تتنوع إسهاماته بين كتابة مباشرة لسيناريوهات الأفلام أو إبداعات تحولت إلى أفلام حظي بعضها بإعادة إنتاجه. ففي عام 1964 أخرج حسام الدين مصطفى فيلم (الطريق) عن رواية (الطريق) التي قدمت عام 1986 بمعالجة أخرى في فيلم (وصمة عار) لأشرف فهمي الذي قدم أيضا معالجة لرواية (اللص والكلاب) في فيلم (ليل وخونة) عام 1990 تختلف عن فيلم (اللص والكلاب) الذي أخرجه كمال الشيخ في الستينيات وفيلم ثالث أنتجته أذربيجان منذ سنوات بعنوان (اعتراف) عن الرواية نفسها.

وفي الثمانينيات اكتشف المخرجون الطاقة الإبداعية في (ملحمة الحرافيش) التي قدمت في ستة أفلام هي (المطارد) لسمير سيف و(التوت والنبوت) لنيازي مصطفى و(الجوع) لعلي بدرخان و(أصدقاء الشيطان) لأحمد ياسين و(الحرافيش) و(شهد الملكة) لحسام الدين مصطفى. وتحولت الرواية نفسها إلى مسلسل تلفزيوني كتب له السيناريو والحوار محسن زايد الذي سبق أن قدم معالجة تلفزيوية لثلاثية محفوظ. وكان مسلسل (حديث الصباح والمساء) آخر تعامل زايد مع إبداع محفوظ.

وقال المخرج مدكور ثابت في مقدمة الموسوعة إنه جلس على مقعدين سبق أن شغلها محفوظ هما رئاسة المركز القومي للسينما والرقابة على المصنفات الفنية وكان محظوظا عندما وجد الملف الوظيفي لمحفوظ الذي يحوي مستندات عن مولد محفوظ وشؤون تجنيده وترقياته.

ومن هذه المستندات شهادة الثانوية نظام خمس سنوات التي أتمها محفوظ عام 1930 "وكان ترتيبه الثالث والعشرين بالنسبة إلى الناجحين البالغ عددهم 425" وكذلك خطاب موجه من إدارة القرعة العسكرية بوزارة الحربية والبحرية نهاية 1934 إلى إدارة "الجامعة المصرية" يفيد أن محفوظ نال إعفاء مؤقتا من التجنيد "لأنه أخو ضابط بالجيش المصري... نفيد أن وزارة الحربية والبحرية لا يوجد لديها مانع من استخدام حضرته كاتبا تحت الاختبار بالجامعة".

وصدرت الموسوعة في مجلدين من القطع الكبير جدا يقعان في نحو 1600 صفحة بجهد واضح من ثابت الرئيس السابق لأكاديمية الفنون المصرية حيث قام بدور المحرر والمنسق العام لفريق عمل ضم مهندس الديكور صلاح مرعي مشرفا فنيا وباحثين منهم هشام عبد العزيز ووائل قنصوة وسلوى عبد العظيم.

واهتم عدد من النقاد بسينما محفوظ في كتب منها (السينما في عالم نجيب محفوظ) لمصطفى بيومي و(نجيب محفوظ في السينما المكسيكية) لحسن عطية حيث أنتجت السينما المكسيكية فيلمين عن روايتي (بداية ونهاية) الذي أخرجه أرتورو ريبيستين عام 1993 و(زقاق المدق) الذي أخرجه خورخي فونس عام 1994 وقامت ببطولته سلمى حايك.

وفي عام 1997 صدر كتاب (نجيب محفوظ في السينما المصرية) للمخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس الذي أخرج عام 1989 فيلما وثائقيا عنوانه (نجيب محفوظ ضمير عصره) كما أصدر له مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ديسمبر- كانون الأول 2006 كتابا عنوانه (نجيب محفوظ.. ترنيمة حب).

وامتدت رحلة محفوظ (1911 - 2006) مع الكتابة أكثر من 70 عاما وأثمرت حوالي 50 رواية ومجموعة قصصية ومسرحية قصيرة فضلا عن كتب أخرى ضمت مقالاته في الشؤون العامة.




آخر تحديث ( 18 / 02 / 2007 )


جريدة بلدنا