ميزانية إنفاق الأسرة في رمضان
- د. يوسف الزامل - 13/08/1428هـ
Yaz3214@hotmail.com
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.. يقبل رمضان ويتذكر أكثر الناس موائد الإفطار والأكلات الشهية والوجبات الدسمة، ولذلك تقوم الأسر بإنفاق يتجاوز بكثير متوسط الإنفاق في الأشهر الأخرى.. ولا يخفى على عامة الناس أن هذا الشهر إنما فرض لتقوية الجانب الروحي للإنسان، وهذا ما يتطلب إشغال النفس بأمور الروح وتنفيرها من متطلبات الجسم وفي مقدمتها الطعام والشراب.. والامتناع عن الطعام والشراب والإقلال منها ينعش الروح وينعش الفكر والذكر ويسمو بالنفس ومشاعرها، وهو ما يعلم بالفطرة والتجربة، ومن الحكمة التي يجمع عليها الفلاسفة وأرباب الرياضات الروحية في العالم.. المشكلة المعاصرة لنا مع رمضان هي كثرة الإسراف خاصة في مشتريات الطعام ما يؤدي إلى ضياع كثير من البركة في هذا الشهر والإخفاق في تحقيق أهداف صيام هذا الشهر الكريم من إصلاح القلب والروح وجمع شتات النفس وراحة الجسم بإعطائه إجازة سنوية لمدة شهر يستجم خلالها ليعود أكثر صحة.
أقل ما نطلبه من أسرنا هذا الشهر ألا نغير حجم الإنفاق الأسبوعي الاستهلاكي بسبب عدم زيادة فواتير مشترياتنا من المواد التموينية مع أن الأكمل هو أن يحصل توفير في الميزانية الاستهلاكية خلال شهر رمضان.. هل يعرف بعضنا ما النصيب في المتوسط لشريحة التموين الاستهلاكي من إجمالي ميزانيتنا الاستهلاكية الشهرية؟؟ لم لا نبدأ في رمضان مبدأ وضع ميزانية للاستهلاك الأسري؟ يجلس الزوج مع زوجته فيقرران حجم ما ينفق على المشتريات الاستهلاكية قبل أن يبدأ الشهر ويوزعان ذلك على الأسابيع الأربعة للشهر, سيساعد هذا التخطيط الاستهلاكي على تكوين سلوك ادخاري وسيؤدي ذلك إلى الحد من الإسراف والعمل على ترشيد السلوك الاقتصادي خاصة والسلوك الاجتماعي عامة.
أقترح ألا يزيد حجم الإنفاق الاستهلاكي التمويني للشهر (رمضان أو غير رمضان) على ألفي ريال، حيث يقسم ذلك إلى 500 ريال أسبوعيا وينظر كم يجعل من هذا المبلغ 30 إلى 50 في المائة للمأكولات والمشروبات.. ليس المهم (وإن كان مهما) كم يكون حجم الميزانية ولا كيف تقسم شرائح المشتريات الاستهلاكية، ولكن المهم هو أن تضع الأسرة ميزانية تخطيطية تساعدها على تطوير مستوى الترشيد الاقتصادي والإنساني الذي تتباهى أمم العالم بينها في السبق في مضماره.. ونحن المسلمين لا بد أن نفعل قيمنا لترشيد تصرفاتنا الاستهلاكية والاقتصادية والاجتماعية لنثبت عمليا للعالم سمو حضارتنا خصوصا ونحن نؤدي أمام العالم شعيرة صيام رمضان.
نقلاً عن صحيفة الاقتصادية - تاريخ النشر : 26 / 8 / 2007م .