غــــــريب
هبة الفقي


غـــريبٌ بين أحضانِ الزمانِ


عليلُ القلبِ مصلوبُ الأماني


بعمــرٍ قد تجاوزَ ألــفَ عـــامٍ

ومازالتْ تـُكبلـــهُ الثــوانـــي



وحيــدٌ خلفَ قضبان المآســي

غدا والصبــرُ دوما في رهــانِ



تواسيه دمـــوعٌ هامــــلاتٌ

تـرومُ العـــزَّ في حربٍ عـوانِ



بسخريــة تُصافحـهُ عيـــونٌ

وتسكـبُ في مدامعـهِ التهاني



تصارعهُ الخطوبُ بكلِ صوبٍ

فيهزمها بقلـــــبٍ غيــر وانِ



ولا يخشى بدربِ الحـقِ لوماً

ولا يُرجيـــه سيفٌ من جبـانِ



فطوبـى للغـريـــبِ بمثلِ يومٍ

تقدمَ ركْبُ " أُمَّتنـا " الغواني



يُراقصها على الآلامِ نــــذلٌ

تـُعربدُ في مسامعها الأغاني



يضاجعها السفيــهُ بكلِ ليلٍ

كخرساءٍ تنوح بلا لســــانِ



فصارت كالهشيمِ بكفِ ريح ٍ

تبعثــرها بـــــذلٍ وامتهـــانِ



بكل القبــحِ كالأشباحِ حامتْ

على الآمـــالِ غربانُ الزمانِ



تزحزحتْ الرجولة ُعن خطاها

تهلهلـــت الكـــرامة ُ للعيــانِ



وبين القـــومِ والآثــامِ عقــدٌ

مدى الأيـــــامِ موثوقُ القِرانِ



وإنَّـا والإلــــهُ لنا شهيـــــدٌ

تُنيــر قلوبنا السبع المثاني



أيا إســـــــلامنــا إنَّـا أبيـنا

بأن نقتات من ثمرِ الهوانِ



فلا نحني رؤوسَ المجدِ يوما

ولا تجثــــو كــرامتنا لجـــانِ



ولو بِيعتْ نفوس الخلقِ بخساً

فأنفسنا غدت نذر الجنـــــانِ



أناملنا إلى الإحســــانِ تمضي

وسيـــرتنا يخضبها التفانــــي



بهـــالاتٍ من الــــدُّرِّ التحينا

وجبهتنا ترصـــــعُ بالجمــانِ



بأخلاقِ الحبيــبِ قد ارتوينا

هدانا شرعه نهـــج الأمــانِ



وَأَدْنا الفرح في رحمِ المعاصي

وألقينا بِجُــــــبٍ كلَ فـــــانِ



على جمرٍ سنقبضُ دونَ كـَلٍّ

فوعــدُ اللهِ مصــــدوقُ البيانِ



وربــي إن غربتنا لسعــــدٌ

بهِ ترقى المنى فوق العنانِ

4-11-2014